نختبئ داخلَ أنفسنا
خاص ألف
2012-05-14
كلّما حانَ موعدنا مع النّصر، يراودُني الخوف والقلق .
كيف سيكون طعمُ النصر، وما حصّتنا فيه ؟
هل ستكونُ بلادنا مكاناً صالحاً للعيش ؟ أم سيعيشُ فيها أبناء الجارية ، وأبناء الّسلطان، ونكون شعبين لا شعباً واحداً كما هو الأمر الآن؟
أبناء الّسلطان الذين يظهرون بكلّ المناسباتِ بثيابٍ نظيفةٍ ووجوهٍ ناعمة بسبب التغذية الجيدة
أو أسألُ بشكلٍ آخر : هل سيعود الثوّار إلى بيوتهم ليبكوا موتاهم ؟ بينما يرقص السياسيون ويجلبُ كلّ منهم حلفه إلى الواجهة ؟
الأحلاف ليست جديدة . تتشكّل منذ خمسين عاماً . أحلافاً تشبه في تركيبتها أحلاف الحاكم بأمره ، وكانت تعاصره . يتشرب منها وتتشرّب منه . ولها باعٌ طويلٌ في الإلغاء المدني ، فكم من الرفاقِ اعتزلوا الحياة من جرّاء اتهامهم بالخيانة ، ولم يستطيعوا أن يثبتوا أنّهم شرفاء .
هل سنرقصُ جميعنا على أنغام الطبل ؟ أم سنكملُ المسيرة الأخلاقية التي قادها الثوار لنكمل الدفاع من أجلِ القيم التي ماتوا من أجلها ؟
تربيتُ على كره الاستبداد . لستُ مقتنعة بالاقتراع أيضاً .
في دول عاشت التخلّف زمناً .لن يكون للاقتراع تلك القيمة . الاقتراع أتى في العراق بالمالكي ، وسيجلب الاقتراع وفق نفس العقلية أناساً من الزمن الغابر .بينما أتى في لبنان بحزب الله الذي يتحكم بالعباد . لا بأس في المزج .
هناك أمور ثابتة في العالم أقلّها حرية العقيدة . حرّية الزواج . الزواج المدني . الميراث . ولا أرى مانعاً من استنساخ قوانين جرّبها الغرب فهي تصلح لمجتمعنا السوري ، وأوّل الأشياء التي تصلح له:
فصل الدين عن الدولة .
إن كنّا سنلجأ للانتخاب ولصوت الأغلبية . لن تفوز هذه القيم . ليس لأنّ هناك طبقة في المجتمع لا تقبلها ، المتشدّدون يقبلون الغرب ويتمنون البقاء فيه .ولا يقبلون لبلادنا قيماً مشابهة .
نحنُ دائماً هكذا . نرفض أن نكون ذاتنا . فصل الدين لا يعني إلغاءه. بل انطلاقه وجعله حراً .
الكثير من الذين يتصفحون الموقع . سيقولون : لستِ مع الديموقراطية دون أن يكملوا .
أؤمنُ بصندوقِ الاقتراع . بعدَ أن نكون قد اخترنا دستوراً بطريقة حضارية غير قابلة لخضوع الأقلية للأغلبية ولا العكس ، وأن يشاركنا في كتابته فريق من علماء النفس والمجتمع الغربيين المشهود لهم . قد يتساءلُ البعض : ولماذا غربيون ؟
لأنّنا لم نثبت مصداقية حتى الآن
عندما تصبح القوانين ثابته . ليأتِ إلى الواجهة من يأتي . مادام ملتزماً بالمدّة الزمنية والدستور . ولتكنْ صناديق الاقتراع حكماً لمن سيفوزون في البرلمان .
لن تستمرّ هذه الثورةُ إلى الأبد . قربت ساعةُ الحسم . علينا أن نستثمرَ نتائجها ، ونكون مخلصين للدم الذي نزف . أن لا نقبل أن يكون لثورتنا شبيه عربي . فسوريا فعلاً ليست مصر ولا ليبيا ولا تونس . سورية مجموعة أقليات ، وأوّل قانون يسنّ . يجبُ أن يكون : و فصل الدين عن الدولة . حريّة العقيدة .والاعتراف بالمكوّنات الغير عربية ، وأشياء أخرى هامة لنجاح التجربة .
الآن هو الوقتُ المناسبُ لهذا الكلام .
نختبئُ داخل أنفسنا كي نسيرُ مع التيّار . التيّار معنا لو أخرجنا ذاتنا من الاختباء . علينا أن نجاهرَ منذُ الآن . فبعد وقتٍ قصير يجبُ أن نكونَ جاهزين للبدء . هي وجهة نظرٍ أسجّلها للزمن . قد لا تثبت صلاحيتها ، وهي قابلة للنقاش القانوني الجدّي . علينا أن نتعلّم فنّ الحوار .
08-أيار-2021
04-تموز-2020 | |
19-كانون الثاني-2019 | |
10-كانون الأول-2015 | |
19-تشرين الثاني-2015 | |
05-تشرين الأول-2015 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |