مدارات
خاص ألف
2012-02-06
تضيقُ الجدران عليّ ، تحاصرني. تتّسعُ من جديد .
تموتُ الحياةُ في لحظةِ حبٍّ لها.
أعيشُ أحلامي دون حلم ينقلُني إلى عالمٍ جديد.
تمتلئُ الأيّام بعبقِ رائحةِ الجمرِِ ، ليس فوقَ الجمر رائحةُ قهوةٍ تجعلني أصحو من العجز.
أنتفضُ. أثورُ. أنتزعُ صمتي. ، يأخذني الغضبُ إلى المجهول
أنادي على الأشياء. على الأسماء . تندثرُ كلّها في سكونِ المغيب
يدخلُ في العمقِ كلامٌ عذبٌ. أنسى ما فكّرتُ بهِ. تضيعُ عليّ الدروب
أسيرُ من طرفٍ لآخر في أرجاءِ نفسي. تضيقُ بي، أروحُ وأجيء في غرفتي التي لا يزيد طولها عن خمس خطواتٍ. أتخيّلُها تتّسع بالتدريجِ ثمّ تصبحُ لا نهائية ، أرحلُ معَ خطوطها المتوازية ، ألتقي بالفراغِ أو بجدارٍ يتركُ بصماته على رأسي. أقعُ في جميع الأبعادِ. أفتّشُ عنّي ، وأسافرُ في دوائر حلزونيةٍ إلى الماضي. أقرّرُ أن أطفوَ إلى السطح. أخلعُ حذائي بمحاذاة تاريخي. أمرُّ بين الدوائر الملفوفةِ على خطّ مستقيم ، فإذ بي في غرفتي التي لن أتعوّد عليها مهما طالَ بي الزمن. قرّرتُ أن لا أتعوّدَ على كلّ الأشياء التي تنتقصُ مني ، ومن بينها غرفتي.وحياتي ، والزمن الجديد.
أخرجُ إلى الحديقةِ كي أتأمّلَ هذا الكون. أرى الطيور. أتشاجرُ معها.لا تعبأُ بي. لها عالمها الفارغ المضمونِ. الشبيه بعالمي. حياتُها شقاء. تكافحُ كلّ يوم من أجل عدم الوقوع في شركِ البشر.
تشاجرتُ معها. كي أفتعلَ سبباً للغضب.
نظرتْ. لم تكترثْ، فمثلي الكثير يمرُّ قربها
العصافيرُ تغني على أفنان أشجارِ الحديقة.
حفظتُ كلماتها ، ففي كلّ يوم أسمعها تردّدها
هي جملةً واحدة تقولّها على الدوام " كم أنتِ غبية أيتها المرأة !"
تستفزُّ الطيورُ تشتّتي . أشتمُها. تهدّدُ صمتي.
ارحلْ من أمامي أيّها العصفور. هيا ابتعد.
يا للطيور العنيدة ! لا ترحلُ. لا تخافُني
توقّفي عن الغناء. لستُ غبيّةً كما تقولين.
بل إنني كما تقولين تماماً : غبية بامتيازٍ. في زمنٍ أصبحَ يباعُ الذكاءُ في السوقِ.
الوحوش تخافُ البشر، وهذه الطيور الصغيرة لا تخافُني .
اقتربتُ من صديقتي " النخلة التي كانت معصوبة الرأس "بدتْ شابّةً تخلّتْ عن عصابة رأسها. جلستُ على مقعدي قربها. علّها تحدّثني عن شيء ما . كانت منصرفةً عني بتجديدِ شبابها. حضنتُها. ضربت رأسي بها: إنّي هنا. لم تعرني اهتماماً.تحسّستُ جبهتي رأيتُ دماً دافئاً يخرجُ منها. عدتُ إلى وعيي.
لن أهتمّ لموقفكِ أيّتها الشجرة. سأقفزُ وأغني كي يتغيّرَ مزاجي. الشوارعُ خاليةٌ. الجميعُ نيامٌ إلا البعضَ الذين يمارسون وحدتهم مثلي من خلال تمارين رياضية.
لا أحدَ يعرفُني. ثيابي الفضفاضة ، وغطاء رأسي الذي أمسكُ أطرافه بأسناني. لا يظهرُ منه إلا جزءاً من عيني اليسرى.
أكلتُ بعض أوراق الأشجار الساقطة ، وبعض الثمار من تحتِ الأشجار. خرجتُ من الحديقةِ باتّجاه المنزل. رأيتُ قطّة تتمطى. تحدّثتُ معها. تبعتني.ركضتُ. ركضتْ. قد تكونُ جنيّة. إنّني الآن هادئة كالثلج. أشعرُ باللاشيء الجميل ينمو في داخلي ، والبلاهة تسكنُني. لا أسمعُ من يحدّثني ولا أتواصلُ بالنظر معه. هي حالة عادية تمرّ بي أشعرُ بعدها أنّي متألّقة في عالم... !
أعودُ ، وكأنّ شيئاً لم يكن.وقورةٌ كما عهد الجميع. يتزاحم أولادي على إرضائي. أحضّرُ طعام الإفطار. أفكّر بالأمور التي فعلتها في الصباح. أعجبُ بها. مارستُ بعضاً مما أردته دون وعيّ . عقلي الباطن هو الذي وجهّني إلى شيء يشبه الجنون. لا أبوح به إلا لنفسي.
أردتُ أن أوَصّف حالتي. رأيتُ أنّها : التأمّل الفعّال مع الغضب. تركُ الغضب يأخذُ حقّه. خذْ حقّك. أوامركَ على رأسي ! هي مقولةٌ جديدةٌ في السيطرةِ على الغضب. كي تسيطرَ على الغضب. تمتّع به. دعه يسيطرُ عليك !
08-أيار-2021
04-تموز-2020 | |
19-كانون الثاني-2019 | |
10-كانون الأول-2015 | |
19-تشرين الثاني-2015 | |
05-تشرين الأول-2015 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |