كيف يجفف صبيٌ صدئٌ فوطةً صفراء ..ويفقدها.

جلسنا هكذا متقابلَين إلى يسار باب الميكروباص فتداخلت ركبنا .. ركبته فركبتي فركبته فركبتي .. ركبتاه أقل ارتفاعا من ركبتي وأكثر اتساخا .. سوادا .. زيتا .. قشفا ، تناول الفوطة الصفراء من حول رقبته ، دفع زجاج النافذة باتجاهي ، لطم الهواء وجهي للحظة فأغمضت عينيّ .. حرقتاني قليلا .. أدمعتا .. فركتهما ..انتهى الهواء ورأيت الفوطة الصفراء ترفرف خارج الميكروباص ممسوكة من ذيلها بين حافة لوح الزجاج وإطار النافذة تضرب الزجاج من الخارج قبالة وجهي .. أشعر باللطم أجفل .. أهدأ ..يلتخم الصبي بالأجرة .. يتلخبط بالفكة .. يخطئ .. يراجع .. يبدو عدوانيا. استندت بكتفي إلى زجاج النافذة ضغطت عليه برأسي أيضا دفعت ظهري إلى الوراء ببطء .. بإصرار ..
تحرك معي لوح الزجاج ملليمترات فقط .. كانت كافية .
أن تضيع فوطة صفراء نصف جافة إلى الأبد .. هذا أكيد .. وأن يأكل صبي صدئ عدة صفعات وشلوتا .. احتمال .


رجل عجوز جدا على دراجة هوائية

ليس غريبا أبدا أن أتحول إلى هذا الرجل ، فلدي بالفعل دراجة هوائية ، ونحيل مثله ، وأعتقد أني سأنكمش لأصير في مثل طوله ، سيصيبني الصلع ، وسأرتدي طاقية صوفية لأتقي البرد ، سأبدّل ببطء ، وسأنظر خلفي قبل أن أعبر الطريق ، لأني لن أريد أن أموت ، ليس قبل أن تتوقف البنات عن الجمال وعضوي عن الانتصاب .
ليس غريبا أبدا أن أنتهي إليه ، وربما أفضل ، لأني أود كثيرا عندما أصير رجلا عجوزا جدا على دراجة هوائية أن أوحي لشاب جالس على مقهى بنهايته


حلم .
حلمت بأن لديّ سيارة 128 حمراء أقودها ومعي أمي وفي المقعد الخلفي طفلة جميلة هي ابنتي كانت بيضاء بشعر أصفر تنظر من الزجاج الخلفي ثم استدارت وابتسمت لي . في نهاية الحلم واجهتُ صعوبة في إيقاف السيارة لأن الفرامل كانت مدلاة من السقف وكنت أصرُّ أن أدوس عليها بقدمي.. في الصباح حكيت الحلم لزوجتي مع وضعها هي مكان أمي بعد الظهر فكرت أن هذا الحلم على حقيقته سيسعد أمي كثيرا هممت أن أذهب وأحكيه لها توقفت وسألت زوجتي إن كانت تكلمت مع أمي اليوم قالت : نعم وحكيت لها حلمك بتاع إمبارح بس ما ضحكتش .
شريف سمير .

كي تطير.

نعم ضع قالبا واحدا من الطوب حرّكه يمينا ويسارا حتى تستوي تحته الأرض وافعل المثل مع اثنين آخرين لتحصل على طابور مستقيم من ثلاثة قوالب الآن ضع ثلاثة قوالب أخرى فوقها بالضبط ثم ثلاثة ثم ضع قالبا واحدا على القالب الذي في الطرف أي طرف حسبما تريد أن تولي وجهك ثم آخر فوقه .. الآن ابحث عن عودين من التوت لأنه قوي الناشف حتى لا ينثني احشر أحدهما بين قالبي الطوب العلويين ادفعه حتى يظهر طرفه من الناحية الأخرى والآخر تحته بين القالبين السفليين هكذا أحسنت .. يمكنك الآن أن تركب على الرصّة المنخفضة تضع قدميك على العود السفلي وتمسك العود العلوي بيديك وتنطلق فقد أصبح لديك الآن الموتوسكل الخاص بك .. حرك قبضتك اليمنى لأسفل اصرخ بأعلى ما لديك من صوت وبأغلظ طبقة في وجه الكون عننننننن عنننننننن عنننننننننننننننن ..
اسمح الآن للتراب أن ينفجر كنافورة تحت عجلتك الخلفية وللموجودات أن تندفع بشدة إلى الخلف اعمل ما بدالك من خمسات و أمريكانيات ثم اهدأ قليلا والآن زد من سرعتك في خط مستقيم دع الأرض تهبط فجأة لأسفل .. لأسفل تبتعد تختفي .....
نعم ..أنت تطير.