جزءٌ من ذاكرةٍ
خاص ألف
2012-02-13
احتفظتُ بجزءٍ حيّ من ذاكرتي . يحاولُ المرور إلى الجانب الآخر من يأسي . يتمزّقُ . يرتمي أمام مراكبَ عتيقة يقودها رجالُ يدخنون سجائرهم، ويشربون الخمر الرخيص .
انتصاري يأتي على شكلِ هزيمة مدويّة. يمكنُني الصمود في وجه الانتصار
مملوءةٌ بالألم . مسكونةٌ بالغضبِ . مريضةٌ بالخجلِ . أكتمُ صرخاتي، أعجبُ لماذا لا يسمعني أحد ؟
تحدثُ هذهِ الأمور لي . في كلّ الأوقاتِ .
أعودُ إلى طبيعتي . أبحثُ عن السعادة والسرور .
لو كان للعالمِ وجدانٌ، لشعرَ أنّي محاربةٌ من زمنِ الموت .
أمشي على رصيفٍ أتسوّلُ منه الخبز . أرزحُ تحتَ كوابيس اليأس
مازلتُ على قيدِ الحياةِ . مدفونة في ساحاتٍ تصرخُ
أسيرُ في نومي دون حذاء . أجدُ فردةً منه تتّسعُ على قدمي . أقذفها وتعلقُ في وصمةِ للتاريخ .
أنتصرُ انتصاراً أجوفاً،ليبقى جزءاً من ذاكرتي المنبوذةِ في دوّامة الحياة
ينظرُ إلى الحذاء الذي مازال معلّقاً
. . .
بلون الأرض المضرّجة بالدماءِ أيامي . بطعمِ الموتِ أحلامي
صوتُ القتل يغلّفُ روحي . الزيفُ يملؤني . نجومُه يخطفون ألواني . تبهتُ أمسياتي وتتحوّلُ إلى المزيفين، أفقدُ نفسي بينَ فجواتهم
على رصيفٍ تفوحُ منهُ رائحةُ العهر . تتهامسُ عليّ نسوةٌ ينتظرنَ الحبّ المأجور .
يتحدّثن مع الغرباء عن المغامراتِ . أصواتُ ضحكاتهم تشبه البكاء .
فلا ثقة ولا شوق، ولا انتماء
الشمسُ تفرُّ من أمامي قبل أن تسقط في المساء
ويعيش داخلي ليلٌ ينذرُ بالفناء. أفتحُ صدري .
لا زيف يسكنُني طهّرتني تلك الدماء .
. . .
حبيبي . لم تعدْ وحدك لي حبيباً .
قلبي يرتجفُ بحبٍّ جديدٍ بعيدٍ . هناك
يريدُ أن يفديه من مذبحةٍ، أو يعطيه حياةً جديدة
كي يكملَ . . الحبّ والانتماء
حبيبي . وقعتُ في الهوى مرةً أخرى .
لا تلمني
قلبي يرفُّ كالطّير في حبّه لمنشدٍ يغني كلماتي
أنتَ تعرفُها . كتبتُ كلماتها لكَ في زمنِ الخوف . كبتُّ نغماتها . تغنّى اليوم في الساحاتِ
حياتي التي نسيتُها دهراً. يهتفُ بها حبيبي الجديدِ.
في مدنٍ لم أكن أعرفْ أسماءها . كلّها تنزفُ بالنشيد
بالفرحِ والعيد الجديد
المنشدُ يغنّي كلماتك أيضاً . يذكّرني بكَ . أراهُ أنتَ .
تحضنُني وتكتبُ بالدّم على أرضِ المدن كلّ الحكاياتِ
ومع جوقةِ المغنين لأناشيد الحياة
أعانقُكَ . ويسقط حبّي شهيدا
تكملُ الجوقة النّشيد ,اعشقُ منشداً آخرَ . ثمّ آخر. رغم التهديد
ذراعاي مفتوحتان . أتلقى بهما عذابات النساء، وأضمُّ إلى صدري أطفالاً سيولدون لمغتصبات . .
ينزفُ ضميري باللوم . أخجلُ من الإنسان . من الزمان، من كلّ الناطقين بالضاد . وبكلّ اللغاتِ
لا تعاتبني حبيبي إن أحببتُ غيرك . لم تحضرْ عرسَ الشهداء
غضبتُ منك .
تمنيّتُ لو كنت شاهداً على حبّي الجديد !
وقّّعَ على صكّ حبّنا اثنان غيرك
امرأةٌ ممزقةُ الأشلاءِ، وطفلٌ وليد
. . .
أسمعُ صوتَ الانتصارِ . . . الانفجار . . الموت
أشاركُ بدمعي، ما أجدتُ يوماً سوى البكاء
للنصّرِِِ طعمُ الحزن .
وفيهِ لونٌ الزهرِ يتبعثرُ على القبورِ، والنسوةُ تصرخنَ
في بلادٍ اسمُها وطني. لا تعرفُ النساء سوى العويل
هنّ مثلي باكيات
سآتي حبيبي. كي أقبّلَ كلّ القبور وأبكي ساكنيها
أحبّبتهم واحداً تلوَ الآخر
ودّعتهم بقلبّ خائفٍ أكثر من خوفي لحظةِ وداعك
لا تلمني إن وقعتُ في الهوى. وأحببتُ آخر
كنتَ غائباً عني في عرسِ الدمّاء
أحببتهم كلَّهم، وكلَّهم رحلوا إلى السماء
08-أيار-2021
04-تموز-2020 | |
19-كانون الثاني-2019 | |
10-كانون الأول-2015 | |
19-تشرين الثاني-2015 | |
05-تشرين الأول-2015 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |