لو كان لي أن أختار رمزا للبلاد لاخترت شجرة الزيتون المباركة،الزيتون هوية السوريين وهواهم وزيته المقدس إبداع الرب وعظمة تجليه . مواسم قطافه حكاية عشق سرمدية تمتد جذورها لأوائل الزمان وآخر الأغنيات ،انتظار الفصول وفرحها الكبير . موعد الحج والطواف حول الشجر العتيق زيتونا ،بركة وقصص الأولين وتعب السنين . لكل شجرة عمر وتاريخ وحكاية معمرة ،عمرها من عمر هذه الأرض المأهولة بالمواويل والبكاء . ليس من عادة الزيتون أن يميل اذا ما الزمان مال ،جبار صبور يخضر مهما ضاقت الأحوال . يمد جذوره في جوف الأرض عميقا وكأنه الأرض وقوة بقائها وضحكتها التي مهما غادرت ،تجدد العودة لتحاول مرة تلو مرة أن تصون عهود الصبر والمحاولات . ياحزن الأرض ،يا دمعها ،يا وضوح العجز ويا سماجة الشر ، فمن عاداته أن يموت واقفا ،ولكن ليس في بلاد الوحش .. *
نه يوم صعب :يقول الناي للشجرة ،ثم يعزف لها حتى يخفف عنها آلام الحريق ، لاعصافير تطير لافراشات ،لاديدان ،لا أرانب ،لاحشرات ولادجاج وكأنها العودة لما قبل التكوين . هذا الهواء يخلو من الهواء وحتى التراب يختنق ، كل شيء يختنق ووحده السواد يخيم على الغابات والجبال ، الغابات التي كانت ، كل شيء قاوم حتى صار رمادا حتى تلك السلحفاة العنيدة، كم عمرك أيتها السلحفاة ؟ ليتك حدثتيهم عن حلمك بالبقاء إنه موسم البكاء ويكمل عزفه وحيدا متروكا لمصيره المجهول ،للأيادي الخبيثة ولسعة النار الممتدة لألحانه إنه يوم آخر لكفكفة الدمع . * في البوم العالمي للفتاة / لو لم تمت سيلفيا بلات لكانت احتفلت بالكثير من أعياد الميلاد و خبزت فطائر القرفة والبرتقال وأعدت في الصباحات الباردة البيض المقلي وشراب الشوكولا الساخن وغنت الكثير من الأغنيات عن السعادة الكاذبة لأولادها ، لكنها كانت لتكمل حياتها في المكان الخطأ، فتموت في اليوم آلاف المرات ،ليس من بينها الغاز المتسرب في مطبخها قرب قصائد يائسة ورغبة عارمة بالإنتحار تنسيها أنها إمرأة كانت يوما ما فتاة يانعة بقلب شفاف وروح قرمزية كنجمة من الدانتيل المزركش ..
أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...