البشرية، إلى أين ؟
خاص ألف
2010-10-23
منذ أكثر من عشرين عاما ً سألتُ الأستاذ يحيى السيد ( أحد أعضاء الجمعية الكونية السورية), عمّا يحدث في الكرة الأرضية وغلافها الجوي , من تلوث وتخريب من قبل الكائن الذي ُيدعى ( الإنسان ) أجابني ببساطة: أنّ الطبيعة عموما ً قادرة على ترميم نفسها , ومنذ ذلك الوقت و أنا أشاهد العجز المتنامي لإمكانية أن ترمم الأرض ذاتها من خلال آلية قوانينها الذاتية , نعم لقد تجاوزتْ أعمال التخريب البشري قدرة جهاز المناعة الكوني والطبيعي للأرض وما يحيط بها من طبقات الجو العليا , وما تحضنه في أعماقها من كنوز ومكامن الطاقات المختلفة .
لقد أصبحت البشرية تعرف معظم ما يحتويه كوكب الأرض ,حجم ونسبة كل مادة ,كمية الجليد ,المياه المالحة والعذبة , كمية النفط والغاز , احتياطيات الكون من الغذاء , كمية الهواء والغازات الموجودة والمنبعثة ,كمية الحديد والنحاس والذهب والكوبالت وغيرها من المعادن و عدد النمور المرقطة في العالم وعدد الحيتان والدببة وحيوان الرنة و الجواميس وكل ما يدب ويسبح ويطير ....
بالإضافة لذلك فإن عدد الفقراء والمحتاجين في العالم إلى ازدياد، وعدد الأمراض والمرضى أيضاً يزداد ونسبة الأمية إلى ارتفاع، وماذا بعد !؟
يقف العالم المتحضر ( مُقسِّم الأرزاق ) والحصص و الأدوار ,يُنّظِر كل يوم وكل ساعة ,عمّا يجب على الآخرين عمله و اتخاذه من إجراءات, بالطبع ليس هناك علاقة مباشرة بين الفقر والجوع والاستلاب والإرهاب .
الإرهاب ظاهرة وليست سلوك ,يمكن التخلص منها بالقتل المتسلسل والعشوائي للمدنيين والأصوليين أينما وجدوا في أفغانستان وباكستان والشيشان واليمن ونهر البارد وأينما حلوا .
لقد اُستغلت الأرض ومناخها خلال القرنين المنصرمين أبشع استغلال ,لقد نُهبت ثرواتها الباطنية و تلوث الهواء والماء والتراب ,فأغنياء كل مرحلة حولوا تلك الكنوز إلى دولارات تكدست في أرصدتهم البنكية ,التي تلعب دورا ً في تأجيج الحروب والصراعات أو إعلان الحرب الباردة أو المعتدلة ,طبعا ً حسب الرغبة وما تقتضيه المصلحة .
أظن بأن ما حدث و يحدث في العالم الآن ليس فقط ركوداً اقتصاديا ً بل هو انحسارٌ للأمل على الصعيد الإنساني , الحضارات القديمة قدّست الإنسان و نشاطاته الزراعية والمعيشية ,أما العصر الحالي فقد قهره وجرده من صوفيته الوجودية , أنت قوي بقدر ما تملك , وليس بقدر ما تعرف .
لم يعد أحدٌ يتحدث عن الحب خلا من يراهق ,الكل أصبح أمله لا يتجاوز صلاحيته أكثر من أربع وعشرون ساعة ماذا نعمل و ماذا نأكل!؟.. لا أحد يتحدث عن غدٍ أو بعد غد.
لأن كل شيء أصبح معلوما ً, هل من عصر جديد للثورات الاجتماعية و البشرية ؟ طالما أن الصناعية قد أُنجزت بالفعل على أيدي من أصبحوا يتحكمون بدرجات حرارة الكوكب والأرض !!
كل بقعة في وعلى الأرض مراقبة, ومحسوبة اقتصاديا ً كمخزون أو كمورد, هل من العبث أن نُعيد طرح رغبتنا في العيش بكرامة ؟؟
هل هناك فرصة للاختباء وتشكيل أحزاب على غرار ما كانت عليه في السابق، وتحريك الشعوب للقيام بانتفاضات وثورات لتغيير الواقع ؟
هل مازال هناك متسع من الوقت للحديث عن إنسانيتنا التي بتنا نخجل من شرحها لأبنائنا و أحبائنا ؟
08-أيار-2021
21-شباط-2011 | |
24-كانون الثاني-2011 | |
07-تشرين الثاني-2010 | |
23-تشرين الأول-2010 | |
16-تشرين الأول-2010 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |