عندما أسمع عن نجاح مهرجانات ٍ دولية ٍ أفرح جدا ً ،وكذلك عن نجاح المهرجانات المحلية ، لكنني أقهر حقيقة ً عندما أسمع عن مهرجانات اللاذقية ، أو لنقل (بعضها )،لماذا لأن البعض أيضا ً مدلل ٌ !
ترى هل يختلف الجمهور في اللاذقية عن غيره ؟ وكيف ؟
ولنسأل بشكل ٍ آخر : هل يختلف المسؤولون في اللاذقية عن غيرهم ،وما هو دورهم في إنجاح أو إفشال المهرجانات ؟؟
أم - وهنا المهم - هل يختلف الداعمون لهذه المهرجانات ؟ ومن هم ؟؟
بداية ً لن أتحدث عن المهرجانات الناجحة ، وداعميها وجمهورها ، من أصيلة ، إلى قرطاج ، مرورا ً بجرش ، وإلى أحدث المهرجانات وأقلها عمرا ً وتجربة ً(القلعة والوادي) لكنه من الأهمية الكبيرة بمكان ٍ لا مجال للحديث عنه هنا .
إذا ً دعونا نتحدث عن اللاذقية ، ومهرجاناتها ،وداعميها ...
1- مهرجان الكوميديا المسرحي ، مستمر ٌ بجهود محلية صرفة ، ويدعمه مجلس مدينة اللاذقية( بالفتات ) ، وهو الجهة التي يوجهها السيد المحافظ لدعم المهرجانات .
2- مهرجان (جمرة البحر ) الذي يستيقظ متأخرا ًُ لينام ثانية ً بانتظار دعم ٍ مالي ٍ من هنا أو هناك لتمكين القائمين على المهرجان -على الأقل - من تأمين الوجبات البسيطة للمشاركين .
3- مهرجان المونودراما المحظوظ بمليون ليرة في هذا العام ، ربما لا تتكرر .
4- مهرجان جبلة الثقافي ، المدعوم جماهيريا ً ورسميا ً ،لكن ليس ماديا ً ، مما يحمل القائمين عليه أعباء جمة .
5- وليس بعيدا ً عن معاناة الكل ، لكنه الأقدم والأعرق (مهرجان ملامح أوغاريتية ) الذي يدخل عامه العاشر ، دون اهتمام ٍ محلي ٍ مالي ،رغم الاهتمام الجماهيري ، وكذلك الدعم الكبير المعنوي من وزارة الثقافة ممثلة ً بالدكتور رياض نعسان آغا وزير الثقافة .
6- وإلى بيت القصيد من حديثنا هنا (مهرجان المحبة )في عامه التاسع عشر . فقد ولد مدللا ً من قبل بعض المهتمين في اللاذقية ، وخاصة ً الصديق عبد العزيز الشيباني الذي آزره بعض ٌ من الأصدقاء ، ومن ثم جاء الباسل ليشد من أزر الشباب ، وليعطيه دعمه واسمه ، وهذا ما جعل وزارة الإعلام أولا ً ، ووزارة الثقافة ثانيا ً ، تدفع بسخاء ٍ كبير لإنجاحه ، وبعد أن تخلت عنه الوزارتان تلقفته يد غرفة التجارة (2005 ) ، ودفعت الغالي لأجل إنجاحه ، بعد أن بدأ نوره يخبو ، لكن لا مجال ، استمر نزولا ً ليوقف بحجة أحداث 2006 ، وليستمر نزولا ً في 2007 ، وفي كل عام يحاولون إنجاحه عبثا ً ، وهذا ما صار واضحا ً هذا العام ، حيث الوضع مستمر ٌ في النزول رغم ما يدفع للمهرجان ، ولا يدفع لغيره ؟؟؟

هنا لابد من طرح أكثر من استفسار :
أولها لماذا تقوم الجهات المحلية ،والفعاليات الاقتصادية بدعم مهرجان المحبة ، ولا تهتم بغيره ؟ ولماذا تدفع هذه الشركة أو تلك المبالغ الكبيرة للمحبة ولا تقدم وجبة غداء ٍ على الأقل لمهرجان ٍ آخر ؟ بل تصوروا أن بعض الفعاليات الاقتصادية (تبكي وتنوح )عندما يطلب منها دعم مهرجان ٍ ثقافي ٍ أو علمي ٍ ما ، ونفاجأ بدفعها مبالغ كبيرة لمهرجان المحبة ،أو لأمسية ٍ غنائية .
القصة ليست في المحبة ، لكنه سؤال ٌ صريح ٌ وواضح ٌ لـ (الفعاليات الاقتصادية في اللاذقية ) لماذا ترعى هذه الجهة أو تلك ذاك المطرب أو تلك المغنية ولا تهتم بأدب وتاريخ اللاذقية ،؟ بل ولماذا ندفع المبالغ الكبيرة لمباراة ٍ رياضية ولا نهتم بنشاط ٍ يهتم ببيئة المدينة وآثارها ؟؟
بل السؤال الأكبر نوجهه للسيد محافظ اللاذقية :
لماذا لا تستطيعون دعم المهرجانات الثقافية والفكرية والأدبية الجادة والبيئية بأكثر من (25 ألف ليرة كحد ٍ أعلى ) تطلبونها من مجلس المدينة ،وفي ليلة ٍ وضحاها توفرون ملايين (لا ندري كم عددها ) لحفل افتتاح مهرجان ؟؟ وهل هو بحاجة لكل هذه الملايين ؟
والسؤال النهائي لا بد منه : ألسنا أدباء ومفكرين ومؤرخين وباحثين مهمين للبلد ؟ أم أن الحفلات الفنية والمباريات الرياضية وحفلات الافتتاح ، ولن نتابع أكثر ،أهم منا بكثير ؟
أنا واثق ٌ بأن البعض سيقولون ، هل هو استجداء ٌ لمهرجان ملامح أوغاريتية الذي تقيمه ،أو للمهرجانات الأخرى ؟؟
أرد ببساطة : في العام 1999 كان الدين المتراكم علينا مئات الليرات التي لم يدفعها أحد المسؤولين الذين تولوا مسألة الدعم .... وفي العام 2008 لا نزال نبحث ونبحبش حتى الآن عمن يسدد لنا فواتير نادي النقابات المهنية (الكازينو ) عن بعض المحاضرين والصحفيين الذين حضروا افتتاح هذا العام .
مع ذلك لا بد لنا أن نقدر أمرين :
أولا ً : صبر إدارة الكازينو علينا بعد أربعة أشهر من المهرجان .
ثانيا ً : خسارة منظمي المهرجان كل ٌ حسب إمكاناته ، رغم ما كتبه عنا أحدهم (وهو جبان ٌ ) لم يجرؤ على ذكر اسمه ، عن ربحنا الكبير في حفل الافتتاح ، ونؤكد له ثانية ً أن خسارتنا كانت بحدود 60 ألفا ً . ربما يسر أكثر ؟

ترى هل نحن المخطئون في الاستمرار في هكذا مهرجانات ؟؟
أم أن أصحاب الأموال بحاجة لمن يدلهم على الطريق الصحيح للمساعدة في أموالهم ؟ أم أن المسؤولين في اللاذقية قادرون على إقناع أصحاب الأموال أين يدفعون وأين لا يدفعون ، وهل لأحدٍ مصلحة ٌ في ذلك ؟؟؟
إننا لم نقم هذه المهرجانات لنستجدي من أحد ، لكن لهم ٍ ثقافي ٍ فكري ٍ نرجو أن يفهمه البعض ، ويقدر أننا نقوم بواجب ٍ مهم ٍ للبلد .