حول لغزية القاعدة هل هي بوق للصهيونية
خاص ألف
2010-11-12
لا يمكننا أن نكون معزولين عن ما يجري في العالم ولا يمكنك أن تعيش في صندوق وخاصة بالنسبة للمبدعين حيث ثمة شاغل في الهم العام يؤثر فيك ولابد أن يكون هناك موقف مما يجري وخاصة إذا كنت أمام ظواهر سياسية مؤثرة في حركية المجتمع، في هذا الجو وجدت نفسي أفكر في الإسلام المتطرف ونشأته ومانتج عنه ، كان التساؤل الأول بالنسبة لي : لماذا القاعدة لاتقاتل في فلسطين ولاتقوم بعمليات هناك ، هذا الأمر بحد ذاته يشكك في دور القاعدة الخطير والمسكوت عنه ،الحزن الذي يعتريك بل وينهش بك مناظر القتل الإرهابي التي تقوم بها القاعدة، من وراءها ومن ممولها ؟ نعم هي أساءت للمقاومه ومن خلالها تم خلط المفاهيم السياسية والدينية بين ماهو مقاوم وارهابي بي ما هو ديني وغير ديني ، أول مافعلته القاعدة ( مشكورة ) أنها أعطت صورة عن الإسلام للعالم من أسوأ مايمكن والدليل على ذلك العنف الذي قامت فيه في العالم وخاصة في العراق ببعده الحضاري العميق لايكتفي الأمر عند ذلك إنما مافعلته من خلق بيئة للمجتمع العراقي لحروب أهلية طائفية ، بل تساهم في تنفيذ السيناريو المرسوم للصراع المسيحي الإسلامي ، كل ذلك يحدث دون أي أحساس وجداني وضميري وديني بالتجربة الإنسانية،ومع ذلك كل شيء يمر وهذا سبب آخر للشبهه فطبيعة بناء القاعدة التنظيمي يمكن فيها لأي شخص أن يكون قاعدة ويقتل من يشاء ومع ذلك يظل الصمت العالمي حول غموضها قائما ، إذا قلنا نريد محكمة دولية لقتلة مصطفى العقاد ، من يرد عليك بل إذا أبيد مجتمع بأكمله لاأحد يرد أيضا 0إذا الدور المشبوه الذي تلعبه هذه المنظمات المتطرفة والتي تتمحور حول القاعدة بات مكشوفا ، بل هو مكشوف وواضح للكثير من الدوائر السياسية في العالم ، لكن من يجرؤ على الكلام أو الاقتراب من مطابخ الماسونية حتى يكون سيف القاعدة مسلطا عليه ، وأي عودة للأعمال(العظيمة) التي قدمتها القاعدة للعالم تجد أسبابها الصهيونية واضحة بدءا من عملية الناقلة الفرنسية في اليمن وعملية مدريد وإنجاح بوش في الانتخابات وحتى عملية قطار لندن والمحاولات الكثيرة لخلق حرب أهلية في العراق ونذكر ثانية بمقتل مصطفى العقاد ، وقد أدت دورها في العراق في قتل الكثير من المبدعين والعلماء ، ويتعدى دور القاعدة ذلك نحو خلق نمط تفكير يقود نحو الصراعات الدينية والطائفية الذي اشتغلت عليه دوائر المخابرات كثيرا ، ويكفيها أي القاعدة في أنها قدمت صورة نمطيه عن المسلمين للغرب وكأنهم وحوش يعيشون بين الصخور على اعتبار أن الإعلام الغربي يكرس التعاطي الرمزي للصورة ومن باب التأكيد لذلك شعرت عندما كنت في فرنسا أن هناك دهشة واستغراب عن لوحاتي التي أرسم فيها العري وأنا مسلم ، وكادت الدهشة نفسها أثناء تعرفي لأسبان في أكثر من مكان ، ويكمن السر عند القاعدة ، وسبحان من شاء لاتظهر سوى صور ابن لادن في التلفزة الغربية كتعبير عن الخطاب الإسلامي، إنه إستشراق جديد، هدفه سياسي يريد إفراغ المنطقة من أي حراك سياسي ووطني ، ومحاولة عزل المسيحيين عنه ، وتعتيم وجوده التاريخي الذي مانزال جزءا من ثقافته ، على أن يكون المنجز الثقافي حصري بالموروث الإسلامي الذي هو ببنيته ليس إسلاميا ومعروف هو الدور الذي لعبه المسيحيون في المشرق في المشروع النهضوي السوري والعربي ، وهذا ليس هو الموضوع بل هناك خطورة تتجلى في خلق شرخ بين المسيحية والإسلام تم استكمال السيناريو له من خلال الرسوم المسيئة للرسول ليبدو هناك صراعا غريبا من نوعه وعالمي أيضا بين المسيحية والإسلام ، لقد أسست القاعدة تماما للرسوم المسيئة في تكرارها دوما على أن الحروب صليبية ، وقد تكلم بوش مرارا في نفس السياق، لكنها بالجوهر صهيونية ، كلا يابوش ليست صليبية ويابن لادن ليست صليبية المسيحية ليست فقط في صلب الثقافة العربية بل هي مؤسسة بل مانزال نعيش في تربتها إذا كان ثمة أصالة وعراقة وفطرة في بنية هذا المجتمع هيفي المسيحيين أو غيرهم لكنهم أصلاء أكثر من غيرهم في المنطقة ، السؤال الأهم إن ماجرى في العراق مؤخرا هي محاولة لوضعهم في كنف الخطر بغية إفراغ المنطقة من المسيحيين ولاندري ماهو سبب هذا السيناريو وهذا موضوع آخر أيضا0في هذا السياق لابد من الاشارة لتيار مختلف هو تيار المردة وتجربة ميشيل عون لأنهما غاية في الاهمية في لبنان والمنطقة، لأنه هذا السياق الجديد قطع خيطا في محاولة عزل المسيحيين عن الحراك السياسي والثقافي والوطني في المنطقة العربية ، وقد خرج التيار بمجمله من لعبة الوهم الاستقلالي الذي هو تابع ربما لقوى مجهولة تريد إفراغ الوجود المسيحي التاريخي الذي مانزال جزءا من ثقافته ،ما يعمل عليه الآخر سميه ما شئت أن يكون المنجز الثقافي والفكري حصريا بالموروث الإسلامي ليصبح الجسد المسيحي على مرمى التطرف الإسلامي الذي هو ببنيته ليس إسلاميا وتكريس ذلك من خلال سحب هذا الجسد من الحراك الوجودي في المنطقة والإعلام يكرس هذا الفهم بوسائله المختلفة ، الكثيرون يكتمون غيظا من انخراط المسيحيين في الحالة الوطنية أفرادا وجماعات ، من هذه الزاوية هذا التيار هو الطرف الرابح استراتيجيا لأنه يعيد الحالة الوطنية على سكتها الحقيقية وليست الواهمة ، وهو بذلك يعيد التجربة التاريخية الماضية إلى زمنها الحاضر بمعنى آخر إن مؤسسي الحالة الوطنية والقومية في العالم العربي هم المسيحيين بدون عباءة دينية ، الذي يحاول البعض سحب البساط من تحت المسيحيين وإلباسهم عباءة جديدة بزي سياسي يضعها على حافة صراع ليس لها والبعض يتوهم بأن هذا الزي يرفعها للأعلى لكنه في الحقيقة يقصيها عن الوجود الوجودي والثقافي كمقدمة للإقصاء الجسديإن مشروع التيار الوطني الحر وغيره من التجارب المسيحية يعيد المياه ليس لنهرها إنما لنبعها الحر وهو استمرار لذهنية جهود وطنية (مسيحية )لكنها ليست مسيحية بالمعنى الحرفي للكلمة إنما بالمعنى الوطني والقومي ، وفي تحالفه مع حزب الله كتيار ديني لكنه أيضا متجاوز له ومنفتح خارج الدين أي هو خارج اللعبة التي لعبت على الإسلام، وهذا مشروع تأتي أهميته في أنه ( لخبط ) أوراق اللعبة على الإسلام المتطرف و على المنطقة ثالثا، لذلك هو دلالة اللحظة الفاصلة بين مشروع وطني انتماء المسيحية له يعني تحقيقه وفشل فتيل بناء مرحلة بمشروع يبدأ بالصراعات الدينية التي كلنا خاسرين فيها ولا نعرف إلى أين ننتهي ،لاشك اننا أمام مرحلة معقدة وفي غاية الأهمية والخطورة بالوقت الذي نعمل كمثقفين نحو حرية الاختلاف وإمكانية التعايش بين كل أطياف المجتمع دون إقصاء أحد للآخر هناك من يعمل بيننا لتنفيذ مشروع مرسوم في الغرف السوداء يأتيه على طبق من ذهب وبالتالي بأدواتنا نكون ضحية أنفسنا 0أخيرا ربما هي دعوة للتفكير أولا للعقول المتعصبة دينيا ودعوة لكل مهتم للبحث عن فيما يجري والموقف منه بجرأه
08-أيار-2021
22-أيلول-2015 | |
12-تشرين الثاني-2010 | |
02-تشرين الأول-2010 | |
12-أيار-2009 | |
21-كانون الثاني-2009 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |