نقابةُ الملهمين الأحرار
خاص ألف
2012-04-30
تنادت مجموعات من السوريين لتشكيل تجمعاتٍ أطلقوا عليها :
الكتّاب الأحرار. الفنانون الأحرار. المحامون الأحرار.
أغلبها تجمعات في الخارج، وأغلبها من الوجوه التي كانت متواجدة على الساحة في المرحلة السابقة ، والتي دعمت الثورة بالكلمة فيما بعد ،وبعضهم كان من ضمن الحراك مثل فدوى سليمان. هذه المجموعات تحمل شعارات الثورة وتتبنّاها، لكنّها تضمّ أحراراً من الماضي كان لهم دورٌ فعالٌ في الحياةِ، وحظوا بفرص لا بأس بها في سورية يوم كان لا يحظى بالفرص سوى من له مفتاحٌ أمنيّ يدعمه. هكذا فهمتُ أمور الماضي. لا ضير أن ننشئ تجمعاتٍ ندعمُ بها الحراكَ على الأرض. لكنّ المصيبةُ لو عاد هؤلاء الأحرار إلى مناصبهم في سورية الجديدة، أو مناصبَ أكثر فاعليةً.
هل سيكون هذا جيّدا؟
لا بدّ بالأخذ بعينِ الاعتبار أنّ بعض المتحمسين منهم نالوا مكاسب كثيرة نتيجة تعاونهم مع النظام !
مع تقديري لكلّ من غادرَ موقعه إلى المعارضة واحترامي له. مغادرته ليست كافيه ليعودَ من جديدٍ إلى الواجهةِ ، والتكسّب المادي والمعنوي من خلال المقابلات المدفوعة، والموائد المفتوحة، ولستُ أعيبُ عليهم تسويقهم لأنفسهم كمبدعين، وثوار في نفس الوقت. من حقّ أي إنسان تقديم نفسه. ومن حقّ الآخر أن يقبله، أو لا يقبله.
أعيبُ على نفسي وعلى البعض الجمود
لماذا لا نسعى بدورنا إلى تجمعٍ مماثلٍ؟
" الملهمون الأحرار " مثلاً
ويكونُ جامعاً لتلك الخاماتِ المبدعة التي أغفلوها. ويضمّ هذا التجمّع الأحياء والأموات من الذين ألهموا السوريين وألهموا العالم أيضاً. العالمُ يقرأ الأدب ، والأدب الثوري جيّداً ، ومهما قدّمنا له أنفسنا بكتبٍ ومقابلاتٍ تصدحُ بصوتٍ عالٍ. ستبقى أغنيةُ القاشوش " سورية بدها حريّة " مقطوعة تلهم الأدباء والفنانين في العالم. وستبقى رسوم بنّش وكفر نبّل وعامودة ودوما وغيرها هي التي ينتظرها من يتابعون الشأن السوري. هؤلاء الثوّار الذين قضوا بعد أن قدّموا أدباً راقياً وفناً جميلاً. أو الذين لا زالوا على قيد الحياةِ يقدمون الإبداع في الشوارع فأغنية "البطة هديل" الكوردية مبدعة أيضاً.. تمثيليةُ المراقبين العميان الطرشان ملهمة أيضاً رآها العالمُ كلّه. وغير ذلك الكثير
أين مكان هؤلاء ، وأين مكان أصحاب مسرح بابا عمرو ؟
ألا يستحقّون نقابة تنصفهم في المستقبل ؟
نعم حتى الأموات يمكن إنصافهم ، وهناك تقاليدٌ ثورية عالمية في هذا الأمر ، ويمكنُ ابتكار طريقة سورية أيضاً.
في النقابة الجديدة سيكون اسم:
طلّ الملوحي
ويارا شماس
ومشعل التمو
والصحفية سلطانة
وفرقة مسرح كفر نبّل
وحمص العدية
و إبداع عامودا و .. و.
هي نقابةٌ شاملةٌ لكلّ المبعين في كلّ مجالات الحياة ، كي لا يضيع علينا الطريق.
في سورية الجديدة:
يجبُ أن تقوم لجنة مدنية منتخبة من بابا عمرو وكل مناطق سورية من المبدعين الذين شاركوا في الحراك الثوري. بفرزٍ هذه الأسماء الملهمة إلى كاتب أو فنان أو مطرب أو عالم..
من تبقى منهم على قيد الحياة. يقود المرحلة المقبلة.
الخبرة غير ضرورية.
علينا أن نلغي خبرة خمسين عاماً ، ونكتسبُ خبرة عامٍ واحد.
في سورية الجديدة:
لن يوجد عبيدٌ وأحرار
يجبُ أن يكون الجميع أحراراً ، ويكون التنافس وفق الجودة ، وأن لا يكون على الأرض نجوماً ، لأنّ النجومهم كلّ العاملين في عملٍ معيّنٍ.
هي مجرّدُ أمنياتٍ. ليس عندي وسائل محدّدة لتطبيقها. أمنياتٌ أتمنى أن يبادرُ الثوار على الأرض بالتفكير فيها ، وأن تكون تلك الثورة التي ستحرّر العالم من الرياء. تقودُ سورية إلى دولةٍ مدنية ليس بالكلام. بل بالفعل. دولة يفصل فيها الدين عن الدولة
وأن لا يعود الماضي بأشخاصه أو أسلوبه كما هو الحال في مصر وتونس. أتمنى ذلك... !
هل سيتحقّق البعضُ من أمانينا ؟
08-أيار-2021
04-تموز-2020 | |
19-كانون الثاني-2019 | |
10-كانون الأول-2015 | |
19-تشرين الثاني-2015 | |
05-تشرين الأول-2015 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |