وردة حمراء لأجل: سيلينا، ليست هكذا ليلة السبت
2009-06-10
Selena Perez 1971-1995
في المرقص اللاتيني، الصوت، هل تراه؟ الصوت الراقص في الحي. أصرخ في أذنها: ما أسمكِ؟ مريم. من أين. كانت من كولومبيا. ثم اصرخ، هكذا تسمون مريم وليس ميري؟ لا تسمع فلا تجيب، ثم تقول: نعم أنا انتظر أختي الكبرى. رن جرس حريق الإنذار فخرجنا على الرصيف. يشبهن العربيات. لكن سيقانهن رفيعة. بالقرب بيضاء، ظهرها مستقيم ممتلئة ترقص على هجيج النار. ليس بعد. الساعة الآن 12 ، هل بعد الظهر أم منتصف الليل. المغنية في زاوية المرقص ورائها أربعة عازفين، صوتها جميل تغني للمطربة "سيلينا"
I could fall in love with you
ماتت سيلينا في الربيع 1995 فاهتز اللاتين –كتبوا على زجاج سياراتهم: نحن نحب سلينا، لن تموت.
الله يخليك، قليلا من المرغريتا المجمدة.
العمل هنا صعب. أختها الكبرى نحوي – تلتصق. تومئ، هل تراقصني؟ شقراء مثلما المغنية. لو تعلم ماذا تعني امريكا اللاتينية، موسيقاهم ليس فيها الحرف الانكليزي. من أين أنت. أنا من "سيريا". من أين؟ من سيريا. أوه من سوريا.
أنتم تقولون سوريا أيضا؟!!
نعم نقولها مثلكم.
أربعة مراقص مكتظة، قدم على قدم، والرجال والنساء، رائحة عطر وهمهمة وهناك غدير.
تظهر شمس منتصف الليل. تتغير الأرض. ليل منتصف الشمس، حين تخمر قليلا يصبح نيوتن في الأعلى ونصبح نحن مثل برج بيزا المائل- مسألة جاليلو أليس كذلك. تحت. دلست أصبعين على سيجار كوبي، كبير، من عمر كاسترو، هل تعرفينه، نعم، هو ديكتاتور – هربنا منه.
من كم سنة. صار لي هنا 16 سنة بعيدة عن كوبا.
قلت قبل قليل كولومبيا!
تفرغ القاعة بسبب الحريق. البنات الامريكيات تفتح عيناً على الفراغ فتهبط بنتان، ترقصان على الموسيقى المتحركة- تحيا فلسطين. الحريق. أنتم في حرب معهم أليس كذلك. نعم، أخذوا أرضنا.
أنت حشرت فلسطين من دون مبرر؟!
هذا رقم هاتفي. الكود هو 281 مفتاح هيوستن. أفتح هيوستن على الأشياء الصغيرة المكدرة، أبتسم. هناك حزن قليل في ابتسامتك هل لك أحد هناك؟
الوقت هو الجمعة ليلا، عمق الليل، البعض يقول ليلة السبت. أوقفت السيارة في كراج الطابق الخامس. هل ستعرف كيف تعود إليها، سجّل رقم الطابق ورقم الركن.
لا عرب، فقط لاتين ولاتين ولاتين، وموسيقى، وفلسطين. وهناك يهود. في كل مكان. في متجر ال كروجر Kroger - حيث وضعوا نجمة اسرائيل- للتبضع فيه – في الزاوية، عسل ورمان وبرتقال يافاوي ونجمة داوود.
هم في كل مكان. ونحن في لا مكان. ليست المسألة مسألة عدد بل مسألة حركة.
هم أكثر منا حركة.
"سيلينا" المطربة اللاتينيه التي قتلتها مديرة أعمالها. قامت جنفير لوبيز بدورها في فيلم حمل أسمها "سيلينا"، وعند ذلك صرنا نعرف لوبيز. مؤخرة كبيرة. ويقولون مكروهة وسيئة السمعة وتصعد على أكتاف أصدقائها.
ظل صوت الإنذار لساعة كاملة.
الحياة- هي غناء وموسيقى، اسمعها، إن لم تسمعها فلن تحيا بالحياة، هي المشي فوق اليم.
"كان من الممكن أن أقع في حبك". أغنية سيلينا تكررها كل يوم إذاعة Sunny في هيوستن، منذ العام 1995.
ليل، قهوة على مفترق الطرق، منتصف القطار لا يقف، الفن حركة ومن دونه لا معنى للحياة. ترجمة سيئة. ليست حرفية.
جاء رجل سبعيني وراح يراقص بنتا في الثلاثين، جميلة، لكن رقصه المتساوق مع الموسيقى ورقصها غير المنتظم جعله جعلها.. كيف يمكن للفن أن يحول شباب المرأة إلى شيخوخة، وشيخوخة الرجل إلى أيقونة جمال؟
الفن حين يطأ بأقدام الكائن يحول الأرض إلى ذهب.
ماهو نوع عملك، أنا بالأصل طبيبة لكن هنا أعمل مصففة شعر. وأختها تقول شامتة، بائعة هوى في بعض الأوقات.
أوه؟
ليس كل الوقت- لكنك جميلة- ليس كل الوقت، العمل قليل، أو لاعمل لدي، أنا وأختي نريد أن نعيش.
إن كنت تؤمنين بالعمل فهو بالتساوي- صحيح، وله قيمة نظرية.
يقال إن أردت أن تتعرف إلى أمرأة فعليك بالتبضع - في الكروجر- حيث ستصادف البضاعة الاسرائيلية أو الذهاب الى المرقص حيث ستصادف بائعة الهوى.
ماذا تريد؟
أيها النادل، أحمل لهما زجاجتي مرغريتا.
خرجتُ بعد منتصف الليل مخمورا، يترنح من هو أمامي، لا طريق إلى الكراج، ولا إلى السيارة. حتى في النهاية وجدتها تنتظر. السيارة تنزل من الطابق الخامس على السلم. وهناك شارات مرور وخمر شيراز أحبه فأمر على الخط الأحمر – انتظر لا تذهب حتى تصحو! لكنني ذهبت. بائعة الهوى تركض، تمهل من دون طيش الشارة ليست لك وهناك سيارة حمراء قادمة من بعيد، من الجهة الأخرى من العالم.
طيش. تظل الحياة نسبة ومقدارا وفي كل مرة لا يمكن الحصول عليهما بشكل كامل- الفن والحرب. والعام هو 1995 عام سيلينا.
قالوا لا تذهب؟!!
لا تذهب،
حتى تصحو.
حين تقع حادثة تأتي ثلاث سيارات: الشرطة والصحية وسيارة الإطفاء.
يا أخي أنت تثير أعصابي.
خرج الرجل السبعيني من المرقص، يركض، هو طبيب طرق وحوادث وقال سوف أعالجه، لا تأخذوه، تتبعه الثلاثينية، ثم خرج أهل المرقص واحدا وراء الآخر:
الرجل الذي كان معكم يرقص.... سيارة حمراء عند تقاطع الطرق، الشارة لم تكن له، بعد منتصف الليل بقليل، العام هو 1995. لا، هناك تقاطع أزمنة وحوادث مكررة، وحب ورقص، وموج على مهله يصنع الرمل والمرجان. منذ أسبوع. ماهي القصة؟ غرقت شابة في الخليج. أي خليج؟ لا أذكر. لماذا قلت ذلك. أوه لا لشيء، إنما.. تذكرت.. إنما الحب، أقصد الموت الذي أراه الآن في عيني الشاب ذكرني بالشابة التي ماتت غرقا في الخليج. هل كانت تعرف السباحة. لا، لم تكن تسبح.. إنما كان مجرد غرق، هل يجب أن تعرف السباحة كي تغرق، هل يجب أن يكون هناك خليج كي يكون هناك موت؟ أظن أنها غرقت في المسبح، وليس في الخليج، كان هناك برد وغرقت.
الرجل السبعيني ينحني فوقه، وينفخ في فمه يدفئه، يرفع صوته: بارد يريد حرارة. فيأتي صاحب المرقص يحمل نارا يشعلها هنا وهناك.
لكنه مات.
فيعود وبيده النار، يلقيها نحو أثاث المرقص.
تشتعل النار مرة، وتصرخ مكبرات الإنذار. النار في كل مكان. يجب الخروج من المرقص-
إنها ليلة السبت، تقول الطبيبة.
لا أقول شيئا.
النار تتبعني. لقد تشعبت،
ليلة السبت ليست هكذا، ليس فيها خطورة.
في العادة هي ليلة مؤثرة، جذلة، جذابة.
وسيلينا تغني، لا أقول شيئا، كان من الممكن، أظل أذكرها، تغني أن أقع في حبك كل يوم.
سيلينا 1971- 1995 . قـُتلت المطربة اللاتينية الكبيرة سيلينا من قبل مديرية أعمالها - في كوربس كريستي- الأخبار CNNوقعت اليوم حادثة لمطربة لاتينية أسمها سيلينا. نرجو أن تتشافى قريبا. 31 آذار 1995
http://www.youtube.com/watch?v=qy-LIGAIS28
Selena Perez 1971-1995
I could lose my heart tonight
If you don't turn and walk away
'Cause the way I feel I might
Lose control and let you stay
'Cause I could take you in my arms
And never let go
I could fall in love with you
------------------------------------------ ------------------
حسين سليمان – هيوستن
08-أيار-2021
04-شباط-2017 | |
07-تموز-2009 | |
22-حزيران-2009 | |
10-حزيران-2009 | |
18-كانون الثاني-2008 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |