ثالثة الأثافي في ثقافة اللاذقية
خاص ألف
2011-05-25
ما مدى فعالية الثقافة في اللاذقية ؟ ماذا تقدم مديرية الثقافة ، والمسرح القومي فيها ؟ ألا يوجد من هو مختص ٌوجدير ٌ بالإدارات الثقافية باللاذقية ؟
ماذا تقدم غير الجمود ، جمود في الحركة المسرحية ، جمود في الأنشطة الثقافية، باستثناء الأمسيات التي يحضرها نجم الأمسية ولفيف ٌ من أهله فقط .
ألا يوجد من هو جدير ٌ بإدارة العملية الثقافية من الشاب والموهوبين ، بعيدا ً عن المحسوبيات ،والأشخاص غير المؤهلين ؟
ثم ما الذي يحدث في قضايا كثيرة يكون القائمون على الثقافة هم الذين يتسببون فيها ، والمعرقلون للعمل ، بينما يفترض بهم أن ينهضوا بالعمل لأنهم المكلفون بإنجازه، والمضي قدما ً بالثقافة إلى الأمام كونها ( الحاجة العليا للبشرية ) ، ترى أما تزال كذلك ؟ .
عندما لا يقوم العاملون في قطاع الثقافة في دورهم ، ما العمل ؟ وعندما لا تقدم الجهات الوصائية العليا المساعدة لإنجاز ٍ ما ، ما العمل ؟ أما عندما يسكت المواطن عما يدور في قطاع ٍ هام ٍ معين ٍ كالثقافة ،والأدب والفكر ، فما هي النتيجة ؟ هذه الفئات الثلاثة هي التي تتحمل ما يجري .
الأمثلة كثيرة ٌ :
- أولها استغلال الأراضي المخصصة للثقافة في توفير – كسب ٍ غير مشروع ٍ – للقائمين على أمور المحافظة .
- ثانيها استغلال المراكز الثقافية ، ومسارها ، ومنشآتها ، والأعمال الفنية والثقافية في دخل ٍ مادي ٍ إضافي ٍ للقائمين على إدارة دار الأسد للثقافة باللاذقية .
- وثالثة الأثافي الكسب غير المشروع من خلال إعداد مسرحيات ٍ تالفة ٍ (غير صالحة للاستهلاك البشري ) من قبل مدير(ة) المسرح القومي باللاذقية .
متحف اللاذقية المغيب إلى متى
1- في ثمانينات القرن الماضي ،وبداية التسعينات - وعندما كانت السيدة الدكتورة نجاح العطار تأتي إلى اللاذقية في أية زيارة عمل ٍ أو رعاية ٍ ثقافية، كنا مجموعة من الشباب المهتم بالشأن الثقافي(كتاب مسرحيون ، صحفيون ) نلتم حولها ، وبلطفٍ شديد : سيدتي لن نسمح لك بإقامة هذا النشاط أو ذاك حتى تتكحل عيونا ببناءٍ لائق ٍ لمركز ٍ ثقافي ٍ في اللاذقية . كانت تتحمل غلاظاتنا ، وتحاول التهرب منا ، و كنا نلح عليها في طلبنا ، وعندما تمت الموافقة على بناء المركز (دار الأسد للثقافة ) ، عدنا للمطالبة ببناء المتحف ، لكننا هذه المرة فشلنا فشلا ً ذريعا ً معها ، ومع السادة الوزراء الذين أتوا بعدها ، وما نزال نفشل حتى الآن ؟ وما تزال اللاذقية دون متحف . تصوروا أن اللاذقية ، حاضنة أوغاريت ، وأهم تنوع ٍ أثري ٍ وتاريخي ٍ في العالم لا متحف لها .
خان الدخان
للعلم ، فإن متحف اللاذقية الحالي (خان الدخان ) دشن على أنه متحف ٌ للتقاليد الشعبية ، لأنه غير كاف ٍ لبناء متحف ٍ وطني ، ومن حينها (1987 ) ربع قرن ٍ تقريبا ً ، واللاذقية (عا الوعد يا كمون ) إلى متى ؟
بلدية اللاذقية خصصت الأرض التابعة لذلك – الأرض الملاصقة لدار الأسد للثقافة – لكن تهاون رئاسة مجلس الوزراء في هذه القضية ، وعدم مطالبة الجهات المسؤولة في اللاذقية ، وعدم الاستماع إلى (نقنا ) هذه الأيام ، جعلت المشروع حبرا ً دون ورق .
أرض المتحف بقرة حلوب .
وهنا سيسأل سائل ٌ ولماذا لم تطالب الجهات المسؤولة في اللاذقية بتنفيذ هذا المشروع ؟ والجواب بسيط ٌ جدا ً فقد كان أكبر مسؤول ٍ في اللاذقية ، يعهد الأرض سنويا ً لابنه ، ويتقاسما ما قيمته 12 إلى 14 مليون ليرة سورية من خلال إقامة سوق ٍ للتسوق عليه ؟ أليس سببا ً مقنعا ً لتأخير إقامة المتحف الوطني باللاذقية ؟ هذه المعلومة ليست جديدة بل نشرناها على الشبكة العنكبوتية منذ سنتين ، وكتبت صحيفة الثورة عنها ، إضافة ً إلى الفاكسات المرسلة للسادة في مكتب السيد رئيس الجمهورية . لكن يبدو أن هذا السبب ليس وحيدا ً ؟
هل لمجلس الوزراء السابق والحالي
يد ٌ في حرمان اللاذقية من متحفها ؟
في البداية :
وزارة الثقافة،المديرية العامة لآثار والمتاحف، وفي عام 2009 ، راسلت السيد رئيس الحكومة من أجل التعاقد ،وأعطيت الضوء الأخضر كي تتعاقد مع أية شركة ٍ حكومية ٍ لبناء المتحف ، حينها كان الاعتماد متوفرا ً ،وبعد أن تم تصديق الاضبارة من (قضايا الدولة ) رفضت رئاسة مجلس الوزراء الموافقة على العمل .
ثم، في عام 2010 ، تم الإعلان عن بناء متحف اللاذقية ، بكلفة 360 مليون ليرة سورية ، وتم تخصيص مبلغ ٍ وقدره 165 مليونا ً للبدء في أعمال التنفيذ ، لكن هذا التنفيذ صار شكليا ً بسبب رفض رئاسة مجلس الوزراء للبدء في العمل .
في المرحلة الثالث ، يبدو أن رئاسة المجلس (السابقة ) قررت البدء فعلا ً،حيث أصدرت تعميما ً برقم 32315 تاريخ 16-1-2011 وتسهيلا ً للبدء ، ينص على فصل الأعمال الإنشائية والمعمارية عن الأساس والمفروشات،وتم لذلك رصد مبلغ 75 مليون ليرة سورية للبدء في التنفيذ ، لكن الرئاسة - وكالعادة - في المرصاد ، وجاء الرفض هذه المرة من رئاسة مجلس الوزراء( الجديدة ) بتوقيع السيد وزير الدولة حسين فرزت في منتصف الشهر الحالي (أيار ) .
إذا ً في كل مرة يتقرر البدء بالعمل ، ويتم التعاقد ، تقف رئاسة الوزراء في وجه البدء بالمشروع ، أليس التساؤل عن ماهية ذلك مطلوبا ً ؟ وفي كل مرة تصرف الملايين للبدء ، ثم تعاد للخزينة ، أليس التساؤل واجبا ً أيضا ً ؟
هنا لا بد من التأكيد إلى أن الحاجة إلى بناء متحف ٍ جديد صارت ملحة ً ، للحفاظ على الآثار التي لا يستطيع البناء القديم المواجه للبحر حمايتها ، وهو الصغير أيضا ، بينما تتوزع آثار اللاذقية في متاحف دمشق وحلب ، ولا متحف في اللاذقية .وللإنصاف ،فان وزير الثقافة ( السابق والحالي ) لم يقصرا في العمل على تذليل الصعوبات من أجل الإقلاع بالعمل ، وبذلا جهدهما في ذلك ، لكن دون جدوى .
بقرة ٌ حلوب ٌ أخرى
2- في دار الأسد للثقافة باللاذقية يظهر جليا ً استغلال المراكز الثقافية ، ومسارها ، ومنشآتها ، والأعمال الفنية والثقافية من أجل تحقيق دخل ٍ مادي ٍ إضافي ٍ للقائمين على إدارة المسرح ، والصالة ، والميسرين أمور المهرجانات، والاحتفالات الفنية ، في دار الأسد للثقافة باللاذقية .
ألا يكفي المتقاعدين تمديدا ً في مسرح اللاذقية
3- الموضوع الأخطر هو موضوع التمديد،وعدم فتح المجال أمام الآخرين ، وخاصة ً عندما يمدد لأناس ٍغير مختصين، وغير أكفاء ، بينما المختصون لا فرصة لهم في قيادة الدفة الثقافية ، وتبقى المناصب الإدارية حكرا ً على طلابها ، وليس الأكفاء ؟ . هل هناك أسباب ٌ لذلك ؟ يقال إن مبالغ كبيرة تدفع من قبل المتقاعدين ليستمروا في مناصبهم ، من خلال بعض المتنفذين في وزارة الثقافة ، وخارجها . والأمثلة على التمديد لا تقف في اللاذقية عند السيدة مدير المسرح القومي ، بل تتعداها إلى حيز ٍ قريب ٍ جدا ً من السيد وزير الثقافة في دمشق .
في اللاذقية ، يتحول المسرح القومي إلى صالة استقبال . ولا فاعلية مسرحية له ،إلا إنتاج مسرحية قديمة تتكرر منذ خمس سنوات تجاريا ً وفي عدة مناسبات ثم يأتي المسرح القومي ليتبناها مجددا ً ،بإعداد مديرة المسرح (والمسرحية بحد ذاتها معدة عن ، وعن .. ) لغايات مادية نفعية . كل ذلك من خلال غياب الاختصاص ، وبالتالي غياب خطة عمل .
ترى هل تترك أمور اللاذقية الثقافية هكذا دون اهتمام ؟ ولصالح من ؟
سجيع قرقماز
08-أيار-2021
31-أيار-2011 | |
25-أيار-2011 | |
26-شباط-2011 | |
02-كانون الثاني-2011 | |
13-أيلول-2010 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |