لان السماء زرقاء واسعة،رحبة بلا حدود، ممتدة بلا بدايات ،بلا نهايات ،دهشة المجهول و إلحاح الفكرة تلو الفكرة و لغز الألغاز ،رغبة ملحة في المعرفة
لا يمسك بطرفها أحد ولا ندرك عنها إلا ما أرادت لنا أن ندركه لاهثين خلف فك أسرار الماورائيات ،عاجزين عن فهم الغيب
سيطرة اللون وانعكاسه على كل التفاصيل ،دقة المعنى و الكمال في أبهى لوحة
قد تكون الحرية ايضا زرقاء .
لأن الصحراء برية الامنيات و عشبة الوجود ،سيرة البدء و خاتمة كل الطرقات ،أول النظر وآخره ،رائحة الأرض ،صوت التراب ولمعة الرمل عندما يتماهى مع كل ماحوله ليغدق عليه بالسحر ،عزف النقاء وصفاء الخلق ،لحظة الرهبة أمام عظمة الاكتشاف وثبات الخطوة عكس اتجاه الريح
صوت التجربة المدوي و حصاد المسير نحو الضوء
قد تكون الحرية برية الأمنيات
لأن العاطفة الزهرة البريةالوحيدة التي تدل على الحياة وتبعث على الإستيقاظ،كينونة الوجود و دهشةالاستمرار في النبض بصدق خدج لم تشوهه الأيام ، أن يكون القلب جسرا تسير عليه، لتهدهد للروح بما يفيض من القلب فتعجز عن التعبير في حدائق اللهفة ،لتنعس في عيون الشوق وتنام بين رموش الحنين ،
ببساطة وقوة رائحة الحبق ووضوح لونه عندما تنهمر وَجدا ،بانتظار ابتسامة توحي بسعادة لا تزول ،
مقامات القلب والسكينة درب الطمأنينة وجنون الخفقان ،شغف الوصل والتواصل ،انسجام لغة النفس والأنفاس
قد تكون الحرية روحا
لأن الطيور ملونة بأجنحة كبيرة وصغيرة ،تطير ،تحلق، تعود أو لا تعود ،تحط ،تهاجر ،تغرد خارج السرب ،تراقص الريح ،تلاعب الهواء ،لا تنظر للأسفل ،كل الكون أراجيح لها وكل السماء ملعبها ،قمم الجبال وعزتها مسكنها
أسراب و منفردة تغزل الفضاء وتلونه بالتفرد والخيال
قد تكون الحرية أجنحة
لأن البرق يعصف ،يهدد ،يتوعد بشق السماء و الأرض ،يلمع بقوة و يصرخ هو أنا البرق و اسمي يحدث عني ،عن صخبي و ضجيح صوتي يجتاح الكون ،ينبىء بما يغيث و يروي الأرض اليابسة العطشى للمطر ،إشتهاء الحقول وروابي شقائق النعمان للربيع
لمعة الكمأة تحت التراب تنتظر بفارغ الصبر رعدا يزلزل لتتشقق الأرض فتولد ،
قد تكون الحرية برقا
لأن الأمومة صدق مطلق ،أن تلتفت بعينها ليدفأ العالم من صقيعه ،أن تعانق بقلبها فتمتلىء الليالي المعتمة بالنجوم الحالمة، وما إن تمد يدها للنهار تشرق الشمس و تنهض من غفوتها لتعيد ترتيب فوضى المنهكين و المتعبين بضجيج كوابيسهم وتقلبهم في أَسِرة قنفذية
قد تكون الحرية حضن أم
لا قوة كقوتها ولا حياة بدونها ،لها يرقص الزهر و يغني الشجر لتزهو النسمة ؛تبيت كل المخلوقات بانتظار صحوتها وعلى أنغام أشعتها تنسجم و تتناغم من أصغرها لأكبرها ،تتدلى عناقيد البهجة و نبيذ الدفىء ،تحت عرائش النهار
القوة التي تصرع البرد و تقاوم الظلمة ،لم تخلف موعدها يوما في النهوض كل فجر لتقتفي أثر الحالمين بالضوء وعلى موعد دائم مع الانتظار
ولأن لا حياة بدونها قد تكون الحرية الشمس
وقد تكون
وقد تكون
وقد تكون
ولهذه القد سأظل أنتمي ..