قصص / العصفور
2009-05-12
اللوحة Daniel Dubrac (فرنسا)
مضى أكثر من عشرون عاما على الخادم في عمله في فيللا، وقلما يغادرها، وعبر هذه السنين دوما ينظف الأرض ويعمل في الحديقة وينحني كلما رأى سيده. بعد عشرون عاما أصبح ظهره منحنيا ويكاد يشبه زاوية قائمة ، بعد عشرون عاما مر عليه مامر من رجال ونساء رآهم دون أن ينبس ببنت شفة ، الحديث الطويل نسبيا الذي دار مع سيده الممتشق القامة ، ، بينما الخادم يمشي ورأسه للأسفل ، فقط عندما أشار إليه الأخير بالتجول والتمشي في الحديقة وهي المرة الأولى التي يسأله عن أموره وحياته الشخصية وفيما هم يمضون وبالتزامن كان هناك عصفورا ملونا يطير بمسافة لا تبعد عنهم ، نظر إليه الخادم بسرور ، وبالوقت ذاته كان هناك شيئا يلمع على الدرب ، تابع الخادم النظر إلى العصفور رافعا رأسه إلى الأعلى مبتسما ، وانحنى السيد إلى الاسفل ليلتقط ما رآه أمامه ، باللحظة نفسها كان الخادم قد سقط خلفا على الأرض ، ربما مات لاأعرف
بطه
من عادة أخي أنه يحب المزاح يملك دكانا في شارع أحيانا يكتظ بالمارة ويمر عليه مايمر من قصص ونوادر، ثمة رجل بخيل في أغلب الأيام يحمل أحيانا أكياس ، ذات مرة مر ذاك الرجل ومعه كيس ممتلئ أوحى له شكل الكيس في أنه بداخله بطه أو أوزه أوشيء من هذا القبيل ، فبادر أخي مباشرة للمرور إلى أصحاب المحلات التي تسبقه كي تسأل الرجل عن فحوى الكيس والدهشة من البطة التي يحملها ، فهذا يسأله عن الإوزة ومن أين جلبها والآخر يسأله بسؤال مشابه ، والبعض يعبر عن دهشته بحجمها ، مشى أخي وراءه كرجل مخابرات، كان الرجل / كل شوي / يرفع الكيس وينظر له ، أنا أفترض أن هذا الرجل البخيل ذهب إلى المنزل وفتحه فورا ولم يجد الإوزة فيه ، فحزن كثيرا
المدير
في القرية التي أدرس فيها كا ن المدير فلاحا لديه عدد من الماعز وربما بقرة وأشياء أخرى وكانت تربطني فيه علاقة جدا لطيفه ، واشتري منه كل سنه / القريشه / كي تعملهم أمي شنكليش ، لقد زرت منزله مرارا وأكلت عنه الشنكليش والزبده والزيتون برفقه الشاي ، مضى على تدريسي في تلك القرية ما يقارب السبع سنوات ومازالت الكثير من المشاهد تتكرر أمامي ببساطتها وعفويتها ،
كل يوم أنتظر / البيك آب / كي ننزل فيه مع زملائنا في التدريس حيث تكون خلفي المشاهد الجميلة للطبيعة ، الجبال بألوان الخريف ، وأحيانا المطر الشديد ، ثمة فصول تتكرر كل سنه ولاتمل منها ، دوما المدير يحمل عصا ويكش الطلاب وينهرهم بدون قسوة ، إلى أن يدخلوا بيوتهم ، وإن كان هناك ثمة قسوة فهي جميله ، وفي تدريسي في الضيعة كنت أرى رجلا قرب الدكان ويسلم علي ولاأعرفه ، كنا نتمشى أنا وزملائي إلى موقف البيك آب حيث دكان قابعة في الزاوية ، أشتري من عنده البيض البلدي ، وكانت طفله من تلاميذي قد أخذت من الدكان قطعة صابون ودفتر ، وأعطته بضع بيضات ، البيض كان أشبه بعمله ، وكي لاأنسى أن الذي كان يسلم علي هو المدير ، فما أن يصل إلى المنزل حتى / يخرطم / وجهه ويركم حماره باتجاه الارض ، كي يعمل بها ويجمع بعض الحطب كان ذلك المشهد يفاجئني ، أنه الانتقال السريع من المدير إلى الفلاح لكن الحقيقي ، بعد مضي زمن توفت زوجته وبقي وحيدا ،و أبناءه قد هاجروا من الضيعة فواحدا بالجيش ، والآخرين لاأذكر أين هم وابنتيه تزوجتا ، كان المدير الذي لاأذكر أسمه الآن يهجس بالتقاعد بسبب الوحدة التي سيعانيها ، بعد مضي سنوات من التدريس في تلك القرية الوادعة على جبال باردة ، عاد إلينا مدرسا جديدا عاصرته قبيل سفره الذي كان ببعثه تأمنت له عن طريق الدوله وعاد وفي جيبه بعض المال ، الذي لايعرف كيف يديره ، هيئه جديدة له وأحاديث عن تجربته ، مندهشا بالبيوت وطبيعه الناس في الجزائر ، عاد كأنه شخصا جديدا ، وهو شخصا جديدا فعلا ، التقاعد لمديرنا كان قد حل ولم أره بعد ذلك ، مضت بضعة أسابيع ولم يمر بحماره ذو الطلة المشرقة ، والمدرسة بدونه تبحث عن مدير جديد ومابين هذا وذاك ذهبت إلى دمشق لعمل كنت أقضيه هناك ، نزلت قريبا من مساكن برزة ومشيت في طريق ممتلئ بالدخان ورائحة مخلفات السيارات تعبق بالجو ربما لقربها من كراجات الهوب هوب حيث موطن الجو الملوث ، وعلى رصيف ممتلئ بالسجاد على حائط طويل ، كنت أنظر إليه ، شاهدت المدير ، بجاكيت أسود وبنطلون بني وذقن غير محلوقة منذ اسبوع ،ضمني إلى صدره كمن وجد أخا ، عرفت منه ، أنه جاء يقطن عند ولده وهو كل يوم يشعر بالسعادة قليلا لمناظر الطرقات والابنيه الكبيره التي تدهشه ، لكنه يمل أحيانا ، بعد عودتي من دمشق ، ذهبت للمدرسة كان المغترب أصبح مديرا جديدا ، ليست هي المفاجأه ، بعد أن تمشينا إلى قرب الدكان واشتريت منها بيضاتي البلديات ، كان المدير نفسه يسوق السرفيس الجديد بالنسبة للضيعة وكدت لاأعرفه أول الامر، كانت السرافيس قد حلت مكان البك آب منذ مدة ، وأصبح شيئا أقل من عادي أن أرى مديرنا وراء طاولته وأراه مرة أخرى يجلس على الرصيف يتحدث مع السائقين عن الأجرة وأجور الطلبات وأصبح أقل من عادي أن خطابه قد تغير مع المدرسين بعد زمن من الشوفرة ، ولاتعرف الشفير من المدير في بعض الاوقات ولاتستغرب إن طلب منك أحيانا أجرة الحصة أو الدخول إلى قاعة السرفيس ، السرفيس الذي تجده دوما اثناء الدوام في باحة المدرسة تحت شجرة الصنوبر اتكاءا للشمس ، وهكذا اعتدنا على الشفير المدير
الشاعر
لم يعرف كيف انزلقت رجليه في الحياة الزوجية لكنه منذ الدّرجة الأولى اعتقد نفسه أنه أصاب النزول ، المكان لكاتب وشاعر وأشياء أخرى مثل العزف البسيط على العود ، يهوى السينما 00 وهذا المكان فيه من الألفة والحب الكثير ، وهي تتوزع على كل مفردات المنزل بدءا من البساط المزركش المعلق على الجدار،وليس انتهاءا بالمكتبة المتواضعه التي اقتناها ربما على حساب أشياء كثيرة من حياته ويشعر بأن هذه الاشياء بمجملها تحقق وجوده وراحته وطمأنينته ، كان يعتقد أن فنجان القهوه مع زوجته يساوي الدنيا ويرغب في أن تشاطره أسئلته واهتماماته لكن تلك الرغبة وجدها هاربة من بين أصابعه ، لم يشكل ذلك له مشكله بل ورغم ذلك تصالح مع الحياة الزوجية إلى نهاية المطاف وهذا المطاف أخرج العود من المنزل وحل محل كتب الشعر والرواية أواني منزلية بعضها فاخر ،وتبدلت أشياء كثيرة في حياته 0
عزيزي القارئ تذكر عندما تزور منزلا وعندما تخلع الحذاء على بساط مزركش ، عليك أن تعرف بأنه ثمة شاعر انزلقت روحه في بالوعة المنزل 0
بدون عنوان
كانا أثنين أحدهما يراقب الآخر ، عندما طوت الجنازه على نفسها باتجاه اليمين انسل / الآخر / إلى الخلف و/ أحدهما / تراجع أيضا للوراء ، والاثنين صارا خارج موكب الجنازه ، الآخر دخل منزلا والثاني التوى إلى خلف المنزل ، راقب المشهد بعناية من مكان تركته الستارة ، كانت امرأه / زوجها بالجنازة /ورأى مظاهرة من التقبيل على فمها ، عاد الشاهد إلى منزله ببطء مارا بالشوارع الشبه خاليه قفزت ذكرياته أمامه فما يزال يحتفظ بالقصائد التي كتبها لها وتذكر كيف تزوجت من ضابط ميسور الحال خطفها منه ، استمر بالمشي المتباطئ ، دخل دكانا ليشتري بعض الأغراض لأسرته ،مد يديه على جيبه ومدها للأخرى وإلى الاعلى والخلف فلم يجد شيئا ، اكتشف أن ثلاثة آلاف ليرة قد سرقت منه أثناء التزاحم في الجنازة
08-أيار-2021
22-أيلول-2015 | |
12-تشرين الثاني-2010 | |
02-تشرين الأول-2010 | |
12-أيار-2009 | |
21-كانون الثاني-2009 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |