كملعقة
خاص ألف
2010-10-02
أفكرُ فيك كملعقةٍ
كرداءٍ يغطي فراغَ الانتظارِ
إن تلك الخصلة الصغيرة من شعركِ
التي تتهدلُ على رقبتكِ كنهرٍ لا يتوقفُ في حلمي
هي لحظةُ الأبدية ولحظةُ الدهشةِ
كيف يمكن للفراشةِ أن لا تمر بكافة حيويتها
ومن مصلحةِ العصافيرِ أن تمرَ بقربكِ رغم الخوفِ
العام
كل ذلك يعني أن أكونَ
أن أكونَ فوتوغرافياً وسائحاً ومجنوناً في
رغيفكِ،
(الخروف) الذي يعبثُ بوقتي ويقولُ أشياءَ
كثيرةً عني
لا يريدُ أن يأكلَ إلا حشائشك ويشمّ زهرةَ أنفكِ
، ويمرّ الجملُ في غفلةٍ من ظهرهِ
لكنها تبدو كإشارةِ استفهامٍ في صحرائك
وأنت تجلسين على كرسي وتحملين كتاباً تقرئين
فيه
يمرُ ما يمرُ
تمرُ كلُّ جحافلِ الغزاةِ عبرَ التاريخِ على نفسي
دون أن أنبسَ ببنتِ شفةٍ
ولم أفلح في قراءةِ خصلةِ شعركِ النائمةِ
كم من الوقتِ أقضيه في البحثِ عن كلمةِ سرِ
الوجودِ
في كلِّ لحظةٍ تمدين جناحك كربةِ النصرِ أقضي
وقتاً
طويلاً لعدِ الهواء ،
سأصنعُ قنبلةً تفجرُ ما تبقى من الوقتِ بيني
وبينك
سأصنعُ مركباً شراعياً
وانتظرك على قارعةِ الطريقِ
وفأساً يضربُ الهواءَ لتمرَ قدميك
حفظتُ لحظاتكِ على الغائب
وجدولَ أيامك
وكتعبِ الرصيفِ الذي لا يتعبُ
أعدُّ خطواتك
حرفاً حرفاً
وكلمةً إثرَ كلمةٍ
الهواءُ الذي يمرُ من قربكِ
يمرُ على عظامي ويُحيي رميمَ داخلي
ويغلفها بالطيورِ
بانتظارِ أن تفتحيها بكاملِ أعشاشكِ
دون أن تفلتَ شجرةٌ أو غصنٌ من يديكِ !
ظلكِ المهدورُ على جسدي يجرحني فرحاً
في عزِّ الظهيرةِ
أنا ماؤك ونارك
وشمسُ صمتك
أعرف أن ذلك يكلفني الكثيرَ من الضوءِ لظلك
بأصابعي أعدكِ
وأجمعكِ دون أن أطرحَ شيئاً
أفردُ كلماتك على جنبٍ
وفي الجنبِ الآخر أضعُ نبرةَ صوتك
أشكِّل جسدَكِ
وأضعُ بين يديَّ راحتيك
لأتمتع بعنبِ الوقتِ
واستلقاءِ روحكِ على جسدي
أمرِّغُ وجهي في صيامِ الغياب
وأغسله في ماءِ الجسدِ
أن الذي يمضي
يمضي
لكني أنظرُ ورائي
مع ابتسامةٍ وأمدُّ يدي للوراءِ
لأداعب خصلاتِ ما مضى
الماضي مثل الحاضرِ تحضرين في الاثنين
وأنت لا تعرف أي منهما الأول
لا أنتبه عندما أدخلُ فيك وأخرجُ
أنا وراؤكِ أم أمامك
فوق أم تحت
لا فرق ؟!
لم ننتبه للوقتِ إلا عندما نصطدم به
والزمنُ يسألك : كم الساعة الآن ؟
حين تكونين منشغلةً
تمدُ بطةٌ رأسها في البحيرةِ
وتسمعُ نقيقَ الضفادعِ وكأنه يصرخُ
في داخلي
إن كلَّ تلك الغابة من العصافيرِ وكل الأغصانِ
تصمت أحيانا فيك
كي أصغي لها
كم من الوقتِ يمرُ على أصابعي
وأن ظلي يكبرُ ويكبرُ إلى أن يقصَّ
مظلةَ انهماككِ
أسمع خطواتكِ في داخلي وأرى دعساتِ رجليك في
وحلي
أمشي بقربكِ في غيابكِ
كي أرى ظلكِ المرير
أني دوماً بكِ
أشبَّه بامرأةٍ حامل !
نحن الاثنان نرفع الطاولةَ لنضعها في مكان ما
مرةً هنا ومرةً هناك
وأخرى نختلفُ
أحياناً نقلبها ونجلسُ فيها
من الأفضلِ أحياناً أن أكون كرسياً لها
وهي كأسي ...!
أجلسُ معها بدون أعقابِ سجائرٍ
ممتلئٌ بدخانها
ورائحتها
حتى البقدونس أقطفه منها
وأترك فيها رائحةَ النعناعِ والزعتر البري .
حين تمرُ بقربي أحياناً بكاملِ خطواتها
أصابعُ رجلي
تتفركُ !
حين تستلقي
ألبس حيرتي وارتدي قبعةَ اللحظة الغريبة ..
أقولُ لك أشياءً كثيرةً
وحين أراجعُ نفسي لم اقل شيئاً
تهضميني بسرعةٍ النهرِ!
وأقفُ في وجهكِ كصخرةٍ
تحاولُ أن تصنعَ شلالاً للذكرياتِ
عندما أكتبُ رسالةً لك
أكتبُ : عزيزتي ، أو غاليتي
لا يكفي ذلك ، أشطبُ تلك الكلماتِ الجوفاء
ربما يصحُ : انقري على شُباكي
كي تأتي العصافيرُ
أو كي يهاجر سنوني إليكِ
أرتشفُ ماءك دوماً
وأمضغُ جلستكِ
ورغمَ ذلك
لا أمسكُ بكلِّ لحظاتكِ
مع أنك تحيطينني بكلِّ الجهاتِ
أفكرُ فيكِ كثعلبٍ
وعصفورٍ
و قليلاً من الطيورِ
حين تكونين ..
البطةُ تغادرُ عنقها وتثرثرُ مع الماءِ الطويلِ
وكلما أثرثرُ معكِ
أتهدلُ بثوبكِ الأبيضِ بألوانهِ الكثيرةِ ..
الأحمرُ في ثوبكِ يخرجني مني
والأزرقُ ينحني
أما الأصفرُ فيحاولُ الاحتيالَ على كلِّ اللحظاتِ
ويبعثرُ الكلماتِ في ( نص ) الثوبِ
ما الرابطُ بين التفاحةِ ودائرةِ الألوانِ ؟
كلاهما خلقَ التنوعَ والسقوطَ
وارتباكَ الحبِ
كي نكتب الشعر أو نرسم اللوحة
التي لا تنتهي .
وتأتي الحياةُ لتلوثَ كلَّ ذلك بالأسمنتِ
وبغبارِ المجتمعِ
عندما أطرقكِ كبابٍ
نافذتي مفتوحةٌ
عندما أفتحُ بابي
المفتاحُ في يديكِ !
أريدُ أن يعيدَ القصبُ صوتي
وريشتي
أنا صوتكِ وشفتيكِ
كلُّ شيءٍ فيكِ متاحٌ لي
للتجريبِ
ولاختباراتكِ
أنا موسيقى صوت قدميكِ
اصنعي مني ما شئتِ
شكليني بأصابعكِ
اعجنيني مع خبزكِ اليومي
وشكّليني بكلِّ الحركاتِ وكلِّ ما تبقّى من القَصَصِ ؟!.
أحبكِ بمغرفةٍ وبملعقةٍ كبيرةٍ من خشبٍ
وأنا صحنكِ أيضاً
لا يحتاجُ الأمرُ إلا لهدوئكِ
لا يحتاجُ الأمرُ إلا لأصبعكِ التي تمديها ومن
ثم تتذوقي ..!
إذا كنتِ تريدي بعضَ الملحِ فلدي الكثيرُ .
قليلٌ من الموسيقى عندي أيضاً
و الرغيفُ لكلينا ...!
أحبكِ كما تشتهي السفنُ
والمطاراتُ
وكما يشتهي الطفلُ ...!
في غيابكِ أمس
أشبعتُ نفسي من القراءة والأخبارِ السياسيةِ
والكلماتِ المتقاطعةِ
حتى الشرفةُ طردتني !
في غيابكِ الذي أقفلَ بابه
وعادَ
دفعةً واحدةً ودون استئذانٍ
فقط وبقداحةِ الـ"مرحبا
أشعلُ كلَّ حطبي
وبقيَ جمري حائراً في ناركِ
ومكتملاً في لهيبكِ !
إننا دوماً نحاولُ في الكلامِ
وهي محاولاتٌ في القبضِ على
جمرِ اللحظةِ ..
احتكاكُ الحقيقةِ في بعضها
دفعٌ آخرُ لمركبةِ السؤالِ
على شارعِ الجسدِ
كيف يمكنُ لأحدٍ أن يعرفَ سرَّ السرةِ في الجسدِ
وكم من الحكاياتِ تخبئها ؟
هل يمكن لأحدٍ أن يعرفَ الفضاءَ الذي يخلقه
العنقُ ؟!
وإذا عرفت ..
هل تُفَسَّرُ الخصلةُ المنسدلةُ من الرأسِ ؟
هل هي جملةٌ موسيقيةٌ
تعزفها نظرةٌ جانبيةٌ
من امرأةٍ تجلسُ في حديقةٍ
تقرأُ في كتابٍ ؟!.
أشعرُ بنفسي كعبادِ الشمسِ
لكن الفرقَ في أني أفصفصكِ
والمهمُ في الأمرِ أن كلَّ القشورِ نرميها وراءنا ...
أقرُّ أني عبادُ روحكِ
وظلُ ضوئكِ
وضوءُ عزِّ الظهيرةِ ..
مثلما يحاولُ المطرُ جاهداً
أن يردمَ الهوةَ بين السماءِ والأرضِ
ويقيم حواراً نادراً للخصبِ !
أحبك..
لقد قرأتْ عشتارُ كلَّ قَصَصِ المطرِ
وكانت تعرفُ موعدَ الصيفِ
ربما هي التي رتبتْ الفصولَ
وما تزال !.
عبثاً نحاولُ ونستعينُ بالأنبياءِ
وربما أحيانا الطغاة
كي نعيدَ ترتيبَ الحبِ
ونعيد الساعةَ كما نشاءُ ...
لكن ما أن يأتي الخريفُ حتى يبددُ كلَّ أوقاتنا
ويجعلُ الريحَ تصفرُ وتخلخلُ أفكارنا وحتى
كلماتنا
وصحفنا والجدل المعلب !.
لا تفعل عشتارُ سوى أن ترمي نردَ المطرِ
كي نُفَسّرَ الربيعَ
عبثاً نحاولُ تنويطَ
ما نحبْ ؟!!.
08-أيار-2021
22-أيلول-2015 | |
12-تشرين الثاني-2010 | |
02-تشرين الأول-2010 | |
12-أيار-2009 | |
21-كانون الثاني-2009 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |