أسلحة الدمار الشامل ،والمجدرة !
2008-08-31
رفض رئيس أساقفة سبطية في بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس المحتلة، المطران عطا الله حنا، استقبال الرئيس الأميركي جورج بوش في كنيسة المهد في بيت لحم عند زيارة الأخير لها منذ فترة .
وقد أثار امتناع المطران عطا الله حنا عن استقبال بوش ارتياحاً كبيراً في الأوساط الشعبية الفلسطينية، ولا سيما المسيحية، التي شعر كثير منها بالحرج من الاستقبال والتزلف الذي قدمه الرؤساءالدينيون للضيف القادم ، وقال أحد المواطنين المسيحيين في بيت لحم :
"رفض استقبال مطران القدس عطا الله لجورج بوش رفع من معنوياتنا" وأضاف:
"من العار استقبال صانع الحروب في مهد المسيح صانع السلام ".
وكان حنا قد صرّح في لقاء مع اللاجئين الفلسطينيين في مخيم البقعة في الأردن، بأن :
"الرئيس الأميركي جورج بوش وما يقوم به لا علاقة له بالمسيحية، ولا علاقة له بالأخلاق المسيحية، ولا بالقيم المسيحية، وبالتالي نحن نرفض أيضاً السياسات الأميركية ودعمها المطلق لإسرائيل واحتلالها للعراق".
هذا يعيدنا للتفكير مليا ً : أية مسيحية ٍ تلك التي يعتنقها بوش ؟ وهل ترتبط المسيحية باليهودية ؟ أم أنها شيء ٌ مختلف ٌ ؟ خاصة ً وأن خليفتيه المحتملين على خطاه ثائرون ..
عندما ظهر(المسيح) للروماني (شاؤل) الذي كان يضطهد المسيحيين في بداية الدعوة ،أمره بمتابعة الرسالة الحضارية للمسيحية .
لم يكن (شاؤل ) مسيحيا ً ، بل ضابطا ً رومانيا ًسوريا ً يتشبع بالثقافة السورية الإنسانية ، وهذا ما جعله فيما بعد كـ (بولس الرسول ) يؤسس للمسيحية الحضارية الإنسانية ، وينجح في إبعادها عن الذين ( أسبقوها بالتوراة) ، عن (عبدة "يهوه") الذين كانوا يطوفون بتابوته في الصحارى ...
ما يحدث في أمريكا اليوم هو انتكاص ٌ على المسيحية الإنسانية ، وعودة ٌ إلى الإيمان بـ " يهوه" الذي يبيح القتل والاغتصاب ، ويأمر بإبادة الحيوان والطير والشجر .
هذه هي الهوة الحقيقية والكبيرة بين الواقع المدمر للمسيحية التوراتية ،(ويمثلها المتصهينون الأمريكان الجدد،مدفوعين بجماعات الضغط "الإيباك ")، وبين إنسانية المسيحية التي تؤكد :
"إن الله لا يأمر شعبا ً بإبادة شعب ٍ آخر "
هذا بالنسبة للمسيحية ، بينما نرى "يهوه" في توراتهم يأمرهم بالقتل والاغتصاب . من هنا فإن حرب بوش تستند إلى رسالته الشخصية ، وليس إلى رسالة ً سماوية ،كما يدعي .
لكن التوراتيين لا يوافقوننا الرأي ، فرسالة " يهواهم " بنظرهم هي سماوية ، وإن ورد فيها اغتصاب الأب لابنتيه ، وقتل الأخ لأخيه ، وإبادة الشعوب التي تقف في طريقهم ... وهي تبدو هنا مشابهة لرسالة السيد بوش .
الكتب السماوية لا تطالب بتنظيم "حملات صليبية " بينما كتبهم تنفي حق الحياة لغير اليهود والمتصهينين ، وحملاتهم المدعومة بـ (الصليبية ) في القرن الحادي عشر لم تكن مسيحية ، وهي التي بدأت بقتل المسيحيين شمال و غرب سورية . ومن هناك نعود إلى التاريخ ، إلى المكان نفسه :
عندما يقوم المرء بزيارة ٍ إلى (إنطاكية ) لا بد من زيارة متحف المدينة ، وخاصة لوحات الفسيفساء المتميزة فيه ، ولا بد أيضا ً من التعريج على الأبنية القديمة ومن ثم كنيسة (بطرس وبولس ) المحفورة في الصخر بين الهضاب الشرقية المحيطة بالمدينة ، وهي من أقدم الكنائس الما تزال قائمة ً حتى اليوم .
ولا بد من التذكير أنه في أحد الأيام أغلقت السلطات الفرنسية المساجد في وجه المسلمين في إنطاكية يوم الجمعة ، ففتح المسيحيون الكنائس لهم لإتمام صلاتهم .
هل ينعكس ذاك التاريخ على واقعنا اليوم ؟ :
في خطوة ٍ ،فريدة ٍ تم في دمشق تدشين كنيسة ٍ مشتركة ٍ للروم الأرثوذكس، والروم الكاثوليك، باسم (كنيسة القديسين بولس وبطرس ) .
وقد أكد راعيا الطائفتين في أنطا كية وسائر المشرق ، من خلال هذا التدشين ، أهمية الوحدة الوطنية في سورية ، وحيث لا يمكن فهم سورية بمعزل عن شخصيتها الروحية المتميزة .
هل كانت تسمية هذه الكنيسة في دمشق تيمنا ً بتلك الموجودة في إنطاكية ؟ وهل هي إعادة إحياء ٍ للمسيحية الأولى ،بل الحقيقية ، كما وجدت متحدة ً منذ آلاف السنين ؟ بعيدا ً عن كل ما يلحق بها من تشويه ، وخاصة ً (التهويد ) البعيد عن روح المسيحية الأساسية المتجلية ببطرس وبولس ،والذي يمارس اليوم نهجا ً دينيا ً وسياسيا ً أهم ما يغيب عنه روح الديانات السماوية ، وميله إلى العدوان !لن أفصل في هذا الموضوع كثيرا ً لكن حقيقة ً لا يمكن فهم سورية بمعزل ٍ عن روحها السورية المتجددة المتميزة .
ولا يمكن فهم أمريكا بعيدا ً عن ميولها العدوانية ، في كافة المجالات ، حتى الثقافية !! حيث يعلن السيد (جورج بوش ) "أن الإدارة الأمريكية تريد تعميم الثقافة الأمريكية في عراق ما بعد الحرب , إلى جانب النظام السياسي الديموقراطي "
الذي يطبق ... بالقوة !!!
إذا ً بات الأمر واضحا ً!! ... والنوايا مبيتة !! ( واو )!!!
ولكي تعرف عزيزي القاريء ماذا تعني هذه (الواو ) أحيلك إلى القاموس الشعبي اللاذقاني ، الذي يعبر عن هذه الكلمة بـ (ويلي ) ، وإذا لم تدرك معناها بعد أقول إنها بالعربية الفصحى (وا ويلتاه )مما يظهر وكأن (الواو )الأمريكانية مأخوذة من العربية ،وهذا لا نحبذه ،لسبب بسيط هو أن الأمريكان ( يمطون) الواو بشكل مثير لا نتقنه نحن العرب ( ربما بعض المتأمركين منا يتقنونه !!! ) فمثلا ً عندما تقول لهم : إن حضارة العراق الإنسانية تعود إلى خمسة آلاف عام ، يقولون : واو ، وإن أقدم آلهة ، وأشعار ، ومعابد ، ... وجدت في الألف الثالث قبل الميلاد في العراق ،يفتحون فمهم بالمليان : واو .. وإن (جلجاميش ) واو و(حدائق بابل المعلقة ) واو ....
ويبدو أن المعنيين بالثقافة الأمريكية يودون أن ينشروا معها المطبخ الأمريكي , لأن العادات والتقاليد (ومن ضمنها الأكلات العربية التقليدية ) صعبة الهضم على المعدة الأمريكية التي تعودت على الهمبرغر ، والهوت دوغ ، والكوكا كولا ... لذلك يريدون منا أن نتأمرك بالابتعاد قدر الإمكان عن (المجدرة ، والمحاشي ، والتبولة، ونقترب بأفكارنا من الهوت دوغ ، ( عفوا لم أقل لكم ماذا تعني ؟ ولأوضح سأنقل لكم مقطعا ً من رسالة كاتب روسي كان في زيارة إلى أمريكا ، كتب إلى صديقه في موسكو ، حول ( الهوت دوغ ) (اسمها عندنا النقانق ) :
" وأعجب ما رأيت في هذه البلاد أنهم يأكلون الكلاب ساخنة ،الترجمة حرفية لكلمة: (هوت دوغ ) .
أما أنا فقد رأيت شخصيا ً سلطة الشنكليش (البازركان ) وقد كتب تحتها : "سلطة يهودية " ، فإذا كانت النقانق كلابا ً ساخنة ، و(البازركان ) ( سلطة يهودية) فربما يعتقدون أن المجدرة هي من أسلحة الدمار الشامل !!ويا ويل من يأكل المجدرة !!! و واوووووو
سجيع قرقماز
08-أيار-2021
31-أيار-2011 | |
25-أيار-2011 | |
26-شباط-2011 | |
02-كانون الثاني-2011 | |
13-أيلول-2010 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |