عروبتي عار عليّ
خاص ألف
2015-09-03
لماذا نتعلّم العربيّة؟
كنّا نكتب قصائد حماسية بلغة عربية. نعيد قراءتها كي نحفظها عن ظهر قلب.
نقرأ من ديوان العرب بعض الغزل الذي يبوح به الرّجال.
نسمع من بين السّطور غناء الجواري والغلمان.
بطولات في الغزو والسّبي.
لم نقرأ عن آلهة العرب من النساء كاللات والعزى.
في الصّحراء الحارقة تدفن أسماء الأنثى، ترجم كلمات الحبّ.
في تلك الصحراء الحارقة ولدت حواء فكانت: أمة، جارية، خادمة، عبد، وبطلة أفلام جنس أيضاً.
في الطّفولة كنّا نردّد النّشيد الوطني.
عندما كبرنا بدأنا نبحث عن ذاتنا.
قرأنا عن عدل عمر. لم يخبرنا أحد أنّ الدّكتاتور يمكن أن يلقب نفسه بالحاكم العادل.
لن أناقش حول التاريخ، فأنا دون تاريخ. ليس لي ماض ولا حاضر.
أحاول أن أخرج من لغة الصحراء إلى لغة أخرى تعلّمني معنى الكلمات.
أصلّي خمس مرّات على أرض يباب من أجل رجل يحمل في جعبته بعض كلمات الغزل. يقولها لي عند الجلوس على أوّل عتبة حبّ.
كلمات الغزل العربيّة تنام في ضمير الأنثى.
ففي لقاء الحبّ، وعند الانغماس به يبوح لي بكلمات غزل صارمة تقول: عليكِ بالحبّ، والعبادة . عليك بإرضاء النّزوات دون أن يكون لك الحقّ إلا في تلقي الضّربات.
وتصبح الأنثى جزءاً من نظام الخضوع، تصبح العبوديّة متعة.
لو قرأت كتاب التّاريخ بالمقلوب لتغّيرت الكلمات، فأصبح العدل هو الظّلم.
لا أستطيع فعل شيء، ففي تلك الصحراء الحارقة دفنت أحلامي.
دفنت جثامين تنزف.
هربت. بكيت. نبشت شعري.
وعند أوّل بحر نسيت كلمة وطن. كنت أسعى أن أتعلم لغة أخرى أفكّر فيها بكلمات حبّ، وتسامح.
أنظر إلى الضّفة الأخرى، أخطّط للمستقبل حيث أنجب رجلاً من ذاتي يسير على طريق الجنّة.
اكتفيت بالحلم، وغفوت على سطح الماء بينما كانت ضفائر ابنتي تلوح لي عن بعد
سمعت شهادة البحر. أصوات استغاثة بلغة أخرى.
شعرت بالدّونيّة لأنّني أنتمي للعرب .
بدأت عروبتي تخرج من فمي مع الماء.
وبدأ البحر يسجّل قصص العار، ومن بينها قصّة عروبتي.
08-أيار-2021
04-تموز-2020 | |
19-كانون الثاني-2019 | |
10-كانون الأول-2015 | |
19-تشرين الثاني-2015 | |
05-تشرين الأول-2015 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |