اعتذار
خاص ألف
2012-04-23
أشعرُ بالحاجةِ للاعتذار .
ربما بالحاجةِ إلى تقييم أخطائي وعثراتِ حياتي أيضاً .
عندما يداهمني شعورٌ ما أبوحُ به، وأندمُ فيما بعد .
أعتذرُ من نفسي :
لم يكنْ لديّ الوقت الكافي لأتعارفَ معك . كنتُ أقمعُك ظنّا مني أنّ ترويضَ النفس على الحرمان فضيلة .
الفقر والحرمان والدموع هم الذين يصنعون إبداعاً .
فإذ بهم يصنعون الجهل
لن أطيل . عندما واجهتُ نفسي رأيتها قابعةٌ في العمق حزينة . لها طلباتٌ كثيرة . حاجاتٌ . رغباتٌ . كلّ ذلك كان مؤجلاً إلى حين الانتهاء من موضوع القضية .
لا أعرفُ أيّ قضيّة !
أعتذرُ من جيل الشباب :
لا تصدقوا ما نقول . كنّا سبب مصائبكم . نحن من صنعنا فرعون الأوّل، وكلّ الفراعنة على مرّ العصور . لكنّكم ألهمتم الكثير منا . نرغبُ أن نحرمكم شبابكم ، ونسجّله باسمنا .
في الأمسِ حصلنا على منافعَ . لم تتعطّل مصالحنا . صحيح أنّ بعضنا لم يأخذ نصيبه . لكنّه لم يقم بواجبه ، ولابأضعف الإيمان وهو الإشارة إلى الخطأ .
نحنُ من شارك في أخذ مقاعدكم من الجامعات إلى أبنائنا في الشبيبة ، والذين كانوا يرقصون في تجديد البيعة كلّ عام . بينما كنتم تنصرفون لدراستكم .
نحنُ من فرّ ،بعدَ أن جمعنا ثمن فرارنا من قوتكم ، وأقمنا في الخارج المهرجانات .
نحن الذين رشينا وارتشينا على رؤوس الأشهاد .
لا تصدّقوا . لم نكن مناضلين يوماً . نعم البعضُ سجنَ دون أن ندافع عنه . نعتذر منهم أيضاً . ذهبوا ضحية رفاقهم الذين تقرّبوا من الجلاد .
أعتذرُ من أولادي . لم أدافعْ عن حقوقكم ، ولم أجمعْ لكم ثروّة ، ولم أقدّم لكم الهدايا في أعياد ميلادكم . نسيتها . كنتم كنسمات الربيع . لم أتمتع بطفولتكم . كنتُ غائبةً عن الوعيّ أبحثُ عن قضية . ضاعت كلّ قضاياكم ، ولم أعرف ما هي القضية ؟
أعتذرُ من أحفادي .
لا يليقُ كلّ هذا الجمالُ والفرح بي . خذلتكم . لا أعطيكم من جيبي كما تعطي الجدات حبّات الملّبس ، ولا من عمري أحلاماً
أعتذرُ من زوجي .
لم أستطع أثبتُ أنّك محاميّاً. لم أفديك بعمري . لم أعتصم أمام نقابة المحامين . لم أقلْ للعالم كله أن قضيتك بيد ضابط أمنٍ أوشت له مومساً أن يحذفك من الحياة.
أعتذرُ من أفراد عائلتي . لم أستطع أن أعبّر عن حبّي لهم . كنتُ سجينةُ الكلماتِ ولم أتعود التعبير عن الحبّ .
أعتذرُ من الكتاب الأحرار والفنانين الأحرار لما سأقولُه عن الكثير منهم : كنتم مشاركين في اللعبة ، واليوم تستبقون اللعبة الجديدة أيضاً . انتظروا إلى ما بعد النصر ! أليس من الجائزِ أن يرفضكم الثوّار ؟ نتم عبيد الجلاد أدرتم الثقافة الرّثة لعقودٍ وسنواتٍ .
أعتذر من الشباب الثائر :
أرغبُ أن تكونوا معي . أريد أن أعتصمَ أمام نقابة المحامين
فزوجي ماتَ بعد حصارٍ في مكتبه ،وتمّ حذف اسمه من تلك النقابة الفاجرة التي تأتمرُ بأمرِ الفاسدين من العباد .
أبحثُ عن القضية التي عشتُ من أجلها عمراً
كانت وهماً
اليوم أستيقظُ على أصواتٍ أنتشي بسماعها . عرفتُ قضيتي اليوم هي : كل الكلماتِ والعباراتِ والأفكارِ التي تنادوا ، وأراها ليل نهار
أرجو أن يقبل الجميع الاعتذار
مع امتناني للثوّار
08-أيار-2021
04-تموز-2020 | |
19-كانون الثاني-2019 | |
10-كانون الأول-2015 | |
19-تشرين الثاني-2015 | |
05-تشرين الأول-2015 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |