أضجُّ بالكلماتِ
خاص ألف
2012-05-07
في زمن انتهى به الخوفِ. بدأ خوفي يتململُ من جديد.
لم أخف الموت يوماً، ولا الكلام المستحيل.
في الماضي: بعد أن كنتُ أقوم بكلّ أقوالي وأفعالي يعتريني بعض الخوف. أفكّرُ في النّتيجة وأغفو على وقعِ صلح وسلام داخليّ . كان الخوف يهدهدُ لي أنام ملءَ جفوني ، فقد عبّرتُ عمّا أريدُ وقمتُ بالعملِ غير المألوف:
النطقُ ببعضِ الحقائق البسيطة
انتهى ذلك الزمن. زمن الكلمة التي أبوح بها بشكلٍ عفوي،ويهربُ من سماعها الأصدقاء كي لايكونوا مشاركين في الجريمة، وبينما أعاتبُ نفسي على كلماتي عندما كنتُ أذهبُ إلى سريري. كانتْ عتاباتي تغفّيني كمن يستمع إلى مقطوعة موسيقية تهدئ روحه. ماتتِ اليوم ، أو ربما اختبأت . اكتفيتُ بالصّمت أمام كلّ الأشياء التي تمرُّ أمامي. الصّمتُ هو لغةُ الموت. لغةُ من لا يجيد الكلام.
لو تحدّثتُ. ماذا سأقول ؟
سوفَ أقول بصمتٍ ومن خلالِ إشاراتي. بأنّ من كانوا بالمرصاد لكلماتي هم الذين يقولونها الآن. يريدون أن يقفزوا فوقها. هم يعتلون ألمي، ويصرخون : سورية لنا !
هل سورية لهم ؟
حتى اليوم لم تكن سورية لي، ولا لكم. كانت لهم، ولا أقصدُ أبناءَ النظام فقط. بل أقصد من كانوا ضمن ممتلكاته أيضاً. ثم رحلوا إلى سوقٍ أوسع. رفعوا في الماضي رايته. أصبحوا نجوماً، وربما غباء النظام دفعهم لمحاربته، فرحلوا إلى أنظمة مشابهة. جميع الأنظمة العربية دون استثناء حتى أنظمة الربيع العربي. تحلم بحيازة الّسلطة إلى الأبد.فالربيعُ حلّ بينهم من أوراقِ خريفٍ مضى، وهذه الأنظمة تبحث عن المبدعين في الأقوال لتمجيدهم ، ولو من خلال شتم الغير وعدم امتداحهم على مبدأ " عدو عدوي. صديقي "، ونبقى نحن خارج أقواسهم إن لم نسعَ وراءهم كمصفقين لهم.
أيّها الثوار :
لستُ أنافسُ أحداً على أمرٍ ما.
سورية لم تكن لنا يوماً..
أشعر بالخجل فقط.
لماذا لا أموتُ معكم بعدَ أن ألهمتم العالم بثورتكم ؟
أنتم كلماتي التي قلتها في زمن الخوفِ، والتي كنتُ أنام وأنا أحلم بها.
دموعي التي ذرفتها من أجل العدالة. حلمي الذي حملته أربعين عاماً
أرغبُ أن تكونوا أنتم سورية الحاضر، والمستقبل، وجعكم يشبه وجعي. أنتم أنا كما أتمنى أن أكون
أشعرُ بالخجل لأنّني أشبعُ من الفتاتِ، بينما تنامون جائعين
لستُ معكم بالساحات، ولم أفديكم حتى الآن
أكتبُ الكلمات، ولا أبوح بها لغير الورق
أوراقي ستبقى شاهداً حول مآسيكم. ستنتصرُ كلماتكم يوماً.
أقولُ لكم سرّاً أرجو أن تقبلوه : تعوّدتُ أن أقولَ المختلفَ من الكلام. لم أنمْ ليلة أمس. بكيتُ على الشهداء الذين راعني منظرهم،والثقوبُ في قلوبهم، كما بكيتُ شبيحاً. في مقتبل العمر، ربما لم يقتِلُ خلال مسيرة حياته أحداً، ذهبَ ضحيّة تجهيل النّظام له. لم تلده أمّه من أجلِ أن يقتلَ. أنتم أيضاً لم تلدكم أمهاتكم من أجل هذا المصير. دفع ضريبة الدم. كما دفعتم. أغلبُ الشبيحة ضحيّة مثلكم. وهذا ما تعلّموه من تلك الظلمة التي سادت بلادنا طويلاً. كلّنا ضحية ذلك السواد، وذلك الّظلم الذي ساد فكرنا زمناً.
ماذنبُ الشباب أن يقتل ؟
ولماذا يزجُّ به النظام في هذه الدّوامة ؟
لا أعاتبكم حول الشبيح. قد يكون أدمى قلوب الكثيرين. لكنّني أتحدّث عن مشاعري تجاه ذلك القتل، والذي ينالُ كلّ الشعب السوري.
هذه هي مشاعري. أنقلها بصدق. لكم أن تقبلوها أو ترفضوها.
إذا استثنينا عدداً من الرؤوس في السلطة .
فإنّ باقي الشعب مظلوم.
كلّه مظلوم كلّه وقع عليه الظلم بطريقة ما..
08-أيار-2021
04-تموز-2020 | |
19-كانون الثاني-2019 | |
10-كانون الأول-2015 | |
19-تشرين الثاني-2015 | |
05-تشرين الأول-2015 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |