ردا ً على محاولة حرق القرآن
خاص ألف
2010-09-13
القس تيرى جونز راعى حملة حرق القرآن
محاولة حرق القرآن الكريم في أمريكا ليست الحركة الوحيدة في الغرب ضد الإسلام ، بل سبقها الكثير من حركات الكراهية - المسبقة الصنع - من منع الحجاب ، وكتب ضد الإسلام ، وصور مسيئة للإسلام ، ومنع الأذان ، وكاريكاتير مسيء للرسول محمد، وتكريم المستشارة الألمانية - ميركل- رسامه منذ أيام ، وتمزيق صفحات ٍ من القرآن البارحة أمام البيت الأبيض ... الخ
إذن هي حالة كراهية - وإن نظر لها بأنها فردية ولا تشمل العالم الغربي.. - هذه الكراهية مستمرة في أكثر من مدينة ٍ ودولة ٍ غربية ،حتى لتبدو كظاهرة ٍ متنامية ٍ ومستمرة ٍ . عمرها ليس 9 سنوات ٍ فقط .
في المقابل ، وكي نكون عادلين فإن (بعض تصرفات - المتأسلمين - الذين حولوا دينهم إلى إرهاب ٍ ) هو سبب ٌ من أسباب تنامي بعض حركات التضاد مع الإسلام بغض النظر عن فحوى القرآن أو الدين الإسلامي ، لأن البروباغاندا الإرهابية التي تجملت بالإسلام دينا ً أعطت الفرصة للآخرين بأن يقفوا ضد الإسلام ، الذي لا علاقة له بأي إرهاب ٍ يحدث في العالم ، النكتة الحقيقية هي أن الإسلام هو الضحية الوحيدة للإرهاب الرسمي المتمثل بأمريكا وإسرائيل ، والذي جر خلفه بعض المتخلفين - المسلمين أصلا ً أو شكلا ً - حتى بدا الإسلام وكأنه وراء هذه الحركات وهؤلاء الأشخاص ، ومن ورائهم بعض - المتنبين - من مبدعي الفتا وات والدعوات والطوائف والملل ، بعيدا ً عن روح الإسلام وحقيقته .
روح الإسلام وتعاليمه تتمثل في العدل والتسامح والحق والإيمان ، وتركز على الصدق والمحبة ، وهذا ما يرد في القرآن ، ومهما حاول البعض الإساءة عمدا ً إلى القرآن فإنهم لن يتمكنوا من ذلك ، أما من يعملوا على تفسير ٍ من هنا وآخر من هناك فهؤلاء لا علاقة لهم لا بالإسلام ولا بالقرآن، وبالتالي فهم غير مخولين بالحديث عن الإسلام ، أو باسمه .
من هنا رأينا معظم المعادين للإسلام أو القرآن ، غير مطلعين على روحهما ومضمونهما ، وربما الكثير منهم – كالقس الحارق – لم يقرؤوا حرفا ً واحدا ً من القرآن !مع ذلك يتخذون مواقف مسبقة فقط لأن شمخصا ً مسلما ً أو عربيا ً بالهوية قد أساء في موقع ٍ ما فصار كل العرب والمسلمين سيئين !
ما يميز الإسلام هو احترامه للأديان السابقة ، بل وتبنيها في (القرآن ) والتركيز على الجوانب الإيجابية فيها ، بل ونقل القصص التوراتية إلى القرآن بشكل ٍ يحسنها ويجملها ، ويعطيها قيما ً إنسانية ً متسامحة ً وعادلة ً وجميلة ً ،والأهم واقعية ً بعيدة ً عن الأشكال البدائية التي وردت فيها ، خصوصا ً في التوراة ، بينما هي في الأصل ليست كذلك ، من هنا نرى أن شخصيات ٍ كثيرة ، تحولت من السلبية الشديدة إلى الإيجابية الشديدة ، ورأيناها في القرآن بشكل ٍ مختلف ٍ جدا ً عما رأيناها فيه في العهد القديم من الكتاب المقدس ، وهنا مثال ٌ بسيط ٌ عن نبي الله لوط ، الذي يقدس ويحترم في الإسلام ، ونرى ما يقوله القرآن عنه :
" ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون (54) إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم تجهلون (55) فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون (56) فأنجيناه وأهله إلا امرأته قدرناها من الغابرين (57) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَسَاء مَطَرُ الْمُنذَرِينَ (58) "
أما التوراة ، فماذا تقول عن نبي ٍ من أنبياء الله ؟: ( تكوين19- من 30 إلى 38 :
" وصعد لوط ٌ من صوغر وسكن في الجبل وابنتاه معه ، لأنه خاف أن يسكن في صوغر ، فسكن في المغارة هو وابنتاه ،وقالت البكر للصغيرة : أبونا قد شاخ وما في الأرض رجل ليدخل علينا على عادة أهل الأرض كلهم ، تعالي نسقي أبانا خمرا ونضاجعه ونقيم من أبينا نسلا. فسقتا أباهما خمرا تلك الليلة ، وجاءت الكبرى وضاجعت أباها وهو لا يعلم بنيامها ولا قيامها. وفي الغد قالت الكبرى للصغرى : ضاجعت البارحة أبي ، فلنسقه خمرا الليلة أيضا، وضاجعيه أنت لكي نقيم من أبينا نسلا ، فسقتا أباهما خمرا تلك الليلة أيضا ، وقامت الصغرى وضاجعته وهو لا يعلم بنيامها ولا قيامها . فحملت ابنتا لوط من أبيهما ، فحملت الكبرى ابنا وسمته موأب ، وهو أبو المؤابيين إلى اليوم . والصغرى أيضا ولدت ابنا وسمته بن عمي ، وهو أبو بني عمون إلى اليوم. "
ومعروف ٌ أن هذا التحليل التوراتي (رغم بدائيته ) كان يقصد الإساءة إلى موأب و- المؤابيين ، و بن عمي والعموئين- أعداء العبرانيين حينها ، بأنهم أولاد زنا ! لكن السؤال يبقى قائما ً هل يرضى مريدو العهد القديم بهذا الكلام ، وهذا التحليل الوارد حول نبي الله لوط وهو أخو النبي ( ابراهيم ) أهم نبي ٍ في تاريخهم ،والذي وقف معه ورافقه في كثير ٍ من أسفاره . ؟
ترى ماذا فعل القرآن لكي يحرق ؟
لنتابع قصص ابراهيم واسحق ولوط ، كم نرى من التبجيل والاحترام ؟ على عكس ما يرد في التوراة ، وكم من مرة في التوراة يقول ابراهيم عن زوجته إنها أخته (تكوين ، 20 – 1،2 ) ويكرر ابنه اسحق الغلطة ذاتها ويقول عن زوجته إنها أخته ( تكوين ،26- 7 -8-9 ) ولسبب ٍ ساذج ٍ لا يبرع كتبة العهد القديم في تفسيره .
أحداث ٌ كثيرة ٌ شوهها هؤلاء تبعا ً لمصالحهم الخاصة (وقت الكتابة ، القرن السادس ق .م ) ، والأمثلة كثيرة ٌ في هذا الكتاب المقدس نتركها لمناسبة ٍ أخرى ..
هل يهرع المسلمون اليوم إلى نقاش ،أو محاسبة من يسيئون لأنبياء الله في كتبهم ؟ على الأقل هل نرد عليهم بالقول إن القرآن لم يسىء لأية ديانة ٍ أو كتاب ٍ بل على العكس ؟
وبالتالي هل يحق لنا أن ندعو إلى حرق التوراة التي أساءت لأنبياء الله ، ردا ً على محاولة حرق القرآن اليوم في أمريكا من قبل قس ٍ يؤمن بالتوراة كتابا ً ، هل نقوم بالمثل و ندعو إلى حرق توراته ؟
ملاحظتان لا بد منهما :
1- ما ورد من مقتطفات ٍ من التوراة هنا يؤمن به القس المذكور ويكرره في قراءاته يوميا ً أمام رعيته .
2- ماورد هنا هو نقل ٌ حرفي ٌ من التوراة الموجودة والمعتمدة ,London ,SW19 3NN,England Published by TBS,
سجيع قرقماز
08-أيار-2021
31-أيار-2011 | |
25-أيار-2011 | |
26-شباط-2011 | |
02-كانون الثاني-2011 | |
13-أيلول-2010 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |