من حكاياتِ جدّتي
خاص ألف
2012-05-28
من حكاياتِ جدّتي
جدّتي مولعةُ بالحكاياتِ عن الجنّ ، والغيلان
في بيتنا الآمن هناك . كنّا نغفو على وقعِ حكاياتها المرعبة
وفي حلمنا . نرى أجملَ الأيام
من يوم رحيلها عمّ الخرابُ بيوتنا
أبحثُ عنها كي تحكي لي الحكايةَ من جديد .
أرغبُ أن أغفوَ، وتصبحَ الحياةُ أجملَ من الأحلام
تأتي الجنيّة بشعرها الأشقرَ الطويلِ ،والغول أم الّلطف مع ابنها
أبسملُ كي يختفوا . أنامُ ملءَ جفوي . فجدّتي حارسةُ الحياة
أبحثُ اليوم عن حارس للحياة يشبهُها . بعد أن حدثتِ تلك الكارثة
خطفَ الغولُ الأطفالَ أمامَ أعينِ الأمّهات .
هي نفسها " أم اللطف " أنجبت دزّينةٌ من الأبناء الغيلان .
تقولُ الرواية : أنّ لطفاً أتى نتيجة زواجها بإنسان من الزمن الغابر .
قبل أن يتطوّر الإنسان .
كانت قاتلةَ أطفالٍ ، و زوجها آكل لحوم الإنسان
ابنها : لديه نابان بارزان . يبرزان عنما يضحكُ لؤماً
لطف هذا ينتمي لأمّ غول، وأبٍّ آكل للّحوم
في المنام: يحاصرُ لطف مجموعة من الأطفال . يقتلهم . يصفّهم أبناء بلدتهم كأنّهم أغنامٌ صغيرة تقدّم قرابين للإله .
جدتي ي ي ي! أين أنتِ ؟ لطف يقتلنا
آه منك ! لماذا لا تأتين إلينا لتحمي الحياة .
تناديك تلك الدماء. . .
أتيتُ إليك حبيبتي . لا تخافي .
ثوانٍ وأكونُ . أجلبُ معي للأطفالِ الحياة
إن استطعتِ اقتليه . لا تخافي منه هو آكلُ لحم جبان
أمّه غولٌ ، ووالدُه من سالفِ الزَمان
غنّت جدتي مواويلها . قالت لا يجوز أن يدفن الأطفال دون ندب .ليس لهم أحد في هذه الدنيا غيري :
" تراني مضيعة قلبي معاكم .
حياتي يا بعد عمري فداكم
الملايكة تنتظر بالسما تحضنكم
وطيور الجنة ترافقكم لمثواكم
. . .
ياعين هلّي دمع ، ونوحي
هاد الوجع أخّد مني عقلي و روحي
شعلوا شمع ، شعلو شمع بالدّار
وعقبورهم خلّوه ليل نهار
وتحركوا . ما بقا نوم بعد اليوم .
للظالم شيلوه. ياويلك ياغدّار
. .
حبيبي يا الشهيد أعرف أنو الظلم مر ّ
يا دموع أمّك تبكيك والعمر عندها أمرّ
زغردوا يا هلي ما ضاع دمهم هدر
بكرة جاي الفرح . وقبلو جاي النصر
ويلي من غلى احباب قلبي .وويلاه "
. تجاوبت الأرواح مع جدتي . صرخت: لبيك يا الله .لبيك يالله
رأيتُ نفسي بينهم أصرخ
وجدتي تلوح لي تقول : اصرخي معهم . سأعودُ . لي موعدٌ معكم . غداً نحتفلُ معاً بالقضاء على لطف ابن آكل لحوم البشر.
اعتقدتُ أنّه حلم . فإذ به حقيقة !
عادت علياء جدتي إلى الحياة . نغنّي معاً من أجلِ ذلك اليوم الذي وعدتْ به
نسيرُ في وادٍ مخضّبٍ بالدماء . اسمه : وادي الحزن .يقودنا إلى سفح جبلٍ مملوء بالربيع . تجتمعُ الفصول معاً ، وترقص على أنغامنا .
تموت أمّ اللطف التي أنجبت ابنها من آكل لحوم البشر ، وتنتهي السلالة إلى الأبد
تعودُ الأرواح على شكلِ شموعٍ تضيء ليلاً لا قمرَ فيه . ترقصُ معنا عودة الحياة إلى الحياة
نكتبُ حكايتنا على أبواب السماء . يعمّ الكون الفرح . يختبئ كلّ الزعماء في الكون خوفاً من عقابِ الطفولة لهم
يتحرّر البشر من الخوف ، ويعودُ الضمير على فرس أبيض
ليعانق الحقّ والعدالة . تكونُ في انتظاره عروسه اسمها:
" الحرية "
يكون العرس فضّاحاً لكل رموز العبودية
يصبحُ لطفٌ حكايةً من الماضي : عن الغول ، وأمه زوجة آكل لحوم البشر
ونغلقُ صفحات كتابنا كي نعمّر الدنيا . نزرعُ أعلامنا في قمّة الجبل
وينتهي الظلم من البشرية . . .
08-أيار-2021
04-تموز-2020 | |
19-كانون الثاني-2019 | |
10-كانون الأول-2015 | |
19-تشرين الثاني-2015 | |
05-تشرين الأول-2015 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |