نسب تنفيذ ٍ جبارة في الإعلام السوري اللاذقية مثالا ً
خاص ألف
2011-05-31
ما هي وظيفة الإعلام ؟ وما هو الدور الذي يلعبه ؟ والذي يجب أن يلعبه ، كي يستحق بجدارة لقب ( السلطة الرابعة )، وهل يحق لنا أن نحلم بهكذا سلطة ، ونخدمها بشرف ٍ وأمانة ؟
ما الذي يفعله الإعلام اليوم ؟ وهل سيبقى لاهثا ً خلف بعض المسؤولين ،لتسجيل إنجازاتهم ، أم أنه سيتركهم ويتجه إلى المواطن لمعرفة حاجاته ، ويكون فعلا ً صوت البلد والمواطن ، ويستحق لقب سلطة - بدل أن يكون سلطة - على مائدة أصحاب الجيوب المنتفخة ؟
وهل سيبقى في مجال الأرقام القياسية الوهمية لهؤلاء أم سيتجه إلى الواقع الحقيقي الذي يكذب كل هذه الأرقام؟ الواقع الذي يقول إن مشاكل وقضايا المواطنين ليست قي أولويات الإعلام - عمليا ً على الأقل – وعندما تطرح هذه القضايا نكون أمام مشكلة ٍ أكبر وهي لا مبالاة المسؤولين في الرد عليها ، أو الاستجابة للمطالب الواردة فيها .
وهنا السؤال: لماذا يتجه القائمون على الإعلام المسموع والمرأي، إلى البعد عن المواطن وقضاياه ، والوقوع في أحضان المسؤولين ، وأصحاب النفوذ ، ورؤوس الأموال ؟ أليست الحاجة المادية هي المحرك الأول لضعاف النفوس بينهم ؟ وبالتالي فإن رشوة ً ، أو تهديدا ً ، أو استفادة بضعة صحفيين تغير الواقع الاجتماعي لمدينة ٍ ما ، وتجعل الفاسدين في مختلف مشاربهم ( مسئولين هامين - مستفيدين من الفوضى - رؤساء أقسام إدارية حساسة - محاسبين ماليين في أكثر من إدارة - موظفو جمارك وأمن عام - شرطة مرور وبلدية - مراقبو النظافة والمخالفات والإشغالات ..... ) في مأمن ٍ من المحاسبة والعقاب ، وتترك المواطن دون أية مساعدة ٍ أو اهتما م .
في مجال الثقافة والأدب
أما في مجال الأدب و الثقافة فإن هذا الإعلام يلعب دورا ً مد مرا ً ، وخاصة ً في فرض أقلام ليست جديرة ً على القارئ في المحافظة ، وفي الترويج لأسماء مفكرين وأدباء من السوية ما قبل تاريخية ، مبتعدا ً عن تغطية الواقع الثقافي والفكري باللاذقية ، وعلى سيرة التغطية سأحدثكم عن الدراسة الفكرية النقدية الحديثة في إعلام اللاذقية :
إن معظم ما ينشر ويبث حول النشاطات الفكرية والثقافية لا يعتمد النقد الخاص من قبل الصحفي (المحرر) بل يعتمد كليا ً على صاحب النشاط ، الذي يقدم الأسئلة والأجوبة ، وهي كالتالي :
1- وتحدث السيد المخرج عن المسرحية قائلا ً ..
2- وبعد المحاضرة أكد لنا المفكر الكبير أنه ..
3- وعن دوره في المسلسل قال لنا الممثل الكبير ..
4- أما عن مهرجان البحر فقد صرح لنا صاحب المهرجان بأنه ..
ويتعب الإعلاميون أقلامهم بنقلها ونشرها بأسمائهم الكبيرة .
غير ذلك لنتابع هذه الحالة النقدية ، وهي الأكثر شعبية ً في إعلام اللاذقية ، فبعد انتهاء محاضرة ٍ ما (يغف ) سرب الإعلاميين على الكاتب الكبير لطلب نسخة ٍ من محاضرته . طبعا ً لنقدها والتعليق عليها ، لأنهم غير قادرين على متابعة ما قدمه أثناء محاضرته ، والنتيجة أنهم ينشرون ما حصلوا عليه مذيل ٌ باسمهم ...!
تحلم فعلا ً أن تتابع نقدا ً موضوعيا ً ، أو حتى متحاملا ًً ، على الأقل أن يكون - بقلم - أو بما أننا في عصر الكومبيوتر على اللابتوب الخاص بالصحفي الكبير ، الذي تعود الكسل وانتظار من يزوده بالأخبار .
معجزات إعلام اللاذقية
أما الدور السلبي الأكبر للإعلام ، وخاصة ً في اللاذقية ، فهو الانجرار وراء أي قرار ، أو تصريح ، أو تقرير ، ونشر المعلومات المتعلقة بذلك ، دون أي تمحيص ٍ أو تدقيق .
وهنا دعونا نضحك قليلا ً ، من أخبار حقيقية لا تستغربوا ، تابعوا معنا : :
بلغت نسبة التنفيذ في مدارس اللاذقية 190 % .
ونسبة قدوم السياح إليها 180 % .
أما في مجال النظافة ، فقد بلغت 170% .
هي أرقام ٌ تعلنها الجهات الرسمية المسؤولة بكل بساطة . وتظهر هذه الأرقام وخاصة ً ما يتعلق منها بوزارة السياحة أن القادمين إلى سورية في عهدها الميمون (خلال عشر سنوات ) تضاعف مرات ٍ عديدة ، رغم أن الخدمات السياحية في تراجع كبير ٍ ، ورغم أن المنشآت السياحية ،وخلال عشرين عاما ً ، لم تزدد أكثر من 2 % كنسبة استيعاب ٍ عامة .
هذه الأرقام تضعك أمام حقيقة ٍ بسيطة هي كيف درست مجالات التنفيذ ؟ وبالتالي : كيف قدرت الخطط ؟ و كيف تجاوز التنفيذ النسب المخطط لها وبأرقام كبيرة ؟؟
هذا السؤال أعادني إلى خبر ٍ كتبه أحد زملائنا في صحيفة (الوحدة ) أيام زمان ، ربما في 1989وكنت قد كتبت عنه في أحد زوايا الثورة حينها ، وسأنقله بحرفيته ، قبل التعليق عليه :
" بلغت نسبة التنفيذ في (مبقرة فديو ) 120 % ، حيث كان من المقرر ولادة 18 عجلا ً فتمت ولادة 20 عجلا ً ، لتصبح نسبة التنفيذ 120 % . يعود الفضل في ذلك إلى جهود مدير المبقرة ، ومعاونيه ... "
هذا الخبر، أثار غضب واستياء مدير المبقرة ومعاونيه -آنذاك - واعتبروا هذا الاتهام عار ٍ عن الصحة !.
دعونا نتابع استطلاعا ً آخر كتبه أحد زملائنا في الثورة عن (مبقرة فديو ) منذ أشهر ٍ ليست ببعيدة ،مما جعله يشتهي، ونشتهي معه أن يخصص لنا ما يخصص لأبقار هذه المبقرة من عناية ٍ واهتمام لنستمر في العيش والكتابة والإبداع ، والحوار ، وليس في خوار الأبقار.
فقد لاحظ زميلنا أن نصيب البقرة الواحدة يقارب أربعة دونمات ، بينما بعضنا ، وبعد ربع قرن ٍ من العمل في الصحافة والفكر والأدب لا يمتلك بضعة أمتار ٍ لجسده الذي يضعف شيئا ً فشيئا ً ، وما يزال يسكن بالإيجار رغم كل التسهيلات التي قدمها ، و يقدمها اتحاد العمال والسكن الشبابي ، والاتحاد السكني والسكن الجماعي !
من المبقرة إلى المقبرة
والشيء في الشيء يذكر ، فإلى خبرنا الحديث :
بلغت نسبة التنفيذ في مقبرة اللاذقية 160 % ،ومع أن بلدية اللاذقية حددت الشروط ، والمقاييس الخاصة بالقبر، ونشرت ذلك أمام باب المبقرة ، لكنها تراجعت ووضعتها بالداخل قبل أن يؤثر ذلك على إنتاجية المقبرة ، فقد كان من المقرر وفاة عشرة أشخاص في الأسبوع فتوفي ستة عشر وبهذا تبلغ نسبة التنفيذ 160 % ، والسبب في ذلك تتحمله معظم الجهات العاملة باللاذقية ، وليست البلدية لوحدها :
• الانقطاع المتكرر للكهرباء .
• الإنقطاع المتكرر للمياه رغم ما يشاع عن كفايتها ، والتفكير بنقلها إلى دمشق .
• منع السباحة ( بأمر ٍ وبلا أمر)على معظم شواطئ اللاذقية ، مع استثناءات ٍ بسيطة .
• منع أبناء الساحل من أكل السمك الذي كان يوما ً ما غذاؤهم الرئيسي .
• منع أبناء الساحل من الحصول على المنتجات الرئيسية من الخضار والفواكه ، وأهمها : الصبار ، التين، الفجل ، البصل ، التوم ، ولن نذكر هنا ( السلبين ) الذي صار مأكول الأكابر ، ولا الليمون الذي تباع أصنافه في حلب ودمشق أرخص من اللاذقية .
• ازدياد التلوث البيئي الناتج عن تراكم القمامة ، رمي أعقاب السجائر وعبوات البلاستيك الخاصة بالقهوة من السيارات .
• ازدياد الضجيج واستخدام الأراكيل من قبل الأولاد الصغار و المراهقين .
• حرمان أهل اللاذقية من التنبلة في ( سوق الصفن) ، أو التسكع في مقاهي الحكواتية ، أو الجلوس على (البطرني ) أو العشاء في مطعم ( سبيرو ) أو ( العصافيري ) فكلها صارت من أحلامهم النهارية التي تشتد مع قيظ الشمس التي لم تعد حنونة ً على أهل اللاذقية ، وكأنها تآمرت مع البحر والجبل ، والقائمين على أمور المحافظة ..
سجيع قرقماز
08-أيار-2021
31-أيار-2011 | |
25-أيار-2011 | |
26-شباط-2011 | |
02-كانون الثاني-2011 | |
13-أيلول-2010 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |