صالة الوصول الدولي
2008-01-18
راح يدفع حقيبته وينقل خطاه في صالة الانتظار. ويقول لنفسه، تأخَرتْ.. ولعلها اخطأت الطريق،
فهي بعض الأحيان تخطئ وتنسى. سوف ينتظرها كي تأتي.
أخذ يدور في مكانه كي يقتل الوسواس، فهو يخاف أن يكون الآن هنا
وأن تكون الآن هناك،
وأن يتفارقا.
الطريق الذي تخطئه كل مرة يطول، وعليه أن يبدد الريبة والزمن الضائع في نقل خطاه في صالة المطار والتغلغل في حائط كتبوا عليه مرة "وصلتم بآمان".
درجة واحدة نحو الأسفل والعالم وراءه نافذة، والمدخل مصطخب، وهناك سيارات تدور عائدة تحمل الواصلين إلى أفق يغيب ونجوم تظهر وصوت في اعماقي يقول: انا لماذا؟
الرصيف غائب ومنحدر وقد اكتسب وطء النهار.
ضج وهجٌ أمامه فقلبَ زجاج المدخل إلى اضواء متناثرة، ربما هي، كي تقترب بحركتها المألوفة التي يحبها.
سنة مضت حين قال لها وكان مستلقيا معها بين الحشائش "انت تشبهين سنية صالح ".
استدار بعد ثوان فلم يجد سنية صالح.
أصابه احباط ثم تبدد. فهي ستأتي بعد قليل، ستأتي بعد الوهج الذي بلبل خياله وجعله يعود سنة الى الوراء.
سنة أو سنتان.. يسائل الزمن كل مرة السؤال نفسه. هو زمن مراوغ غير موجود، فلماذا يعدد!!
سمع صوت طائرة كبيرة تأتي أو تقلع. صوت... ثم يختفي كما المسافرين في الأجواء العالية المضطربة.. فيها بعض الغيم الذي يبعد وينأى.
هل عليه أن يبقى في الصالة أم يخرج ويخترق زجاج المدخل.. ويقف على الرصيف؟
ليست هناك ايضا، والواجهة مفتوحة والساحة مقلقة والناس.
لا يريد الناس. ولا الهواء ولا الموسيقى. ثم صوت هبوط كأنه انفجار.
السفر في رمضان والناس في المدينة يتحضرون للإفطار فهو قادم ورأى الى المآذن كيف تشتعل.
والآن فرغت الساحة التي أمامه وانتهى كل شيء. والأمكنة البعيدة.. كانت.. ولا يدري كيف تضم الناس داخلها. حيث الأفق شارد ويخضبه بعض الأحيان بريق.
رمضان والعيد واحتفالات رأس السنة تزيد من غربته ومدى انتظاره.
مر بالقرب منه كلب رمقه بنظرة تقول له: هل انت مفطر كي تبقى خارج بيتك في هذا الوقت؟
ثم ينبح نحو لا شيء، نحو انحدار، نحو هاوية لا قاع فيها.
اقتربت منه بائعة لم تجد وقتا كي تذهب الى بيتها للإفطار وناولته قليلا مما تأكل.
هل أنتِ هي؟! لكن لم يقلها، كانت جميلة وتمشي بين الكلب الذي توه مرق وبين أمل لا يدرك كنهه.
راحت السماء تمطر
ليس ماءً
بل ذهب
وراح يلمع
وحين أراد أن يمد يده كي يلمسه
أمسى ترابا.
بعد الإفطار لم يخرج الناس من بيوتهم، كانوا يتابعون الدراما السورية،
ولعل الدراما شغلتها
فهي تحب الدراما، وتحب "جمال سليمان" الذي يزرع حبيبته في أعماقه شجرة
يزرعها في الوادي الذي تذهب نحوه أضواء العالم.
ثم لا أحد،
أخذ الكون يسكن وينام
وتفرغ الدنيا.
08-أيار-2021
04-شباط-2017 | |
07-تموز-2009 | |
22-حزيران-2009 | |
10-حزيران-2009 | |
18-كانون الثاني-2008 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |