عرق

كأسي شرابٌ أبيضٌ،

و البحرُ أبيضُ من شعاعِ الشمسِ،

و امرأتي بياضٌ في سوادٍ كالغيومِ.

سأمطرُ اليومَ القصيدةَ مثلَ ممحاةِ الهمومِ.

و لن أقولَ: لمَ السماءُ سعيدةٌ في لونها؟

و هلِ السماءُ سعيدةٌ؟

ستقولُ أضواءُ النجومِ

خمرة مغشوشة

لم يتركوا شيئاً لنا لنحبَّهُ.

في حربِ أنوارِ السماءِ تلاعبوا باللهِ في أرزاقنا،

غشوا بأقدارِ السماءِ، و أحرقوا أجسادَنا.

غشوا بأقدارِ السماءِ، و أطفأوا أحلامنا.

لا يملكُ اللهُ العليُّ سوى حصادِ جيوبنا.

لا يملكُ اللهُ العليُّ سوى صلاةِ عبيدنا.

لا يملكُ اللهُ العليُّ سوى اتقادِ الروحِ من ذكرى الرمادِ رمادنا.

عض الهواء

يَقتلونَ وَ أو يُقتلونَ بلا سببٍ مُقنعٍ.

لم تعلِّمْهمْ اّيُّ مدرسةٍ أن يحبُّوا الحياةَ لأجلِ الحياةِ.

هنالكَ آلهةٌ في عقولِ عجائزهم تجعلُ الموتَ أسطورةً.

لم يطالعْ فتاهُمْ فضائحَ نِتْشَهْ عنِ اللهِ.

أو كيفَ يحفرُ فوكو سلالاتِ مرضى الصيامِ عن الحبِّ.

أو ما لدينا من الشعراءِ الإباحيّينَ.

هناكَ من الجارياتِ على الفيسِ بوكِ كفايةُ وهمِ المراهقِ،

لذّةَ حكِّ الحديدِ كما تكنولوجيا من غرامٍ تضاهي المجانينَ حينَ يحاكونَ راويةً في الغرامِ

لكي يشمسوها بأفلامِ بُورْنو الجهادِ. حكايةُ صمتٍ قديمٍ و عادَ صداها بسيفٍ و ذبحٍ.

ألا تشعرونَ بشيءٍ غبيٍّ يحرّكُ أرجلنا باتجاهٍ و أعيُنَنا باتجاهٍ؟

هناكَ ملوكٌ أتوا من قديمٍ، و لمّا يعودوا إلى حتفهم.

مَن يدلُّ العبيد إلى لغةٍ لا تموتُ بموتِ الطغاةِ؟

إلى لغةٍ حيّةٍ لا تخافُ الهوى يتنفّسُ فيها جهازُ تناسلنا وردةً في الهواءْ؟

مزاج فنّي

لا أضعُ البحرَ في كأسِ ماءٍ على راحتِي، لأرى صورتي في الزجاجِ.

أمضمضُ . أبصقُ فكرةَ هذا الأجاجِ.

و أنظرُ في البحرِ ثيرانَ ريحِ العجاجِ

تهاجمُ شاطئَ صخري، و تنحتُ وجهاً كوجهي عسيرِ المزاجِ.

أضاحكُ وجهي،

و أغسلُ كأسي،

و تمضي الرياحُ بعيداً إلى قمقمٍ في الشمالِ بيُسرٍ وغيرِ انزعاجِ

عصافير

العصافيرُ تعزفُ أغنيةَ الفجرِ فرحانةً بالصباحِ

على الرغمِ من عالمٍ طائشٍ بضجيجِ السلاحِ.

أتبقى العصافيرُ -مهما تموتُ- تغنّي لِلأْمِ الجراحِ؟

أحمقاءُ هذي العصافيرُ،

أم أحمقٌ - مع رحيلِ الظلامِ - صدىً ناشزٌ في النواحِ؟