الفنان محمد شيخ الزور ليس حذاء ً بل مثالا ً يحتذى للرواد
2009-12-07
خاص ألف
الغريب في أمر - الزمن الرديء - هذه الأيام أنه ما يزال يسمح للقبضايات بالإبحار سباحة ،و" غيرن يربكوا الفلايك .." ؟.
والأغرب في الوسط الفني اليوم نكرانه لرواده ، واهتمامه بالفنانات المجالسات لسكارى الكباريهات . هؤلاء تراهن ،والسيارات بانتظارهن ،على أبواب نقابات الفنانين والفنانات ، لإنهاء معاملاتهن ، وخدمتهن ،والرواد الفنانون تائهون .. يقطعونها سباحة .
في يوم ٍ ما كان الفن مسبة ً للرجال أكثر من النساء ، وكان من يتجرأ على التشخيص( التمثيل ) يلاقي الإهانات والمسبات والنظرات اللاأخلاقية له ولعمله .
مع ذلك تجرأ البعض ولم يخش شيئا ً لا المجتمع المتخلف ولا لومه . وكان لهؤلاء ما أرادوا : ازدهر المسرح في سورية ، وكانوا رواده في مراحل مختلفة ، من(أبو خليل القباني ) أول المتجرئين ، إلى أسماء كثيرة في منتصف القرن الماضي ، وفي مدن ٍ سورية ٍ متعددة ، منهم من غادر مكرما ً ، ومنهم من لم يسانده الحظ فغادر دون أن يسمع به أحد ٌ ،ومات منسيا ً ، ومنهم من قضى مهموما ً بالذبحة التي حضرها له زملاؤه . ومنهم الفئة الأخيرة التي بقيت تقاوم معتقدة ً بأن ماضيها سيشفع لها وبأن القائمين على الفن والدراما لن يتركوهم دون عون ،وسيقدرون ريادتهم ، لكنهم أخطأوا أكثر من مرة لتأتي نهايتهم مختلفة ً عن الآخرين ، وربما تمنوا أن يكونوا قد ماتوا بصمت دون أن يصلوا إلى هذا الوضع ، وأي وضع ؟؟
في الذاكرة العتيقة لمسرحي ٍ من هذا الزمان
تعود بي الذاكرة إلى بداية السبعينات، ولن أغوص أكثر ، يومها كنا شبابا ً يافعين في الجامعة ، وكنا نتابع المسرح السوري ، وكان مسرحنا يومها في قمة ازدهاره، بدءا ً من الرواد الأوائل : نهاد قلعي – دريد لحام – أسعد فضة – محمد الماغوط -عبد اللطيف فتحي – سعد الدين بقدونس – محمود جبر – عمر حجو - رفيق سبيعي ، مرورا ً بجيل المسرح الجديد يومها : سعد الله ونوس ،ممدوح عدوان ، ووليد إخلاصي ،عبد الرحمن حمود ، فواز الساجر ،ولا بد من وقفة ٍ مع مهرجان مسرح الهواة الذي كانت تقيمه وزارة الثقافة ،ومهرجان الشبيبة ، وكان مسرحيو المحافظات يلتقون في تجاربهم الجديدة ، وجهادهم لخلق مسرح ٍ نوعي ٍ في سورية ، من هؤلاء - ليعذرني الأعزاء من حلب والقامشلي ، من إدلب واللاذقية ، من حمص ودمشق ، لأني لن أذكر بأسمائهم ،بل سأتوقف عند ظاهرة ٍ هو (محمد شيخ الزور ) من حماة ،والذي تحدى مجتمع تلك الأيام ، واشتغل مغردا ً لوحده مع بسيط دعم ٍ من بعض الشباب ليشكل تجربة ً مسرحية ً هامة ً في سورية ، بدأت من حماة ،ولم تتوقف ، فقد كان مثالا ً يحتذى ، لا ممثلا ً يبيع الأحذية .
الفنان محمد شيخ الزور مكرما ً
لا يمكن تصور ما كتب عن لسان شيخ الزور ، بل لا يخطر في بال أحد ٍ أن تصل الأمور برائد ٍ من رواد مسرح سورية إلى ما وصلت إليه : " بعد أن أمضى أكثر من أربعين عاماً في المسرح، وكان من مؤسسي مهرجان حماة المسرحي قبل عشرين عاماً من الآن، لم يكرمه أحد بل لم يتقاض راتباً واحداً منذ سنتين وحتى الآن وهي الفترة التي قضاها مديراً للمسرح القومي في مديرية الثقافة بحماة، هذه هي باختصار معاناة الممثل المسرحي محمد شيخ الزور الذي يقف اليوم أمام كراج باب طرابلس في مدينة حماة ليبيع الأحذية على قارعة الطريق ."
إلى هنا المقتطف ، لكن إل أين مصير رواد المسرح ،والفن ،والأدب ؟ وهنا مثال ٌ هام ٌ يقدمه شيخ الزور ،أهذا هو التكريم الذي يتوقعه رواد المسرح ؟ .
كما قلت يا أخي محمد ،إنه شرف ٌ كبير ٌ لك أن تجد أي طريق ٍ لتطعم أولادك ، ولهم أن يفخروا بك ، كما نفخر بك كمسرحيين ونقف معك .
سجيع قرقماز
××××
نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر.
في المستقبل سنعلن عن أسماء جميع المواقع التي تنقل عنا دون ذكر المصدر
ألف
08-أيار-2021
31-أيار-2011 | |
25-أيار-2011 | |
26-شباط-2011 | |
02-كانون الثاني-2011 | |
13-أيلول-2010 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |