بكائيات
خاص ألف
2015-08-16
هو زمن البكاء، والعويل.
لا وقت سوى للبكاء، فالقتلى والمقتولون هم أنّفسهم، في الصبح تكون قاتلاً وفي العصر تصبح مقتولاً.
لماذا تحمل السّلاح ما دمت ستقتل لا مفرّ؟
من لا يتوجّع لا يبكي، أرى الكثير منّا سعداء. لم يتضرّروا ولن يتضرّروا.
أما عنّي فإنّني حالة أخرى. نذرتني الحياة للبكاء.
هل من مزيد من الدّمع يفيض من روحي ومن جسدي.
تبكي روحي، يشاركها جسدي ، وتفاصيل حياتي المختبئة فيه. الدّموع تمكّنني من الاتّصال مع مشاعري العميقة، ألمس من خلالها الألم، وتكون دموعي هي الفاصل بين ذلك الألم والفرح.
ليس الأطفال فقط يبكون. وليس على الرّجال أن يغطوا وجههم بأقنعة كي يبدوا شجعاناً. البكاء حالة خلاص للذّات من أوجاع مستعصيّة على الحلّ. ندوّنها على صفحة الزّمان بالدّموع.
تمرّ أمامي الشّجون، وكأنّني أسبح في حلم أبديّ له أرض وسماء، ودموعي التي تنسكب دون إرادة هي الماء الذي يسقي ذلك الحلم.
أبكي لأنّنا نصنع الكوارث بأيدينا . وأنى أدرت بصري أرى شيئاً يستحقّ الدّمع.
أصبح الرّجال يبكون بشكل أقسى من النساء. هو تحوّل الزمن نحو الشّعور بالرّوح من خلال الألم. ساوى الزمن بين الجنسين.
الصرخة الخاصة بنا والتي نعبّر عنها بالدّموع هي لحظة حقيقيّة علينا السّماح لها بالمرور دون أن نسمعها، فعيوننا سماء لا تشعر بما تهب للأرض.
البكاء هو صوت قلبي. صوت حياتي في كلّ الأوقات.
عندما أبكي تهتزّ الأشجار في الجهة الأخرى من الشارع. أطأطئ رأسي وألفّ منديلاً يستر دمعي، أبتلّ، تحنو عليّ الرّيح. تقبّلني، ويرحل معها صوت عويلي إلى هناك.
08-أيار-2021
04-تموز-2020 | |
19-كانون الثاني-2019 | |
10-كانون الأول-2015 | |
19-تشرين الثاني-2015 | |
05-تشرين الأول-2015 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |