أشياء
2007-12-03
1
أنا وطفلتي نتجول في حديقة الحيوان مررنا على أقفاص كثيرة كانت الدهشة تعتري الكثير من الزائرين في الحديقة، رأينا حيوانات لاتحصى كلها تنظر
***********
2
كان ينظر في المرآة يتأمل وجهه وكأنه يكتشفه من جديد ، محاولا قراءة نفسه ، يتأمل الأشياء ، فرشاة الأسنان ،معجون الحلاقة وأشياء أخرى ، كانت الساعة قد قاربت الرابعة ليلا لايعرف لماذا متسمرا ومحدقا في المرآة هذه اللحظات رغم أنه يمر عليها يوميا ، عاد وجلس إلى طاولته ليتناول آخر جرعة من الكأس ،عاد إلى المرآة ، فاجأ نفسه مرة أخرى أحس بأن ثمة أشياء لا يعرفها ولا
يفهمها ، في الصباح كالعادة خرج من النوم إلى اليقظة ذهب إلى المرآة قص ذقنه ونظف أسنانه دون أن ينتبه إلى وجهه ،محدثا صوتا من جراء إغلاق الباب وراءه حيث العمل بانتظاره
***************
3
الحنفية التي تتحدث بالماء تفتحها قليلا تحادث يديك بهدوء وانسيابية ، تزيد من فتحها يتحدث الماء بصرامة تفتح الحنفية على آخرها يغضب الماء ويصرخ ، عند ذلك تغلقها وتعود لتجلس قرب الطاولة وتكتب ، وأنت تكتب والهدوء يحتل المكان تسمع صوت نقاط الماء تتسلل من الحنفية ، تشعر بالتوتر قليلا ويزيد هذا التوتر لديك تذهب إليها وتشدها لتخنقها تماما لكن لافائدة ، لأنها تريد أ ن تتحدث ولو ببضع نقاط من الكلمات
****************
4
ينظر في الطاولة يبدو المكدوس كجثث وأوراق الخس كنساء والبصلة الخضراء كراقصة ، سمك السردين الذي خرج من السجن ، حبات الزيتون كحيتان صغيرة ميتة ، المنفضة التي يتكوم عليها أعقاب السجائر وبعض قشور البزر وأشياء أخرى يشكلون عائلة منسجمة ، كل هذه الأشياء مفروشة على الصفحة الأخيرة من جريدة الثورة الممددة على الطاولة ، يتأملها قليلا يقرأ عناوين فقراتها : قوس قزح ، فيديو كليب يتضمن أغنية وطنية ،فريمان مستاء من سياسة بوش، ندوة في اللاذقية عن الإخاء الديني ، أيها السوري انتبه لهويتك ، امسية شعرية ، مستقبل الجاليات الاسلامية في الخارج ، محاضرة عن الاهداف الخفية للهجمة الامريكية ، وأخرى عن التشريع في سورية ، وأخبار أخرى عن أمسيات شعرية ومعارض فنية 0000 الخ ، أشعل سيجارته وارتشف جرعة من الكأس وتناول آخر لقمة من سمك السردين المعلب
*****************
5
المعطف الذي تلبسه الكرسي هكذا يبدو متهدلا غير مبال بشيء لا يعمل شيء سوى الانتظار
****************
6
الكف يتمدد على الركبة هو يشعر بأنه مستلق يريد النوم والساق تضع نفسها فوق الأخرى تشعر أيضا بأنه ثمة عناق بينهما وحميمية ، اليد الأخرى تعمل وكأنها وسادة للرأس ، عندما فكرت بهذا المشهد عرفت أنني حزين
**************
7
عندما وطأت قدمي الكرم الصغير ، كان كل شيء غريب ، ثمة خريف أخرس ، يبعث فيّ الخواء والرهبة، دخلت الكرم يكسوني العري ، كانت الأغصان قد تخلصت من ثيابها ، وتمد جسدها العاري في الفراغ ، والصمت حديث المكان ، مشتت قليلا ، لاصوت سوى وقع خطاي ، وجدت كرسيا قديما تحت شجرة وحيدا خاليا من الحياة ، جلست عليه بكل هدوء بعد أن خلعت حذائي لانتظر الربيع 0
***********
8
كانت باقة الورد تشبه الحقيقة تماما وكل من رآها يقترب للـتأكد إن كانت طبيعية أم لا ، لقد قلت دوما إن الزيف يشبه الحقيقة أحيانا ، لكنه يختلف في الملمس
*************
9
القلم الرصاص الذي تكتب به يزداد قصرا وكلما كتبت به كان بحاجة لتقص رأسه بالمبراة ،هذه المبراة تعمل وكأنها سلطة تريد منه أن ينتهي من الكتابة ، ولكن الأمر بسيط لاتفهمه هذه السلطة بأنه حالما القلم لم يعد قادرا على فعل الكتابة تستطيع الاستعاضة عنه بواحد جديد ، هكذا هي الحقيقة لايمكن إخفائها
08-أيار-2021
22-أيلول-2015 | |
12-تشرين الثاني-2010 | |
02-تشرين الأول-2010 | |
12-أيار-2009 | |
21-كانون الثاني-2009 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |