كالضوءِ تتناوبين على بريقِ المعدن ..
2009-10-04
خاص ألف
كلّما هيأتُ بيتاً، يَعلو الموجُ
)كتابُ اللغزِ(، يعودُ السقفُ
تراب.
ثلاثون عاماً ألمُّ ماءَ حكايتِكِ
بيدي، وأطعمُ الغامضَ خبزي.
أسكبُ توجسي في بوصلةٍ،وأقتفي
صورتَكِ في الريح
أقايضُ الماءَ على الدهشة.
هل أنا الذي نَقصتُ عن أحمالي؟
أم المتاهة فيكِ، أنجبتني:
ضالاً
فانحدرَ المرتقى إلى الجُلجُلة.
الزمنُ يعبُّ ساعاتهِ
وظهوركِ ليسَ جرةً أكسرُها
كم ليلٍ أقمتُ، أشتهيك فيه
كم قمرٍ احتطبتُ، ولم أرَ وجهكِ!
لا أعرفك.
بقميصِ الجهلِ أنتظرُ
لا تجيئينَ في عربةٍ أو قطار
لا تجيئين في طقسٍ أو ميلاد
لا بوردٍ، ولا...
تدفعينني إلى الصدفِ الطائشة
لكائناتٍ أدلفُ بينها
علّكِ تكونين منها
ولا كائنٌ أنتِ منهُ
ولا رائحة.
كالضوءِ تتناوبينَ على بريقِ
المعدن
خصركِ فضاءُ الريح
وشعركِ أزرق
تدفئين نومَ الأطفالِ في الحكايا
ماؤُكِ يسري بارداً في عروقي
يقيسُ التعبَ بالندى
ويحيي جيشاً ساقطاً من الخلايا
ليسقطَ من جديد.
خيوطُ نسيجي في يدكِ
ولا أعرفك.
عشرونَ امرأةً أرضعنني عطشي
لثديك.
تدفعين بهنَّ إلى سريري،
وتبقين وحيدةً خلفَ النافذةِ،
فوقَ الوسادةِ
بين جسدي وأجسادهنّ،
تحتَ الغطاء
في كلِّ مكانٍ إلا حيثُ أنظر.
منذُ الحكايةِ الأولى وأوّلِ الهواء
وأنا أعبدُ الثدي، وأصفِّفُ خوفي
في مراياه
هل يحملُطيراً من ملامحكِ؟
كيف بموتٍ واحدٍ أُعطى اسماً
لا يقرأ ولا يكتب
ووجهاً
كلُّ هذي الشمس ولا أراه
كلُّ الطرق ولا تودي إليه
وما من إعجازٍ لدى النهرِ
إلا أنَّهُ يمضي إليكِ
ولا يَعرفكِ
مذهولاً
خلفَ الأغاني- وحيداً- على رملِ الوقتِ
أحلمُ بحجر
خلفَ الأصواتِ المتهدّلةِ عبرَ الهاتفِ
أو من خلالِ أناسٍ أَعرفُهم
يدعون قرابةَ الدمِ حيناً،
وحيناً قرابةَ الماء
وأنت بعربةِ فراقنا الأبدي
تقتربين.
تَسرقيني بكيسٍ أسودَ ثقوبهُ ظننتها
النجوم
لا أرى وجه سارقي، ولا خطو
خارج هذا السواد.
أعتذرُ
خلاياي لا تتفتحُ
الفضاءُ مغلقٌ على جسدي
جسدي مجرةٌ ضيقةٌ
( إلهي لماذا تركتني) الشاهدَ الوحيدَ
على تناقصي
وانحناء النخلِ
في برد ساعاتي
بإمرةِ زيتكِ
- هذا المساءْ - أضيءُ
قنديلي شجرةَ زيتونٍ
أُعطيكِ كتابي سُلطاناً عليّ
أصابحُ سكانَ دمعيّ المزدحم
بجرعةٍ واحدة.
رمادُ المسافةِ كرمادِ الجناح
يُنقصُ احتمالاتي
قلّت..
احتمالاتي.
حازم عبيدو
[email protected]
*هذه القصيدة من مجموعة شعرية بعنوان "تتناوبين على بريق المعدن" التي ستصدر قريباً عن دار كنعان للدراسات والنشر/ دمشق.
08-أيار-2021
20-آذار-2011 | |
27-تشرين الثاني-2009 | |
04-تشرين الأول-2009 | |
02-تشرين الأول-2009 | |
25-أيلول-2009 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |