مهرجانات اللاذقية الثقافية اختتام مهرجان الكوميديا المسرحي الرابع في اللاذقية
2010-04-04
خاص ألف
اختتم مهرجان الكوميديا المسرحي الرابع في اللاذقية عروضه يوم الاثنين الماضي بعد أن قدم خمسة عروض ٍ : اثنان أجنبيان ( فرنسي وإيطالي ) والثالث من الأردن ، وعرضان محليان من إدلب ، والمعد العالي للفنون المسرحية ، وسط غياب ٍ للاذقية منظمة المهرجان .
حكايات لا فونتين :
كان العرض المسرحي الفرنسي بعنوان ( كان يا ما كان – الحكايات ) لفرقة مسرح (إيترانت ) ، عن نصوص للكاتب الفرنسي ( جان دو لافونتين ) ومن إخراج ( ويليام ميسغيش ) . وكان هذا العرض من أهم عروض مهرجان هذا العام ، من حيث التقنية ومن حيث الموضوع والتمثيل والإخراج . وكان العمل على الصوت والإضاءة بارعا ً في خلق جو ٍ مسرحي ٍ أخاذ جعل جمهور اللاذقية يصفق طويلا ً للعرض رغم الحاجز اللغوي ، حيث قدم العرض باللغة الفرنسية .
حكايات (لافونتين )البسيطة ، بمعالجات( ميسغيش) الفنية العالية الأداء ، تحولت إلى صور حيوانات ٍ لطيفة تقص علينا حكايا سمعناها مرارا ً من قبل ، لكن هذه المرة بشكل ٍ مختلف ، أو كما أراد المخرج أن يؤكد : " حيوانات لطيفة متنكرة بزي البشر ، أو بشر ٌ متنكرون بزي الحيوانات ."
المهم قدمت الفرقة الفرنسية عملا ً رائعا ً ، بطريقة ( المسرح الجوال ) أمتع الحضور كما يمتعها في عروضه في الأرياف والبلدات الصغيرة .
ميراندولينا من إيطاليا :
العرض الآخر المهم كان من إيطاليا ( ميراندولينا )وهو من إخراج (نيكولا فالينزانو) وقد تميز بتقنيات ٍ عالية و( شغل ٍ ) مسرحي ٍ واضح ، لفت انتباه الحضور،ورغم حاجز اللغة الأجنبية مرة ً أخرى فقد انسجم جمهور المهرجان مع العمل لكن بنسبة ٍ أقل من العرض الفرنسي
ميراندولينا ، قصة حب ٍ اجتماعية ٍ فيها قيم ٌ جميلة ٌ حركها أربعة ممثلين ، بسلاسة ٍ تنم عن فهم ٍ مسرحي ٍ وخبرة ٍ مستقاة من ( كوميديا دي لارتي ) بامتياز .
( من تشيخوف) للمهد العالي للفنون المسرحية :
من سوريا قدم طلاب المعهد العالي للفنون المسرحية ، وبشكل ٍ متقن ٍ عملا ً يكاد يكون مشروع تخرج ، أو ورشة عمل مسرحية ، تستوحي مادتها من بعض نصوص ٍ لتشيخوف ، وذلك بعنوان ( من تشيخوف)من إخراج الروسي ( فيودور ) وقد جاء العمل تحية ً لتشيخوف في ذكرى ميلاده ال150 . وجاء العمل منسجما ً جمع بين بضعة أفكار ٍ من نصوص تشيخوف في شكل ٍ مسرحي جعل البعض يعتقد أن النصوص مسرحية ٌ من أصلها .
( الزير سالم )من الأردن
ومن الأردن قدمت مسرحية ( الزير سالم ) عن نصٍ للمسرحي الأردني (غنام غنام ) ، للمخرج (د.مخلد الزيودي) . معتمدة ً السيرة الشعبية الهلالية كما تناقلتها الألسن ، وليس كما أبدعها في مسلسل ٍ يحمل الاسم نفسه الكاتب الكبير (ممدوح عدوان ) ، أو على الأقل الشاعر أمل دنقل في :
لا تصالح
أترى ،حين أفقأ عينيك
وأثبت جوهرتين مكانهما هل ترى ؟؟
هي أشياء لا تشترى ..
العمل مسل ٍ ، وهو ، في إطار الفرجة المسرحية ، عمل ٌ متقدم ٌ ويشد الجمهور ، كلن بحاجة ٍ إلى جهد ٍ أكبر في عمل المخرج ، وخاصة ً في التجمعات الكبيرة للمثلين . بشكل ٍ عام هو عرض ٌ ناجح ٌ ضمن المواصفات القياسية المتعارف عليها لدى الجمهور العادي .
(الحمار الميت ) من إدلب :
قدمت فرقة إدلب لاتحاد الطلبة قصة عزيز نيسين (الحمار الميت )من إخراج ابراهيم سرميني . وأقل ما يقال عن العمل (أنه بحاجة لعمل ٍ كثير ٍ كي يستوفي شروط العمل الناجح .
فالفكرة معروفة ، وعمل ( نيسين ) مشهور ٌ ، والكوميديا موجودة ٌ في الكلمة والجملة ، لكن في العرض المسرحي كان يجب على المخرج أن يقدم جهدا ً أكبر في هذا العمل .
مهرجانات اللاذقية الثقافية
الحديث عن مهرجان الكوميديا الرابع يقود إلى الحديث عن مهرجانات اللاذقية الثقافية التي يبدو أنها لا تحقق أهدافها إما لقصور ٍ فيها ،أو لعدم فهم الدور الثقافي الحقيقي ، وإما لأهداف ٍ أخرى يبتغيها القائمون ( الكسب المادي ) وهذا واضح ٌ جدا ً ، إذ كيف لمهرجان ٍ ثقافي ٍ ، يعلن عن رعاية وزارة الثقافة له ، أن يبيع بطاقة حضور ٍ لحفل ٍ يحييه عازف ٌ أو مطرب ٌ بألفي ليرة سورية ؟؟ وأيضا ً وفي السياق ذاته ، ورغم أن وزارة الثقافة قد بادرت منذ سنين بإطلاق (مهرجان ربيع الطفل ) في محافظات القطر ، والدعوة إليه مجانية وعامة ، فإن القائمين على المهرجان في اللاذقية قد سوقوه وباعوه ، وأعلنوا على شاشة التلفزيون العربي السوري أن البطاقات تباع في الأمكنة التالية ... وهذا هو هدفهم النهائي . والمشكلة تكمن في أنهم يسوقون كل ذلك تحت اسم ( مهرجان ) وبرعاية من( وزارة الثقافة ) وهنا يتبادر إلى الذهن : متى ستوقف وزارة الثقافة دعم هذه المهرجانات التي لا تتجاوز غايتها الربح المادي ، ولا بأس أن نذكر بمهرجان ( المونودراما ) الذي ألغى من ترويسة إعلاناته رعاية وزارة الثقافة من أجل مليون ليرة جاءته من الخليج العربي ؟ ثم عاد من جديد ليطالب برعاية وزارة الثقافة له .
مهرجان ( أغافي ) الذي يبيع البطاقة بألفي ليرة ، لم يقدم عملا ً ينتمي إلى الثقافة ،سوى إعلانه عن عمل ٍ مسرحي ٍ في العام الماضي ( ولم يتم عرضه ) لسبب ٍ بسيط أنه كان سيتسبب في بعض الخسارة المادية (للقائمين على المهرجان ). ونظرة إلى عروض هذا العام :
· في اليوم الأول مطربين يؤديان أغنيات لوديع الصافي . ( تحت عنوان : (تكريم وديع الصافي ) وما هو ه التكريم ؟
· في العرض التالي مطرب ٌ لبناني .
· في العرض الثالث عازف ٌ موسيقي.
ويسمي القائمون (مؤسسة أغافي) على المهرجان عملهم بالثقافي !! علما ً بأن المؤسسة كلها يديرها شخص ٌ واحد ٌ.
من ناحية ٍ أخرى فقد تعود أهل اللاذقية على آراء القائمين على الأعمال المسرحية والفنية ، ونسوا موضوعا ً هاما ً اسمه ( النقد المسرحي ) وبعض أو معظم العاملين في مجال المسرح استساغوا هذه الصيغة لسبب ٍ بسيط هو أن من يكتبون عن المسرح لا يكتبون نقدا ً بل مادة ً صحفية ً سهلة ً يلقنها لهم ( المخرج ، والكاتب ، والممثل ، والممثلة ) وهذه الصيغة تجعل من بعض الممثلين نجوما ً بعيدين عن النقد .
أخيرا ً هل يسمح لنا القائمون على مهرجان المحبة أن نناقش مدى نجاح وإخفاق المهرجان ، وخاصة ً بعد أن انتهت أعماله ، ولم نكتب قبل ذلك كي لا نتهم بإعاقته أو محاولة النيل من "نجاحاته المستمرة والمتواترة " ؟ وأي نجاح ٍٍ .؟؟
كيف تنجح المهرجانات ؟
يبقى أن نقول إن تعدد المهرجانات في اللاذقية هو ظاهرة ٌ إيجابية وجيدة لصالح هذه المدينة الصغيرة ، لكن مع قليل ٍ من الاحترام للجمهور ، فهاهو مهرجان نقابة الفنانين يقدم المسرح بعيدا ً عن الربح ، وكذلك مهرجان الكوميديا ، وأيضا ملامح أوغاريتية ، مع أن الإمكانات المادية المقدمة من أبسط ما يكون . لكن الهدف هنا هو تقديم أعمال ٍ فنية ٍ وثقافية ٍ غايتها أسمى من كل ما سبق .
ولا بد أيضا ً من الدعوة إلى إحياء ( مهرجان اللاذقية المسرحي ) ، وكذلك من إيجاد مهرجان ٍ عام ( اللاذقية الثقافي ) ليكون بديلا ً عن ( مهرجان المحبة ) الذي يصر الجميع على إبقائه رغم تآكله .
سجيع قرقماز
نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر.
ألف
08-أيار-2021
31-أيار-2011 | |
25-أيار-2011 | |
26-شباط-2011 | |
02-كانون الثاني-2011 | |
13-أيلول-2010 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |