همساتُ حبٍّ
خاص ألف
2012-03-05
أهمسُ في أذن امرأةٍ
خبّأتُ لها وردةً حمراءَ من آذار
أهديها لها اليوم في " عيد المرأة "
جلبتُ زهرتي من زمنِ الخوف .
احتفظتُ بها من أجلِ امرأة تشبهُني
فتّّشتُ داخلي . عن امرأةٍ . أنثى . أخت . أمّ .
كلّ صفاتي ضاعتْ . لم تعد تسكنني
أبحثُ عن أنثى أهديها آهاتي . حكاياتي
تسكنُ قلبي . تلهمُني .
ضاعت مني الأنثى
أبحثُ عنها في زمني
. . .
يا زمناً يسرقُ منّي
أيامي . أحلامي . قلبيَ الموجوع .
عندما أتى إلي الهوى . لم يكن للحبّ طقوس
لم يكن للعواطفِ حدود .
أصبحتِ القلوبُ تتدحرجُ حيّة
والورود المرشوشةٌ بالعطر.
قبلَ الميلاد تموت
سرقناها معاً من سياجِ الجيران .
لم يعد عند جيراننا وردٌ، ولا سياج
الشوارعُ التي ركضنا بها باحثين عن أنفسنا
أصبحتْ أنقاضاً ، وأمانينا باتت بؤساً وهواناً
الآمالُ التي كانت تجري في نفوسنا كالأنهار
انهارتْ تحتَ ضرباتِ الانكسار
. .
يا زمناً تعبثُ بقلبي
أعدْ لي ما سرقتَ
هويّتي . كرمي . أشجاري
تاريخيَ المسلوب من قبلِ التّّجار
أعدْني طفلةً
خلقتُ مع الهوى فوقَ شجرة في غابةٍ منسية
كلّما سمعتُ كلمة : الموتُ من أجلِ الوطن
أبحثُ عن الوطن
هل تعرف معناه ؟
أين يقيمُ الوطن ؟
هو كذبةٌ . فلا أوطانَ دون حياة .
لا وطنٌ دون إنسان .
ليس وطناً يموتُ الناس فيه كالقطعان
. . .
لهيبُ الحبّ يشغلُ الفراغَ في صبري
ونارُه تضطرمُ في وجداني
تطهّرُ جسدي، يعانقُ روحي المنفية
أرحلُ إلى منزلنا حيث والدي
جيراني . إخوتي . أصدقائي . أمي
أريد أن أعانقَهم . أتحدّثَ معهم
هل منزلنا هو الوطنُ الذي أبحثُ عنه ؟
خذني إلى بيتي حيث كنتُ طفلة
إلى غرفةٍ ترابيةٍ
قلبي يقيم فيه . لم يرحلْ بعد
يكتملُ عمري في منزلٍ هناك
تضجُّ مشاعري بالحبّ . أبكي معها
يمسكُ حبيبي يدي . أمشي مغمضة العينين
وأرى هديّة منه لا تعجبني .
ليست ثمينةًٌ كما توقّعتُ .
كم مرةً قلتُ لك حبيبي :
لا أحبُّ الهدايا الرمزيةِ
سأحبّها مع الزمن من أجلكَ فقط .
لبستُها في عنقي . تعوّدتُ عليها
ثمّ بعتها
أرغبُ أن أستعيدها
. . .
في يومٍ من آذار يستفزّ فرحي
في تغريبٍ قاتلٍ لسعادة لم تولد
لم أنسَ تلك الأنثى
احتفظتُ لها بوردةٍ حمراءَ من آذار
آذارُ البعيدُ الغارقُ في أساطيرِ الحبّ والحياة
آلهة الخصب تتبارى معي
في انتظار أن تنفتحَ بوّابةُ السماء
تنيرُ الشمسَ بستاني الخلفي
ويحترقُ الطائرُ الذي يعلو الشجرة
تخرجُ منه يرقة تصبحُ طائراً عملاقاً
تعود إلى موطنها
تلك اليرقة هي الأنثى التي أبحثُ عنها
موجودةٌ في داخلي
مازلتُ أحترقُ . لم أتحوّلْ إلى رماد
. . .
خبّأتُ وردةً حمراءَ من زمن الحبّ
كي أهديها إلى أنثى
وجدتُها : "حمص" أنثى تشبهني
خبأتُ لها وردتي الحمراء
تحترقُ الآن مثلي
من بين رمادها ستخرجُ العنقاء
ونحتفلُ معاً بيوم معدّ للنساء
ويكتملُ الحبُّ في مدينةٍ
اختارتها الحياة للفداء
......
بمناسبة " يوم المرأة العالمي "
08-أيار-2021
04-تموز-2020 | |
19-كانون الثاني-2019 | |
10-كانون الأول-2015 | |
19-تشرين الثاني-2015 | |
05-تشرين الأول-2015 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |