الدين هو الحل ؟
خاص ألف
2010-11-07
منذ الخليقة والبشر يتواطئون فيما بينهم على كل شئ , دون أن يجتمعوا أو يتلاقوا مع بعضهم البعض , كأنك تحسبهم قد قرروا ذلك و اجمعوا عليه معا ً .
فالدين مثلا ً ضرورة مكملة لهذا الوجود ,لابد للكائنات من وجود مرجعية كونية لها , ما تنفك البشرية من الدفاع عن الدين ونواميسه , وتبدأ بالاسترخاء الاجتماعي والحضاري لفترة حتى تظهر التناقضات , فها هو الدين قد خرج من روحه و أصبح مجرد طقوس وعادات , بتمييزه بين أبناء الملةِ الواحدة , فما كان بالأمس تجليا ً و صيرورة قد أصبح اليوم طقسا ً أو طقوسا ً يُقاس به(بها) كل ما يدور في فلك الحياة اليومية .
الآن وبعد أن غادرت الشعوب عصرَ ولادة أديانها وذلك منذ زمن بعيد , ما زالت تبكي عليها , رغم انتفاء حجة وجودها , وحدها أنظمة المجتمعات العلمانية , قد حنّطت دور الدين و جعلته أقل من أن يكون حكاية قابلة للحياة , لقد استطاعت إخراج مجتمعاتها من حالة الاستكانة و الاستسلام إلى حالة المحاسبة والصحو .
لن تسمح تلك المجتمعات الآن لمشعوذ مثلا بسلب الناس أموالهم وتحديد مصائرهم وإرشادهم طريق الصواب, عن طريق استخدام الدين أو أدواته.
كل دين يحتكر حقيقة الحياة و ألغازها ويُنكر على الآخر ذلك , تشعّبت الأديان و أصبحت نسيجا ً معقدا ً يصعب تفكيكه أو صهره تحت أي شعار ,مهما حاول دعاة ومنظري الطوائف والإثنيات, النداء بوحدة الأديان و الخالق فهذا لا يحل المشكلة بل ُيؤجلها لتعود في صراع جديد .
ما هو الحل ؟
هل الحل بقراءة نقدية لكل دين على حده؟ وجمع المتشابهات ونبذ ما يتعارض ويؤجج الصراعات ؟
أم الحل في تجاوز ما هو دينياً وركنه جانبا ً ؟
هل الأخلاق بالشكل الذي يفهمه شرقنا الإسلامي والعربي تُمثل غاية بحد ذاتها, و هي تُغنينا عن العلم ؟
برأيي , ليس الإسلام هو الحل ولا المسيحية ولا أي دينٍ آخر .
هاهي أوروبا واليابان والصين و أمريكا قد أنجزت قفزتها الصناعية والعلمية وما زالت، دون أن تستمد من تراثها الديني شيئا ً .
الأرض التي كانت موطن الأديان السماوية يجري فيها استغلال الإنسان بأبشع صوره , هل يجب أن نذكر أن نصف سكان الكرة الأرضية لا ينتمون عقائديا ً لأي دين سماوي , وهاهي تمثل نموذجا ً في التنظيم الاجتماعي والإبداع العلمي والتكنولوجي على كل الأصعدة , ما علاقة المقدس الإلهي عند هذه الشعوب بما هي عليه الآن من تطور و تنظيم ؟
أليست المسألة أبعد من التمسك بمكنونات الكتب المقدسة التي تّدعي الصياغة النهائية للحياة البشرية والكونية بين طياتها ؟
أليست المسالة هي ما تعنيه الحياة الراهنة على الأرض من قيمة بالنسبة لهم؟
على الرغم من وجود الأمل دائما ً يبدو أن الحياة تدور في فلكٍ آخر غير فلكنا , وحسبي أننا شعوب تعشق الانتظار و الحتميات التاريخية و المراوحة في المكان, إلى أن يأتي مستعمر جديد, يُعيد علينا ما سبق و يغيرنا بقدر ما يريد.
08-أيار-2021
21-شباط-2011 | |
24-كانون الثاني-2011 | |
07-تشرين الثاني-2010 | |
23-تشرين الأول-2010 | |
16-تشرين الأول-2010 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |