..وأخذنا نجوب الغرفة ونرقص. وقصص أخرى
خاص ألف
2012-02-01
..وأخذنا نجوب الغرفة ونرقص.
أحيانا تفاجئني عارية تماما، وأحيانا تخلع ملابسها قطعة قطعة وهى تتلوى وتئن، مزّقتها، نثرتها في الشمس، صنعت لها قلبا جديدا أبيض وفستانا رائعا، هدأت أخيرا، فضممتها بشدة..
تبشيع.
النار تشتعل، تضّطرم، تتجمر، تتوهج بها دائرة الوجوه المتراصة المتقاربة ، والشيخ يمسك باليد الطويلة للطاسة يلصقها بالجمر، يدفسها، يقلّبها، يرفعها في الهواء لتتوهج، ينظر في عينيّ المتهم، يخترقه، ينحني فوقه، يغرقه بصوته: النار شديدة، تكتشف الكاذب تنتقم من المذنب.
يتحشرج : لكني لم أفعل، أقسم 0
ما ينفع، قد شهد عليك ثلاثة.. ثلاثة.
يشعر بالوهن، يملأ عينيه الجمر، تقترب الطاسة من فمه: إلعق.
يمد لسانه، يحترق، يصرخ0
يقول الشيخ : مغفوف، مذنب.
في غرفته تطالعه المرآة بوجه آخر،لا يهتم، يأتي المذياع بالأخبار، لا يهتم0 يتجه إلى نتيجة الحائط، ينزع الورقات واحدة تلو الأخرى، يتوقف عند ورقة ما، ينظر إليها، يقرأ الحكمة على هامشها السفلي: الواحد أقرب إلى صفر منه إلى ثلاثة . يصرخ.
غزل.
فوق، من شرفة الطابق الخامس، رأيت أربعة فتيات تمشين في الشارع، من الأعلى أرى الشعر الأسود والأصفر، المسيّب والملفوف تندفع أمامه وخلفه الأثداء والأرداف، قفزتُ، في الهواء أجاهد لأجعل ظهري للأسفل، أصطدم بسقف السيارة المحاذية للرصيف، يتدلى رأسي على زجاجها الأمامي مفتوح الفم والعينين، والدّم ينساب كنهر من شعري على زجاج السيارة ومسّاحاتها ومقدمتها التي تفصلها عن الفتيات خطوة واحدة.
ركلتان.
ظهرا تأتي السيارة، تتوقف، ينزل منها رجل يحمل رجلا آخر، يتجه إلى شاطئ الترعة، يلقي حِمله على المنحدر، يحجزه البوص، بهدوء يشمر جلبابه الأبيض، يهبط خطوات، يوجّه ركلةً قويةً، يتدحرج الحِمل لكن لا يصل إلى المياه.
ليلا، أمين الشرطة برغم زيّه الأبيض لا يظهر وسط الظلمة، يزحف نازلاً، يسبّ كثيرا، وبكل حنقه يوجّه ركلةً للرجل الصامت يلتقي بعدها بالماء، وفيه لم يظهر أبداً أنه يبتسم.
زميلتي القديمة جدا .
هذه ..؟؟
كانت تجلس بموازاتي في امتحان الرياضيات أيام الكلية، ولم تمانع في تغشيشي برعاية المراقبات الرحيمات ..اسمها..؟؟ ذات مرة أوقفتني أمامها في المدرّج وأخذت تمشط شعرها تحت ظلي وهي تضحك وتقول: شريف منّا وعلينا .. أذكر أن اسم أبيها ذو رنة مميزة، لو تذكرته لتذكرت اسمها .. آخر مرة رأيتها قبل سنين، كنت أبحث عن عروس وكانت أصابعها خالية من الدّبل، الآن أنا زوج وأب، ترى كيف حال أصابعها ؟
اسمها ..؟؟ اسم أبيها ..؟؟ كان شعرها أيام الكلية قصيرا وخفيفا، عندما قابلتها في الميكروباص بالحجاب بعد الكلية لم أعلّق كما لم أعلّق من قبل على شعرها، لا أذكر هل دفعتُ لها الأجرة أم دفعتْ لي .. اسمها من النوع ثنائي النغمة، كذا كذا فقط، فلا يدفعك للبحث عن جد أو لقب، يشعرك بالاكتفاء ..
شريف سمير مصر
08-أيار-2021
25-شباط-2014 | |
16-كانون الأول-2013 | |
08-تشرين الأول-2013 | |
20-آب-2013 | |
28-نيسان-2012 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |