الفاشلون يحاربون النجاح لتغطية فشلهم .. علي القيم يعيق مهرجان ملامح أوغاريتية
2009-07-01
هل يمكن أن يكون المعاون قيّما ً على النصوص المسرحية ؟
أهكذا تستباح صلاحيات لجان القراءة
في مديرية المسارح ،ووزارة الثقافة ؟
سأبدأ – ليس كما يبدأ الآخرون بموضوعية – بل بالشخصي لأن الموضوع يمسني شخصيا ً .
مع ذلك سأكون موضوعيا ً إلى أقصى حد فيما يتعلق بالطرف الآخر ، لأنني إذا تحدثت في الشخصي (فيما يخص السيد معاون وزير الثقافة ) فسأوضح جوانب كثيرة ً لا يرغب السيد المعاون إطلاع الجمهور عليها :
من هنا سأتحدث عن مسرحية (حكاية من أوغاريت ) وما أثير حولها ، مؤجلا ً الحديث عن (مهرجان ملامح أوغاريتية ) ، وعن ( جمعية أصدقاء أوغاريت ) ، إلى الوقت الذي أراه مناسبا ً .
مسرحية (حكاية من أوغاريت ) تأليف الكاتب : سجيع قرقماز ، وإخراج المخرج :لؤي شانا ، عرضت في (مهرجان ملامح أوغاريتية ) السابع ،في متحف اللاذقية الوطني عام 2006 .
ومن المعروف أن أي نص ٍ مسرحي لا يقدم في مسارح القطر إلا بموافقة رسمية من (لجنة قراءة النصوص المسرحية ) وكتاب ٍ خطي ٍ من السيد مدير المسارح والموسيقى في القطر . وهذا ما قمنا به . (مرفق ) .
في العام 2004 قدمنا مسرحية - كارت الأوغاريتي - وفق الإجراءات عينها . وهذا ما حدث في العام 2007 ، من خلال مسرحية ( بعل صافون ) التي حضرها السيد د. رياض نعسان آغا شخصيا ً ، والسيد مدير المسارح والموسيقا . جدير ٌ ذكره أن المسرحيات الثلاث لم يوافق على نصها فقط ، بل أن مديرية المسارح والموسيقا ، تبنت الإنتاج المالي بكافة جوانبه ، مع المكافآت الخاصة بالعاملين في المسرحيات الثلاث ، وهذا يعني قانونيا ًً : تبني الأعمال الثلاث فنيا ً وماديا ً بالكامل .
هذا العام تابعنا أنا ولؤي تقديم رؤية فنية متكاملة لميثولوجية أوغاريت ، وبعد كثير ٍ من التأمل والعمل على الميثولوجيا الأوغاريتية رأينا أن أفضل معالجة يمكن أن تتم هي تقديم الميثولوجيا الأوغاريتية كاملة وفق منظور ٍ حديث ٍ يمكن من خلاله متابعة هذا الإرث الحضاري الكبير بشكل ٍ فني ٍ جميل .
بدأنا العمل وسرنا خطوات ٍ عملية في الإعداد والتدريب ، وقدم الزميل لؤي شانا - كما يفترض قانونيا ً - ملف العمل إلى مديرية المسارح والموسيقا ، صاحبة الشأن ، لا فتا ًأن الموافقات الثلاث ،على العروض الثلاث ، تمت سابقا ً .
المشكلة كما يفتعلها المسؤولون :
طبعا ً حتى الآن لا مشكلة ، المشكلة أنه قبل أيام ٍ من افتتاح (مهرجان ملامح أوغاريتية ) نفاجأ باعتذار ٍ عن عرض عملنا المسرحي لأن (النصوص مكتوبة باللهجة العامية) - مرفق - وهذا سبب لنا تأجيل المهرجان هذا العام إلى أجل ٍ غير مسمى .
المعاون هنا هو السيد علي القيم المشرف على مديرية المسارح والموسيقا (المراقب لعملها ) .
ولا بد من سؤال ٍ استفساري ، واستنكاري :
بأي حق ٍ يصبح السيد المعاون كبير قارئي النصوص المسرحية ، ويلغي كل الموافقات السابقة ، ويبصم معتذرا ً ؟؟ وهنا لا بد من التوضيح :
1- النصوص الثلاثة ، وكما بينا موافقٌ عليها ومتبناة من قبل مديرية المسارح والموسيقا . ولم يعلق أحد ٌ على اللهجة .
2- النصوص الثلاثة ، منشورة في أهم المواقع الأدبية الإلكترونية العربية ،دون التطرق إلى لهجتها .
3- النصوص الثلاثة ،كتبت باللغة العربية الفصحى ، وليس كما يدعي السيد المعاون بالعامية .
4- رابعا ً وهو الأهم ، لنتابع ما جاء في تفسير السيد المعاون للاعتذار عن العمل المسرحي :
" وجه السيد معاون وزير الثقافة عدم إمكانية تقديم عرض آثاري باللغة المحكية عملا ً بتوجيه اللجنة( المشكلة )لتمكين اللغة العربية "
ولنلاحظ وصف العمل ب(العرض الآثاري ) ما هو هذا الشكل المسرحي الجديد ؟
ولنتابع موضحين أين اللغة المحكية :
في مسرحية (حكاية من أوغاريت ) يوجد مستوى تاريخي توثيقي كتب بالفصحى ، وآخر واقعي حالي بالعربية المبسطة ، وارتأيت أن يكون المعاصر قريبا ً إلى الواقع فيه بعض (اللادقانية الدارجة ) فماذا حدث ؟
الذي حدث أن السيد المعاون الذي اعتذر عن قبول النص المسرحي ، والذي يتباهى دائما ً بأنه يعرف عن أوغاريت وثقافتها أكثر من أي باحث ٍ ،أو دارس ٍ ، أو منقب ٍ ، نسي ،أو تناسى الغاية من إدراج بعض الكلمات والعبارات اللاذقانية التي أوردتها ، وهي أن أصل الأبجدية التي نتباهى بها هي أوغاريت الساكنة في قلب اللاذقية ، وأصل اللهجات التي تعددت فيما بعد هو أوغاريت ، والأهم : أن علماء اللغة الأوغاريتية كانوا يلجؤون إلى زواريب اللاذقية في ( الشيخ ضاهر ، والصليبة ، والشحيدين ) عندما يعجزون عن تفسير كلمة ٍ أوغاريتية ٍ جديدة ، لا يجدونها في قاموس السيد المعاون الفصيح ، وكان عالم اللغة الأوغاريتية ، الفرنسي (بيير بوردروي ) يتفاخر بأنه وجد مصدرا ً لهذه الكلمة أو تلك في زواريب مدينتنا ، وبأن زواريب اللاذقية هي أهم قاموس ٍ يمكن من خلاله تفسير اللغة الأوغاريتية .
وإذ أؤكد أن ما يفعله كيدي ، أذكر القيّم على الثقافة السورية بهذا المقطع الذي نشر في (معرفته ) السورية تحت عنوان ( اللغات في سورية القديمة ) للسيد الدكتور رياض نعسان آغا وزير الثقافة الذي ختم موضوعه بعبارة للعالم الفرنسي أ. كالو يقول فيها :
" إن الأبجدية الأوغاريتية كما هو الحال في الفينيقية والآرامية والعربية لهجة ٌ تابعة ٌ لأسرة اللغات السامية ، وتبدو آثار اللغة الأوغاريتية حية ً إلى الآن ، فثلثا المفردات الأوغاريتية مستخدمة في العربية إلى اليوم ، والطريف أن كثيرا ً من هذه المفردات ما يزال يستخدم في اللغة العامية الدارجة في اللاذقية . "
(المعرفة ،العدد 547 نيسان 2009 )
إذا ً اعذرني أيها العالم بالفصحى العربية ، إن استخدامي للعامية اللاذقانية في بعض المقاطع ، ليس جهلا ً بالفصحى ، وهو خطأٌ لم يستشعره سواك ( العالم الوحيد في ثقافة أوغاريت وسورية )
والحريص على تمكين اللغة العربية .
وهنا ، ألا تعتقد بأن من واجب وزارة الثقافة الإيعاز لسلطاتها بوقف بث كل أغاني فيروز التي لا تتقيد بفصحى الوزارة ، وكل مسرحيات الماغوط ودريد لحام ، والأهم إلغاء أشعار طلال حيدر والأغاني الوطنية والقومية التي لا تتقيد بتعليمات اللجنة (المشكلة ) لتمكين اللغة العربية ؟ وأغنية محمد عبد الوهاب (سورية النور والنار ) التي يمجد فيها انتصارات تشرين ، والقائد الخالد حافظ الأسد ؟ وهي بالعامية المصرية ، فلتوعز بإلغاء تراثنا الشفوي ،إذا كنت قادرا ً من خلال اللجنة (المشكلة ) لتمكين اللغة العربية ، وإلغاء الأشعار الخاصة بمنصورالرحباني ،التي أوردتها أنت شخصيا ً في العدد المذكور سابقا ً من(معرفتك) تحت عنوان (سقراط الموسيقا العربية ) أولا تعتقد أن الرقابة ، واللجنة (المشكلة ) لتمكين اللغة العربية لم تكن لتسمح لك بنشر مقال ٍ كهذا لأن أعمدته الأساسية أشعار ٌ بالعامية ؟؟؟
وسؤال ٌ تتبعه أسألة ٌ كثيرة ٌ فيما بعد :
كيف تسمح سلطاتكم الثقافية ، والفكرية ، واللجنة (المشكلة ) لتمكين اللغة العربية بعرض ٍ قادم ٍ هو (منيحة ) لزياد الرحباني ؟ أليس وراء الأكمة ما وراءها ؟ أم أن اللجنة (المشكلة ) لتمكين اللغة العربية لم تستطع بسط سلطاتها إلا علي أنا ؟
أليس من حقي أن أفهم أن هذه اللجنة ( مشكلة ) ، أي عقبة ، في طريق اللغة العربية ؟؟
أقول لكم بالعامية اللادقانية (منيح ) ! وأرجو ألا تكون الفصحى أنستك اللادقانية لتعرف ماذا أقصد بهذه الكلمة .
واعذرني ثانية ً بسؤال ٍ قانوني ٍ بسيط :
لماذا تشكل لجان القراءة في مديرياتكم ؟
هل من أجل أن يهمش دورها ، بل يلغى ،ليصبح السيد المعاون هو المرجع الوحيد لثقافة سورية ؟
ملحوظة ختامية يقصد من خلالها الإزعاج :
في الوقت الذي كان فيه السيد المعاون يخط فيه بالأسود اعتذاره عن عرض المسرحية ، إعاقة ً لـ ( مهرجان ملامح أوغاريتية ) في دورته العاشرة ،
- وأرجو ألا أضطر إلى البوح بالأسباب فليست في مصلحته -
في هذا الوقت كانت مطابع وزارة الثقافة الموقرة ، والمحترمة تقوم بالعمليات التجليدية النهائية لكتاب (من أوغاريت الوطن الأم ) لمؤلفه : سجيع قرقماز ، والكتاب يتضمن قصصا ً وأناشيد ، والمسرحيات الثلاث ، موافق ٌ عليها من لجنة قراءة وزارة الثقافة ، (وهذه نضيفها إلى موافقة مديرية المسارح والموسيقا ) .
لقد مرت العامية في مسرحية (حكاية من أوغاريت ) على كل لجان القراءة في المديرية والوزارة ، لكن السيد المعاون وبحكمته المشهود لها تمكن من إيقافها .
كل ذلك وأنا ما أزال أتحدث في الموضوعي ، أترغب أن أنتقل إلى الشخصي .
سجيع قرقماز
08-أيار-2021
31-أيار-2011 | |
25-أيار-2011 | |
26-شباط-2011 | |
02-كانون الثاني-2011 | |
13-أيلول-2010 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |