صباحُ الخير يا وطني
خاص ألف
2011-08-08
صباحُ الخيرِ . صباحُ عيون الأمهاتِ النائماتِ على الضيمِ .
أقبّلُهنّ . أقبّلُ أجسادَ البراعم الغضةِ الطريةِ التي رحلتْ إلى السماء
أقبّلُ أقدامَ الشهداء .
في لحظةِ حزنٍ . في غمرةِ دمٍ. في موجةِ كذبٍ . جفّت دموعي .
أينَ هي من دموعِ الأمهاتِ !
ستبقى تلكَ العيونُ الصابرةُ . تنزفُ إلى آخر ِيومٍ من العمرِ .
الدمعُ لا يكفي . نفذَ مع الغصةِ الأولى .
دمُ الشهيد لن يذهبَ مادام هناك أمهاتٌ . تنزفُ عيونها بدمِه بدلاً من دمعها .
قد نكونُ متفرجين على مشهدِ الدّم . متبلّدي الإحساس أمامَ ما يجري .
تسقطُ من عيوننا بضعُ قطراتٍ . لا تمنعُنا من الأكلِ والشربِ ، نوهمُ أنفسنا ، ونجاملُها . نقنعها أنّنا مازلنا نحملُ ضميرَ الإنسان .
نناقشُ بعضنا حولَ : إن كانَ من خرجَ للتظاهرِ من المسجدِ ، أو من مكانٍ آخر. يستحقُّ القتلُ ، أم لا ! نوافقُ على قتله لأنّنا علمانيون!مصطلحُ العلمانيةِ هذا فريدُ عصره . العلمانيةُ : تعني فصلُ الدينِ عن الدولة . لا علاقةَ لها بالأشخاص الذين لا يؤمنون بالدين .
نلهي أنفسَنا بتلكَ الكلماتِ، كي لا نتّخذَ موقفاً من الأحداث ، ريثما تميلُ الكفةُ إلى جهةٍ ما .
نعرفُ أنّنا مزيّفون عن سابقِ إصرارٍ وتصميم . تحوّلنا إلى كتلةٍ من ثلجٍ اصطناعيّ . عديمةُ الإحساس بحرارةِ الميلاد .
هو ميلادٌ جديدٌ ، وحبٌّ جديدٌ، يحلُّ فينا .
وعدَنا المسيحُ بهِ . عندما أراد أن يفدينا .
كلُّ مسيحٍ يفدينا ، يقومُ في ليلةِ دفنه ، في ميلادٍ جديدٍ . يكونُ لنا فيه عيدٌ .
لذا أدينُ بدين المسيحِ. رسولُ المحبةِ والسلام
رسولُ الفداء . علّمنا كيف نفدي البشرَ .لننقذَهم من الظلم .
أدين بدين موسى . لولا موسى لما عرفنا أعمالَ فرعون ، ولبقي الفراعنةُ آلهةً إلى الأبدِ .
أدين بدين محمد ، حرّم عبادةَ الأصنام .
لولا تحريمه لها ، لكانَ الصحابة . الخلفاءُ الراشدون ، الأئمةُ السابقون واللاحقون ، والحجاجُ ، وصدام ، و . . و . . . كلّهم آلهةٌ . لهم أصنامٌ نعبدُها ، نسبّحُ بحمدِها . نصنعُها من الطعام أحياناً . لتكونَ بركةً علينا في العيد .
أدينُ بكلّ الأديان .
ولا أدينُ بأيِّ دين . ديني هو دينُ الإنسان .
أراقبُ جسدي . أتحسّسُ شراييني . تنزفُ على الدوام . لا أعرفُ إن كانتِ الدماءُ منّي أم منهم َ. ضعتُ فيهم .
دماؤهم تنزفُ من جسدي ، ويموتُ الحبُّ في بلدي .
تحلّ الظلمةُ في أرضي . ينامُ الضمير مهزوماً .
يموتُ على مشارفِ الانتقامِِ من حياةِ الإنسانِ
أطلبُ منهُ – أعني الضمير - أن يصبغَ وجهَ الضحيةَ بدمائها . بعد أن قطعَ أوصالَها حجّاجٌ . لا أرغبُ أن أراها شاحبةً .
في تاريخِنا . يقومُ حجاجٌ من القبرِ كلَّ بضعة عقودِ . ليضعَ على أوراق أحفاده الأختام . من ترونه قام اليوم . ليس المسيح .. .
حضارتنا مبنيةٌ على فكرِ الحجّاج . وصهوةِ حصانِ الجّلاد . أرضنا ينبتُ فيها اليباب .
أعدُّ الصمتَ على أصابع يديّ .
أعدُّ الذلَ في ساحاتِ العزِّ
النشوةِ بالانتصار الكاذبِ . في ساحاتِ المذلّةِ والانكسار .
أعدُّ النكساتِ والهزائمَ ، الفاضحات من الأخبار .
أعدُّها بالعشرات :
عشرة .عشرون .ثلاثون . أربعون . خمسون عاماً .
لن تنتهي الحكايةُ بالعدِّ . سأبتعدُ عن عبادةِ الأرقام ، والأصنام . وكلّ ذبحٍ حرام ، أو غير حرام . أخشى أن يأتيَ كائنٌ أقوى منّا . يذبحُنا ذبحاً حلالاً على شريعته ، ويأكلُنا . نحنُ في النهايةِ بالنسبةِ له . مجرّدُ أغنام .
أغنامٌ تنمّرتْ اليوم على الهشِّ بالعصا . بعدَ أن ذهبَ عنها السحرُ . عادتْ إلى أصلِها . هي اليوم اسمُها" الإنسان" ، لن يرضى بالذلِّ والهوان . .
08-أيار-2021
04-تموز-2020 | |
19-كانون الثاني-2019 | |
10-كانون الأول-2015 | |
19-تشرين الثاني-2015 | |
05-تشرين الأول-2015 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |