النيروز Newroz
خاص ألف
2012-03-19
نيروز مبارك لكلّ المحتفلين بالنّيروز . يقالُ أنّ النيروزَ عيدٌ فارسيّ ، أو عيدٌ كرديٌّ ، أو شيعيٌّ . قد تكونُ كلّ تلك الأعياد هي النيروز الذي نتحدّث عنه ، والذي يبتدئ بالانقلابِ الربيعي، وتبدأ فيه السنةُ الجديدة عند الشعوبِ القديمةِ . لكنّه أخذَ في سوريا شكلاً آخر . فهو العيدُ الوحيدُ الذي يحتفلُ به الأكراد كعيدٍ شعبيّ قوميّ . نحنُ " كطائفةٍ " نحتفلُ بالنيروز في أماكن العبادةِ . لم نسألْ يوماً من أين أتى. بل إنّ أغلبنا لا يذهبُ إلى هذه الأماكن ليحتفلَ به .لكنّه يشدّنا إليه إن كان يوماً احتفالياً نضالياً لقومية من القوميات السورية كالأكراد .
أصبح النيروز اليوم عطلة رسمية تحت اسم" عيد الأم "وهذا تمويه يشبه الكلمات المموهة الأخرى. كانت هذه العطلة بعد نضالٍ مريرٍ للأكراد . حيث كان أغلبُ الأكراد يعطّلون في هذا اليوم منذُ البدء، ودون استئذان . بعد أحداث عام 1986 وبعد مسيرة احتجاج للأكراد معروفة في مدينة دمشق جوبهت بالعنف . تمّ تخصيص اليوم كعيدٍ للأمّ . يخجلون أن يقولوا أنّه عيد كردي . من بابِ عدم الاعترافِ بغير العربِ .
استمرّ العنف ضد الأكراد عندما كانوا يحتفلون بهذا العيد الشعبي الذي باتت أغلبُ العائلاتِ تخرجُ إلى الطبيعة فيه في هذا اليوم . يحتفلون ويرقصون ابتهاجاً بيومٍ مميّزٍ للأكراد . . هو مناسبة لجمع شملِ الأسرة وتناولها الطعام مع بعضها ، كما أنّها مناسبة للانطلاق والتحرر من القيود .
حضرتُ الكثير من احتفالات النيروز منذ عام 1980 وكنتُ مازلت. لم يكن يخرج أغلب الأكراد للاحتفال. فقط يشعلون النار في مساء اليوم السابق. في نيروز عام 1980 خرجنا للاحتفال مع الحزب البارتي اليميني " حميد حاج درويش " وكنّا مدعوين كأشخاص من قبل أحد أعضاء المكتب السياسي ، وهو محامي . كانت جلسة هادئة راقية على مائدة واحدة ، وكان الحضورُ بالعشرات فقط . لم يتمّ التطرق للأمور القومية ولا حتى السياسيّة . بل كانت جلسة بين أصدقاء من بلدٍ واحدٍ لا فرق بينهم .ولم يكنْ يومها هذا العدد من الأحزاب الكردية . وفي كلّ عام كانت الأحزاب تزداد و الحضور يزداد أيضاً . إلى أن أصبح الجميع يزحفون إلى الاحتفال في أماكن محدّدة تنصب فيها الخيام ، وتقام المسارح ، ويتحمّسُ الشباب . تعقد الصداقات ، وتقامُ علاقات الحبّ. إن لم يعكّرها رصاص الدولة .
في يوم النيروز . ترى السيارات ، والشاحنات مملوءةُ بالبشرِ، والأعلام واللباس الشعبي الكردي تلبسه الفرق والأطفال . والمدينة تفرغ من سكّانها الأكراد تقريباً ، وتفرغُ الحوانيتُ من جميع المواد التي تخصّ التبولة ، والمحاشي . وتذهب العربات التي تبيع هذه الأشياء إلى أماكن الاحتفال .
كنّا نذهب إلى النيروز دائماً كمدعوين من قبل الأصدقاء ، ونبقى حتى المساء . ونخرج في الأوّل من نيسان مع أصدقائنا السريان ، في السنوات الأخيرة التي اعتزلت فيها النشاط الاجتماعي . كنتُ لا أحبّ أن أذهب إلى الطبيعة ، فالجلوس من الصباح إلى المساء كان أمراً مملاً بالنسبة لي .كما أنّني لستُ احتفالية بطبعي ، أمّا بالنّسبة إلى الشباب من الجنسين ، كانَ الأمرُ مثيراً. وبالنسبة إلى الفقراء . كان يوماً في العام ينسون فيه همومهم .
كنتُ أجلس على درج بابِ بيتنا في الصباح الباكر . أراقب الألوان الزاهية ، والشاحنات ، والاهتمام بالمظهر . أشعرُ بالبهجة ، كما أعجبُ بحماس الشباب وهم يهتفون ، وربما يرقصون في قلبِ الشاحنةِ .
إلى كلّ المحتفلين بالنيروز ، وبخاصة أكراد سورية : كل نيروز وأنتم بخير
08-أيار-2021
04-تموز-2020 | |
19-كانون الثاني-2019 | |
10-كانون الأول-2015 | |
19-تشرين الثاني-2015 | |
05-تشرين الأول-2015 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |