الأبطال : طفلة اسمها سلام
طفل : اسمه . حبّ
ضمير العالم
ثمانية فتيان بلباس مخيف " غيلان "
أطفال على شكل مربع في كلّ ضلع منه ثلاثة على الأقلّ وجوههم إلى الخارج .
أمّ
أبّ
أرواح
كلامٌ مسجّل بصوتِ طفلة . يأتي من مصدر مجهول من الأعماق . مع تطويل لحروفِ المدّ :
من مكانٍ اسمه " الحبّ والسلام " أراد الأطفالُ أن يكونَ مكاناً لهم من أجلِ. أن تبقى ابتسامتهم
الحبّ والسلام على كلّ الأنام . لكم منّا أجمل تحيّة .
نحنُ أطفالٌ نحبّ الحياة . رحلنا كلّنا إلى السماء . من كلّ المدنِ السورية
تحيّة لكم :
من طفلٍ ذبحَ دون أن يعرفَ ماهو ذنبه، وما القضيّة ؟
حقيبته تركتها في بيتِ الأشباح
وظيفته لم يكتبْها . سمعتُ الطّفل يقولُ :
صوتُ طفل مجهول الاسم :
لم يكن لدينا نورٌ . عشنا في الظلام
أمي أخافُ ظلام الليّل . أشعرُ بالغولِ قربي . لا أجرؤ على الكلام .
أمي . ي . ي . الغولُ يقهقهُ وبيده سيفٌ .
أخافُ الغيلان .
أمي ي ي ي . لا تتركيني . هم قطيع وأنا وحدي . لا تتخلي عني
أنا السّلام .
صوتُ الطفلة
سمعتُ الطفل يقولُ أيضاً عندما حزّوا رقبته :
صوتُ الطفل المجهول :
هجمَ الشرّ وبيديه سيوفٌ مثلّمة . حزّ رأسي . كان الشرّ يقهقه
تركتُ أخي. كنتُ أراه من بين الأغطية التي تدّثر بها . لم يبكِ . فقد النطق وفقد دموعه في الحال
سمعتُ دقات قلبه . هو حزينٌ . لا يعرفُ كيف يكملُ الحياة
أيها العالم ! اليوم يقيم الأطفالُ العزاء
حان تأبين ضميرالعالم . كان في العناية المشدّدة . لفظ أنفاسه عندما لفظنا أنفاسنا وطعنتنا الغيلان .
أريد أمي . أريدُ أمي . قولوا لها أن لا تحزن . أخافُ عليها . أحبّها .
أمي ي ي . ردي عليّ . هل أنتِ في السماء ؟
صوت طفل مسجل أيضاً لضمير العالم :
- من أين يأتي الصوت ؟ من الذي يتحدث ؟ جسدي يرتجفُ من الخوف . قل أيّها المتحدّث . من أنت ؟ لا أراك !
- أنا أيضاً لا أراك
- ضمير العالم المتمدّن معك من السماء
ً- أيها الضمير. كلانا ميّتٌ . متّ قبلي . لو بقيتَ على قيد الحياة . لما ذبحني الغيلان .
. . .
تتساقط من الأعلى صور أطفال الحولة والكثير من صور الأطفال الشهداء لتبدأ المسرحية على الخشبة .
يظهرُ عدد من الأطفال على شكل مسيرة صغيرة. بيد كلّ منهم علم مكتوب عليه " الحولة " وأسماء أماكن جرت فيها مجازر .
يقودهم طفلٌ يغني ، وهم يردّدون
ليش الضمير مات . وين الإنسان ؟
دم الأطفال . صارالعنوان
حبّ . سلم . فرح
ياظالم . ياغدار
بدنا نحرقك بالنار
الكل يرد علي :
سورية بدها حرية . سورية بدها حرية
إعادة .لعدّة مرات
يتجاوب بعض الشباب معهم ، من الصالة ، وتصبحُ الأصوات أعلى
ثم صيحات مع ارتفاع البالونات
هي ي ي
ترتفع بالونات عليها أسماء ، وأعلام إلى الأعلى وقصاصات أوراق ملوّنة تنزل
يشكّل الأطفال المربع . وجوههم خارجه .
يقفزالأطفال من جهة الغرب معاً . تصبح وجوههم للداخل.
صوتُ ريح وشخص بعيد مخيف .
بصوتٍ خائف : الغيلان قادمون من الغرب
يقفز الأطفال من جهة الشرق، وجوههم مقابل الغرب الصوت المخيف يستمرّ .
الغيلان قادمون من الشرق
يقفز الأطفال من الشمال
الغيلان قادمون من الشمال
يقفز الأطفال من الجنوب
الغيلان قادمون من الجنوب
في هذه الأثناء يأتي من كل جهة اثنان بلباس مخيف ومعهم سواطير تقليدية من البلاستيك .
يقهقهون ويقولون : بدكن حرية . رح تشوفوا كيف الحرية.
يضع الأطفال رؤوسهم بين أيديهم ، ويختبئون وهم يجلسون القرفصاء
يصرخُ أحدهم
ماما آ آ آ . أتى الغيلان . سيذبحونا
يحاول الهرب .
يرفعه أحدهم إلى الأعلى كالفرخة
ويكون معه كيس ماء أحمر يسقط على الأرض ويلون الدم الأرض .
يجمعون الأطفال وهم يصرخون بفوضى . بينما هم يقهقهون ويرقصون منتشين وهم يربطون أيدي الأطفال .
يردّدون :
قال حريّة قال ! خذوا حريّة
يذبحونهم . يسيل اللون الأحمر على الأرض
الأطفال أمواتٌ في أماكنهم
. يلحسُ أحد الشبيحة الدّم . ما ألذّ طعمه . سأمصّ دم تلك الفتاة .
. . .
تأتي طفلة كبيرة مرسوم على صدرها قلب وفي وسطه " الحولة "
ثم يتبعها أب مرسوم نفس القلب و" الحولة "
أين الغيلان ؟
نحنُ هنا . انتصرنا . سنذهبُ لنحتفلَ بالنصر
انتصرنا على الأطفال المقيدين . وفي أيدينا كؤوس من دمهم .
يتبادلون الأنخاب في كؤوس شفافة ملونة بلون الدم .
كاسك . كاسك . ها . ها . ها
الأم والأب
لن نبكي . أطفالنا ملائكة أرواحها تقول لنا:
ابتسموا
سنقتلكم أيها الغيلان . ويعمّ السلام المكان .
صوت يأتي من العمق غيرصوتُ الطفل المجهول :
يا أهلنا . يا أهلنا
انجبوا غيرنا . سمّوهم باسمنا
سنقضي على الغيلان . نعيد إلى المكان الأمان . يعمّ الفرحُ والسلام
زغردوا . الحرية قادمة ، سيهزم الجبان .
زغردوا . زغردوا . لا تصمتوا
زغاريد تملأ المكان
لي لي لي
سورية بدها حرية . سورية بدها حرية
نادية خلوف