تعلم أبجديةُ الغربِ ج 8 هيلاري جينكنس / ترجمة /
خاص ألف
2011-05-20
الشاي
يوجد نوعٌ خاصٌّ من الشاي اسمه - كما أعتقدُ - الشاي الذهبي . تضعُ الأوراقَ في قاعِ الفنجانِ . تسكبُ عليه ماءً حاراً من إبريقٍ فيه أزهارٌ ملوّنة . ترى الأوراقَ تصعدُ وتهبطُ لبعض الوقتِ . يذكّرني هذا بالأزهار اليابانيةِ المصنوعةِ من الورقِِ التي يستعملونها في أعيادِ الميلاد . يذكّرُني أحياناً بالجواربِ ، أو القمصانِ التي يأتون بها بحزمٍ بحجم علب الكبريت .. عدا عن تلكَ الوردات التي تسقط مراراً في ذلك الكوب . تبدو للعيانِ أشياءَ مذهلةً لو تمتْ الفكرةُ التي في ذهني . فكرةُ صنعِ قارب صغيرٍ . أعتقدُ أنّ ما أقولُه هو مقارناتٌ لأشياء تبدو سحرية .
لقد تغيرتُ في مجالاتٍ عديدةٍ . نعم. إنّني هنا مع مينغ مينغ . يمكنُني استعمالُ العيدان في تناولِ الطعام ، وأن أشربَ الشاي الأخضر . نسيتُ البي بي سي . أعتقدُ أنّ الرقابةَ مستمرةٌ علي والتقاريرَ تصلُ عنّي في أوراق مطويةٍ .
أتحدّثُ بصعوبةٍ مع والدي . توقفتُ عن التفكيرِ بكيث . لا أهتمّ إن وجدتْ شخصاً غيري . أجدُ أنّني أحبُّ التعليم . كتبتُ إلى القنصلية البريطانيةِ أرغب أن يجدوا لي عملاً .في مكانٍ آخر لأنّني أرغبُ بمزيد من المال . يمكنُني القولَ أنّني كبرتُ . هذا ما أتوقعُهُ . كنتُ كثيرَ الصراخِ . أتذكّرُ كيف صرختُ بأولئك النساءِ الفقيراتِ، كي يخفّضوا من أصواتهنّ خارج نافذتي . كما أنّني أهنتُ البروفسور الفقير نينغ عندما قرأَ لي شعرَه الرهيب . ضحكتُ عليه . تعلمتُ من مينغ مينغ كيف أنظرُ إلى الأشياء بحرصٍ ، وأجدُ فيها بعضَ المتعة . أدينُ لها بكلّ ذلك ، إن كنتُ شريفاً عليّ أن أقلقَ ثانية ، وافقتُ على موضوع الارتباط لأنّني لا أرغبُ في إيذائها . لكن حتى الآن لم أخبرْ والديَّ . لو عدتُ مع امرأةٍ صينيةٍ سأنظرُ في وجوههم . ماذا سيحدث ؟ أنا متأكّدٌ أنّهم سيحبّونها . هي شخصية محبّبة . ستعتني بي ، وتجعلُ أقدامي جافة .هي تعطي ، وتعطي ، وتعطي . لكن هل هذا ما أريده ؟
الوحدة السكنية
كلّنا في الصينِ نعيشُ في وحداتٍ سكنية . عندما يسألُك الناسُ أين تعيشُ ؟ فإنّهم يعنونَ بأيةِ وحدةٍ تسكنُ . وحدتُنا هي "الكليةِ " لدينا فيها حانوتُنا . بريدنا . عيادتنا . حديقة أطفال . السوق الحرة ، والمدارس . لدينا حصتنا من اللحم ، أو الدهن . من الماءِ الحار . من الثيابِ . البرتقال . الأرز . الطحين ، والأطفال . بالطبعِ هذه الحصصُ نفذتْ هذا العام في وحدتنا .
الخل
صنعتْ لها أمّها عباءةً من الحريرِ الأحمر . أنتم تعرفون أنّ الموديل التقليدي ضيقٌ على الوركين . كانَتْ أربطةٌ صغيرة معقودةً على الصّدر الأيسر من الثوبِ . مع بعض الزهور المطرّزة والتي لا تبدو جميلة . تقولُ : هي ثياب تقليدية من أجل المشاركةِ في الحفلات . أعطيتُها قلادةً جلبتُها من متجرِ الصداقةِ . أعتقدُ أنّها موديلٌ قديمٌ من معدنٍ زائفٍ ، وفيها حباتُ خرزٍ صغيرةٍ موضوعة على السلسلةِ الحمراء .
هي لا تريدُ خاتماً الآن إلى أن نذهب إلى إنكلترا . لا أحدَ هنا يرتدي الخواتم . هذا ما كان يفعله الملاك . كانوا يلبسونَ الخواتم . انظروا ماذا جرى لهم !
عملتْ لنا الكليةِ مأدبةَ . دعوا أشخاصاً من عشرةِ فصول متخصصة من هونان . رؤساءُ الدوائرِِ هناك . أعضاءُ الحزب . والداها . بعض الأكاديميين من الهيئات . هم يحتفلون في نهايةِ كل فصلٍ بشرب الأنخابِ . شربوا نخبي وشربتُ نخبهم . كلّ واحد منهم تحدّث عدا العروس . تلك هي العادات . غنوا وغنيتُ . أكلنا قثاء البحر . آذان الخشب . طبق الدوف المحروق النتن. طبق الرئيس ماو المفضل " ضفادع . أرجل لحوم كثيرةٌ قلوب وحويصلات من كلّ نوع . امرأة تدعى لو هي نائبة المدير . السيدة لو تسألُ النادلَ على الدوام أن يضيفَ الخلّ إلى النبيذَ كما فعلتْ الامبراطورة مانشو . قالتْ أنّ ذلك التقليدُ سيعزّزُ الحياةَ الطويلة لكلّ زوجين . شربتْ نخبنا بالخلّ ، شربتُ أيضاً نخباً من أجلِ صداقةٍ طويلة بين الصين وإنكلترا . شربنا أكثرَ وأكثر لدعم الصداقةِ بين أمتينا . إنّني متأكد أنني سمعتُ أحدَهم يقول أمريكا بدلاً من إنكلترا ثم صمتَ . السعادةُ في المستقبل تعني : الأبناء والأحفاد. شاهدتُ الوجوهَ تحمرُّ أكثرَ وبدا كلُّ شخصٍ منهم كأنّه شخصٌ آخر . عانقتُ نائبةَ الكلية . كلّ الأساتذة وزوجاتهم . الأساتذة المتدربون وزوجاتهم . والدا العروس الذين كانوا قد احمروا من كثرةِ ما شربوا ، وكذلك العروس . أنا متأكدٌ أنّني أفعلُ الصوابَ . الآن ثبتنا موعد الزفافِ في الشهر المقبل
زفاف
في الماضي كانتِ العادة أن تنقلَ العروسُ من بيتِ والديها إلى بيتِ عائلةِ زوجها . بعدها فقط يمكنُها أن تكشفَ وجهها وتكونُ هي المرة الأولى التي ترى فيها الزوجُ . أنا سعيدةٌ أن نفعلَ ذلك بتلك الطريقة . لكنّنا نبدو أنّنا وقعنا في الحبّ قبل ذلك .
قبلَ الزفاف أرادَ مني أن أبقى طوال الليلِ معه قلتُ : لا . ليس الأمر مستحيلاً أن ننتظرَ لأسبوع فقط . عندها سنذهب معاً إلى سريره خلال ما بعد الظهر من ذلك اليوم . قمنا في الماضي بفعل الحبّ . تأذيتُ من الموضوع قليلاً . لا أستطيع أن أخفي هذا على نفسي . عندئذٍ أخبرته عن أمر ذهابي إلى العيادة الطبية . امتلأ وجههُ بالرعب . قلتُ : قرأتُ عن ذلك في الكتبِ . لكنّني لم أرَ شيئاً من هذا يحدثُ من قبل . في إحدى المرات حاولَ أبي أن يصفَ تلكَ النظرةِ في وجه أخيهِ عندما قالوا لهُ : أنّه لن يستطيعَ رؤية إكسيو بينغ ثانيةً . لم يقلْ لي ماذا فعلوا لها .
السيد تين يصرخُ بي طوالَ الوقتِ . هل وضعها مثل وضعي ؟ لن أستطيعَ فعلَ شيءٍ . سيتحدّثون معي ، وفي الصباح أكون قد استنفذتُ طاقتي بسببِ قلةِ النوم . سيأخذونني للعيادةِ لأكشفَ عن عذريتي . ينتظرون خلف الباب . لكنّ السيد تين لن يرى ذلك . كيف يكون حالُهُ ربما عليه أن ينامَ نوماً عميقاً . يبدو أنني قد خسرته للأبدِ . عندئذٍ سيكونون جاهزين لأخذي سيتهمونني بالفجور ، ماذا سيفعلونَ لي بعدَ ذلك .
- هل أخبروكِ أنه عليك فعل ذلك ؟ يا له من شيء مخيف ! هل فعلتِ ذلك دون أن تسأليني ؟ أو تسألي الوالد . يا لكم من قاتلون !
الإعدام
قبلَ أن أتركَ بكين بيوم واحد كنتُ في مخزن الصداقةِ في الأول من مايو أبحث عن هدايا من أجلِ أن آخذها إلى المنزلِ . كان لي مرافقة جديدةٌ هي : شياو هونغ . لم تكن جميلةً بل كما يقول المثل : تشبه مؤخرة الباص . عندما تتكلم معي يبدو عليها الرعب الواضح . استدرتُ وقمتُ في جولةٍ في ممراتِ المتجرِ ، لكنّني لم أقرّر ماذا أشتري . هناك خيولٌ من سلالة تانغ . حزمٌ من الشاي . قططٌ مطرّزةٌ على الوجهين . فجأةً سمعتُ في الشارعِِ صوتَ ضجيجٍ وهياجٍ . كلُّ شخصٍ اندفع تجاه الشارع كي يرى الشاحنات تمرُّ وهي محملة بالرجال والنساء مع يافطاتٍ على أعناقهم كتبتْ بالأحمرِ . لم يجفّ الحبر بعد . وهذا دليل على السرعةِ في كتابته . استطعتُ أن ألمحَ وجوههم المذعورة . بالكادِ طافوا بهم بين الحشود الغاضبة . قالتْ لي شياو هونغ : حكومتُنا تضيّقُ الخناقَ على الجريمةِ . من أجل ذلكَ ُيعدمُ المجرمون .
- سألتها : ما هو الشيء الذي فعلوه ؟
- كان هناك على التلفاز ليلة البارحة . اللصوص القطط . تلك القطط هي التي تسلقت إلى الشقق الشعبية . اختلست . قتلت . اغتصبت .
والنساءُ ؟
قمنَ بفعلِ الفجور . أرادت أن أسألها عن ذلك . عندما سألتُها قالت: الوقوعُ في الحبّ مع الأجانب . الجنسُ قبلَ الزواج . لم تقلْ شيئاً عن الإجهاض لأنّ ذلك ينظرُ له طبيعياً في هذا العالم الزجاجي .
هل يمكن أن تقولَ لي هذا لأن مينغ مينغ قد غيرت رأيها ؟ لا تتمكنُ من تغيير رأيها . ليس هذا هو أسلوبُها . لم أشكْ في نزاهتها أبداً . ولو أنّ ذلك يضغطُ عليَّ. لا بالتأكيد . هي أيضاً تبدو لي تحتَ الضّغط . لقد لمحتْ لي أنّها قد لا تستطيعُ إكمالَ الأمر معي .
فجأة رأيتُ على ملامحِ مرافقتي شجاعةًً . كانتْ تقولُ ما تريدُ . عكس توقعاتي . لم أكنْ أنظرُ إليها حتى ذلك الحين . عندما ذهبتْ الشاحناتُ مع الحشودِ المذبوحة التي تسيلُ دماؤها . قالت : هذا ما كان عليه الحالُ عند الثورة الثقافية عندما كنتُ طفلة . أنا على يقينٍ أنّ الحشود تزداد على الرصيف حولنا .
- أين ذهبت مينغ مينغ ؟ ماذا حدثَ لها .؟ نظرت شياو هونغ إليَّ بتمعُّنٍٍ . لا تخبرْهم ما سأقولُه لك . لقد أحبّتكَ . استمروا في مراقبتها بسببِ ما حدثَ لوالديها . هل أخبرتك ماذا فعلتْ عندما كانت طفلة ؟ كتبتْ على السبورة ماو ثمّ وضعت عليها إشارة ضرب .
سمعتُ الناسَ يقولون : أنّ هذه جريمة هي فعلتها ، وسحبوا والديها إلى التحقيقِ . أرسلوا عمّها بعيداً . تعرّضَ والداها للضربِ قالت : أنّها هي من فعلت ، لكنّ والديها عوقبوا نيابة عنها . لذا أعتقدُ أنّها كانت تريد أن تترك الصين بأقصى سرعة . لم تستطعْ مسامحتهم . القادةُ الكبار مازالوا أنفسهم . كلّفوها أن تكون مرشدتك ليجرّبوها . هم يعرفون أنّها وقعتْ في حبكَ . كانوا يتمنون أن يتمَّ هذا. لن يسمحوا لها أبداً بالزواج منك .
- أين هي ؟
إنّها في شقّتها . عندما قرّروا ماذا سيفعلونَ بها . أرادوا أن يرسلوها إلى الريفِ . هي أرادت أن تحدّثكَ . سألتُها عن ذلك . عرضتُ عليها أن تعطيني رسالة لكَ . أعطني هذه الرسالة. لا ترغبُ أن تغيّرَ رأيها . تقولُ بأنّها لا تتذكرُ أبجدية الغربِ بشكلٍ كافٍ لتكون قادرةً على التحدث بها .ثانيةً
- أستطيعُ أن أحادثُها بالصينيةِ .
ابتسمتْ لي : أنت أجنبي . تعتقدُ أنّكَ تمتلكُ العالم وتعتقدُ أنّك تعرفُ كلَّ شيء . أتيتَ إلى هنا وضحكتَ علينا ، هل يمكنكَ رؤية ما فعلتَهُ بها ؟ لقد أحبّتك . ليتكَ تعرفُ ماذا تعني لها الحياة اليوم ؟ لا يمكنُكَ أن تتخيّلَ كيف ُيضربُ والداك من قبلِ طلابهم . لأنّ أحدَ الأشياء الصغيرة فعلها طفلٌ من أجل المتعةِ . عليكَ أن تتخيلَ كم كانتْ شجاعة وما زالت . صنعتْ الأشياء بجرأةٍ . لكنها مطلوبةٌ من والديها الآن .
أخذتُ الحقيبةَ التي أعطتني . كتابٌ صغيرٌ فيه قّصةٌ عن امرأة محاربة تشبه فا مو لان كما فهمتُ . ستحملُ مشاعر الاستياءِ والغضب من العائلة بجسد نحيل .
اشتريت خمسةً من الأحصنة من نوعِ تانغ . وعاء من أجل الشاي المعطر وأوعية لشربِ الحليب مرسوم عليها أرنبٌ سعيد . عدتُ إلى شقتي . تسللت داخل اللحافِ وبكيتُ .
08-أيار-2021
04-تموز-2020 | |
19-كانون الثاني-2019 | |
10-كانون الأول-2015 | |
19-تشرين الثاني-2015 | |
05-تشرين الأول-2015 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |