نقد فكرة المثل الأعلى
2009-09-13
سلوم حداد في دور الزير سالم
كثيرا ما تميل الذات إلى الارتياح و الاستعانة بصورة تتماهى معها و تعفيها من تكبد مشاق تكوين صورة خاصة بها . و هذا الارتياح مرّده ، الإحساس بالفراغ الذي يجعل الفرد يهجو نفسه باستمرار و تخترع أوهاما لعجزه ، تصلح كأيديولوجيا أو وعي زائف يحجب الطاقات و الإمكانيات الحقيقية التي يكتنز ها، هذه الهوة بين الذات و طاقاتها يحتاج أمر تجسيدهاالى إيجاد بدائل .
هنا تبرز فكرة المثل الأعلى كقدوة لا يسعى المرء للاحتذاء بها و النضال ليصبح مثلها ، بل يجدها بديلا عن عجزه يركن إليها كل انكساراته و أخفقاته و فشله ، ففلسفة المثل الأعلى هي انعكاسا للذات الأدنى أي المكبلة الطاقات و المخدوعة بلا فعاليتها
و المخيال الشعبي بالعموم ينتج باستمرار مثل عليا ، و يخرج هو كفعل جمعي خارج التاريخ تارك المسرح للمثل الملهمة السوبر قادرة على فعل المعجزات ، و هذا ما يفسر هزائمنا المتتالية كعرب فحين قدّم عبد الناصر استقالته بعد هزيمة 1967 خرج المصريين بالآلاف يرجونه الرجوع عنها ، لأنهم يرون فيه مثلهم الأعلى و الذي يفوق كل محاسبة مهما كانت فداحة الهزيمة .
إذا ثمة محاولة للتعويض عن نقص شخصي يظهر في تبني مثل عليا مهما أخطأت و قصّرت ، بحيث تصبح معادلا للذات ليس بمعنى التفاعل و التأثر و التأثير بل كفعل و صدى للفعل .
بذالك يتحول المجتمع بأفراده إلى ارتدادات لمثل عليا تتماهى بها و تقدسها و تألهها بديلا عن فعالية الذات .
للخروج من هذه الشرنقة لا بد من وعي حر يبين أن المثل الأعلى للأنا هو الأنا نفسه بكل ايجابياته و سلبياته
و كل احتذاء بالآخرين هو تقليل من قيمة الذات .
ايلي عبدو
08-أيار-2021
18-تموز-2020 | |
سيسيولوجيا التجمعات الدينية في أن إحياء الأعياد يصنع الرثاثة |
30-آذار-2010 |
22-شباط-2010 | |
أيهم خيربك في "أسطر مالت وانزلق ما أقول" اقتراف المعنى العبثي |
17-شباط-2010 |
03-شباط-2010 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |