خاص ألف

عندما ظهرت اليد العملاقة التي ظنناها يد الله لأول مرة جمدتنا الدهشة فأمسكت بنا بسهولة , و كان صراعنا للإفلات دون جدوى , شعرت بلسعة حقنة في مؤخرتي , و كذلك شعر سامح , أفلتتنا اليد فركضنا و كل منا يدعك مؤخرته بيده.

حتى بعد أن ظهرت علينا أولى أعراض المرض ظل سامح أقل مبالاة مني بما جرى , فهو يفترض أن كل ما تأتي به اليد خير , بينما أتعبني التفكير و أحنقتني يدي الصغيرة.

عندما ظهرت اليد ثانية منقضة كمخلب قفزت متدحرجا على الأرض مبتعدا عن موضع هبوطها , أخذت أركض , التفت خلفي فكان سامح واقفا رافعا يديه بامتدادهما إلى السماء مدليا رأسه نحو صدره , رفعته اليد .. قليلا ثم أنزلته , نظر نحوي صامتا ثم استدار مبتعدا و هو يدعك مؤخرته بيده.

بينما كان مرضي يشتد كان سامح يتحسن , أيقنت أني سأموت قريبا جدا وأنه سيبقى , أشعر كأني خدعت , وأن غضبي يفوق آلم موتي , و أن سامح يضحك علي في سره , أقلقني أن آخر ما أحس به كراهية.

شريف سمير

13/9/2009

×××××

نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر.

في المستقبل سنعلن عن أسماء جميع المواقع التي تنقل عنا دون ذكر المصدر

ألف