لعبةُ الانتخابات
خاص ألف
2012-05-21
أبدأ من القيم والأخلاق. لي رفيقةُ في المدرسةِ الابتدائية. قتلها أخوها طعناً بالسكين. لأنّها أحبّت سنياً. منذُ عامين إحدى الفتيات قتلها أخوها هي وحبيبها بينما كانا سيغادران إلى دولة أخرى. كانت الفتاة مسيحيّة. وفي السويد قتلت فتاة عربية لأنّها تزوجت سويدياً. هي أحداثٌ فرديةٌ
أتحدّث عن القتل. ذهننا لا يستهجنُ القتلُ كثيراً. لدينا أزمة قيم ، فعندما تسألُ البعض. قتل فلان يقول : يستحقّ. لم يتربى عقلنا على المشاعر الإنسانية. كما أنّه لم يتربى على الحريّة. الآن يجري تدريبه من خلال شعارات الشباب الثائر.
يقول لي الكثير من الشباب من الجنسين: أنّ في سورية حرية. بإمكانك أن تحبّ فتاة وتسكن معها. أغلبُ هؤلاء الشباب من الطبقة المدعومة مادياً والذين عاشوا عصر التطبيع مع العبودية ، وأخذوا من الحرية. الانحلال.ولا أقصد قضايا الحبّ والحرية الجنسية. بل فقدان القيم.
كان في سوريا بعض الطائفية. لعبَت الأجهزة الأمنية على تعميقها إلى أن أصبح هناك طوائف كريمه ، لم تصنّف الطائفة السنيّة ضمنهم. وهذا لايعني أنّ السنّة بعيدوين عن سدّة الحكم ، فلولا الأموال الواردة منهم لما استمرّ الشبيحة بالقتل.
إذا كان الرجلُ لا يؤمن بحقّ اخته في الميراث ، ويعتقدُ أنّ قتلها يزيل العار.
فكيف سيؤمن بالحرية والديموقراطية ؟
بعض الأمهات يساعدن في قتل بناتهن انتصاراً للذكورة تحت مسمى الأخلاق ، والذين لا يقتلون يضطهدون المرأة. عملت محامياً لمدة طويلة، وعايشتُ أموراً تتعلّق بجرائم الشرف والوراثة ، وتحكّم الرجل بالحياة وكان الذين استمعت لمعاناتهم من جميع فئات المجتمع نساء ورجالاً يشكون القيم
الأحزاب القومية واليسارية وحتى الأحزاب الدينية المحظورة كالأخوان المسلمين تشكّلت من هؤلاء. فلم يأتِ أعضاؤهم من المريخ. وهذه الأحزاب جميعها تقريباً مارست لعبة الانتخابات ، أو يمكننا القول أنّها مارست الإقصاء حيث يبقى الأمين العام وتكون الورقة الخاسرة هي من جرى التشهير بها والتآمر عليها تسقط بالانتخابات. ثم تصبح عميلة للسلطة وتنتهي اجتماعياً ، وليس حزب البعث أسوأ من الأحزاب الأخرى في هذا المجال
اللعبة الانتخابية موجودة ، وهي غير نظيفة. فيها محسوبيات ورشى ومؤامرة. في حزب البعث والأحزاب الأخرى.
جرت الانتخاباتُ في الدولة والمعارضة على السواء . جرت بنفس الطريقة. حيث يتمّ التآمر على بعض الأشخاص لحرقهم ، ولا أرغب بتسمية أشخاص. مع أنّني على دراية باللعبة جيداً والأشخاص جيداً. لم يعدْ أحد في سورية لا يفهم اللعبة.
الانتخابات تجري في سورية ، إيران ، العراق ، لبنان ، مصر ، وتونس وفي جميع أنحاء الشرق الأوسط المنكوب. انتخابات تفرزُ التخلّف. والطائفية واحتكار السلطة. قد يقول قائلٌ : الانتخابات الأمريكية أيضاً كذلك. نعم الانتخابات الأمريكية يحسمها رأس المال . لكنّ الدستور قائم. لا يستطيع أحد أن يخرج عنه، وليس هناك قيمة كبيرة لمن يفوز.فالقرارات الحاسمة ليست من صلاحياته. كما أنّ نسبة من يعمل بالسياسة ضئيلٌ جداً.
لكنّ القيم الغربية أيضاً تمرّ بمرحلةٍ اختبار.بعدَ أن فضحتها الثورات. وكشفت الغطاء عن زعماء الغرب الذين ليسوا أقلّ فساداً من الدكتاتوريين !
المال هو الذي يجلب الرؤساء ، ورؤساء الأحزاب ، والمجالس والهيئات ، وليس بالضرورة أن يكون الفائر هو صاحب المال. قد يكون هناك مؤسسة تملك المال تدعمه ، أو دولة ، وقد تمّ ذلك سواء في السلطة أو انتخابات المجلس الوطني ، أو هيئة التنسيق أو الأحزاب الأخرى وهناك شهود على أنّ البعض اشترى مقعده شراء.
السؤال المطروح : الشباب الثائر في الشارع. طرحوا شعار " الشعب السوري واحد " وشعار : " لا. للطائفية " وهم جادون في تجديد القيم. هل سيتمكنون من فرض رأيهم في انتخابات مدعومةٍ بالمالِ وهم لا يملكونه؟
أمّ أنّنا سنخوض انتخاباتٍ شكلية قد تكون أسوأ من الانتخابات الحالية. لأنّها تلبس عباءة الديمقراطية ؟
08-أيار-2021
04-تموز-2020 | |
19-كانون الثاني-2019 | |
10-كانون الأول-2015 | |
19-تشرين الثاني-2015 | |
05-تشرين الأول-2015 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |