العام "6762 " آشوري
خاص ألف
2012-03-26
"اكيتو بريخو ܐܟܝܬܐ ܒܺܪܝܟܼܳܐ " رأس سنة مبارك
في الجزيرة السورية العليا حيث يجري الخابور والذي معناه بالسريانية " أخو الأرض" ، وحيث تنتشرُ الآثارُ مشيرةً إلى بدء الخليقة . في هذا المكان عاش الناس منذُ آلاف السنين يتصارعون مع الطبيعةِ ، وربما مع بعضهم البعض ، الجزيرة تعيش تنوّعاً بشرياً كبيراً ، لكنّه أقلّ من الماضي ، حيث اختفى اليهودُ منها . وقد كانوا يشكلّون لوناً هاماً من ألوانها ، وهم يحبّونها ، لكن حياتهم فيها . كان عليها قيودٌ كبيرة . ترك أغنياؤهم المكان إلى الغرب ، والفقراء إلى إسرائيل ، . وبقي كنيسهم وشخص واحد هو " أبو ألبير " الذي لا أدري إن كان مازال حياً ، والذي لم يكن يستطيع مفارقة المكان .وكانَ له علاقاتٌ واسعةٌ مع الدولة . حيث أنَّ أملاكَ اليهود التي تبنى . كانت تحتاجُ إلى توقيعه .
انخفضَ الجزيرة عدد السريان ، والآشوريين كثيراً أيضاً . هاجرَ أغلبيتُهم إلى السويد . والدول الغربية الأخرى .
يوجد في الجزيرة العليا القبائل العربية أيضاً مثل قبيلة طيّ ، وغيرها التي تستحقّ البحث الجدّيّ . والقرى العربية مثلها مثل باقي ريف الجزيرة مهمّشة ، وفقيرة . وتحتاجُ للتعريف بها .
النيروز عند الأكرادِ عيدٌ قومي . كذلك يوجدُ عند السّريان ، والكلدان عيدٌ قومي هو : " الإيكيتو " أو رأس السنة ، وإكيتو بريخو تعني بالسريانية : رأس سنة مبارك أو سعيد .
يعودُ الاحتفالُ بهذا العيد إلى شعوب بلاد مابين النهرين قبل نشوء المسيحية . يعبّرُ عن الانقلاب الربيعي ويعتمدُ على أسطورة : "زواج عشتار من تمّوز إله الخصب ، وبعد نزول عشتار الى العالم السفلي، و حجزها هناك ، و عدم اكتراث زوجها تموز بذلك ، تعودُ إلى الأرض ، و تعرضُ على مجلس الآلهة فكرة معاقبة تمّوز . يقرّرُ المجلسُ: منحَ الخلود النّصفي له . أي: يبعثُ الى الحياة لمدة ستّة أشهر في اليوم الأول من نيسان من كلّ عام . ثم يعودُ الى العالم السفلي أي مع نهاية شهرِ أيلول ، ليبقى ستّة أشهر .
هذه عقيدة بلاد مابين النهرين . ابتكروا لهم آلهةً قويّة مثل : آشور إله الحرب، وعشتار إلهة الخصب ، وتموز إله الزرع والخضار، ومردوخ إله الخير ، وآذار إله البرق .
كان لتموز: عيد موته في الشتاء، ومعه تموت كلّ الخضار ، وعيد قيامته وبعثه في نيسان ، ومعه تبعث الحياة في الطبيعة.
في شهر تموز يُقتَلُ الإله تموز ويموتُ ، ويودّع برشّ الماء كي ينزلُ بسرعة إلى العالم السفلي ، وهو ما يدعى " عيد الرشيش " عند السريان . في بداية تشرين ينزل إلى " العالم السفلي " ويبقى في العالم السفلي ستّة أشهر ، حتى تنزلُ إليه عشتار وتبعثه من جديد " هذه هي القصةُ باختصارٍ شديد . الاحتفالات كانت تمتدّ خمسة عشر يوماً عند البابليين ، ولكلّ يومٍ طريقته في الاحتفال واسمه المميز .
لم يكن السّريان الآشوريين يحتفلون في الجزيرة بهذه الطريقة إلا بعد ازدياد أعداد أعضاء الحزب الآثوري بين صفوفهم الذي حاول إحياء التراث. وبدأ الناس يخرجون إلى الطّبيعة بطريقة تشبه النيروز . حضرتُ احتفالاتِ الإيكيتو، وكنّا من بين القلائل الذين كانوا يدعون إلى هذه المناسبة . رأيتهم يقيمون المسارح ،ويقدمون العروض الجميلة ، يغنّون الأغاني السريانية ، تتألّق الصبايا ، ويتحمّسُ الشّباب ، ويكون الرقصُ الرائع ، وقد كنتُ أحبّ رقصة " الباكّيّة "كثيراً
أصبح الإيكتو اليوم تقليداً . يحاولُ الجميع الاحتفال به كعيدٍ قوميّ
الجزيرة السورية العليا ليست مقصورة على الأكراد والسريان . بل إن العرب يشكلون نسبة كبيرة من سكّان الريف والمدينة ، والعرب قسمان . إما ما يسمى "عرب ماردين " ، أو القبائل العربية ، وكانت قد نشأت حركة سياسية تجمع بعض أهل ماردين المتمسكين بعروبتها ، ومن شعاراتها: " ماردين عربية ، وستبقى عربية " وقد سجن بعض الأشخاص المنتمين إلى هذه الحركة وقضوا قسماً كبيراً من حياتهم في السجون السورية .
بهذه المناسبةِ أتوجه إلى أصدقائي من السريان والآشوريين بالتحيّة . وأقول لأبناء الحي الغربي في القامشلي : أفتقدكم . أفتقدُ الكبّة التي تصنعونها للمناسبات وهي بحجم حبّة الفستق ، وإلى ورق العنب المعدّ بعناية وهو بحجم السيجارة . وإلى المحمّرة المخلوطة بالجوز . كلّ الأشياء في حيّنا كان لها طعمٌ آخر . . .
كل عام وأنتم بخير َ
08-أيار-2021
04-تموز-2020 | |
19-كانون الثاني-2019 | |
10-كانون الأول-2015 | |
19-تشرين الثاني-2015 | |
05-تشرين الأول-2015 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |