الشاطر . نت
خاص ألف
2012-06-11
لن نتحدّث عن ثورة الاتصالات . حديثها طويل ويجب أن يكون دقيقاً . نتحدّث عن هذه الثورة كما يراها البعض . إنّني مثل الجميع أستعمل الفيس بوك ، وتويتر والسكايب . ولي صفحة أدبية ، وأساعد حفيدتي في صفحتها . أحياناً أنظرُ إلى الموضوع بقليلٍ من الشكّ
كنتُ البارحة أتحدّث بعد الواحدة ليلاً مع عدّة أشخاص على السكايب . كتابة . وليس بالصوتِ ، والصورة لأنّها تتعبني . بقيتُ حتى الصباح . كانت العقوبة : حرارة وعدم قدرة على التركيز . فكرّت بالحوار الذي دار بيننا ،وهل كان يستحقّ هذا العناء ؟
اكتشفتتُ كم كان عديم الفائدة !
الحديث كان يدور حول العلمانية ، وعن بعض الكتّاب كأدونيس وغيره .
من طبعي أن لا أتناول الكتّاب بالكلام . كلّ إنسان حرّ مادام غير قاتل. لا أقرأ ألغازاً .و لا أحب السوريالية أيضاً ، لا أفهم مايكتب أدونيس في الأدب. قلتُ ذلك قبل الثورة . ،وهو ليس انتقاصاً من الرجل. ربما لم أصل إلى مرحلته من الوعي . لستُ سياسية أيضاً . ليس عليّ أن أكون سياسية حتى أقف ضد القتل . المواقف الإنسانية لا علاقة لها بالّسياسة . . أقرأ للشّباب . سئمتُ أن أقرأ لأجيالي. أبحثُ عن كتاباتِ الشباب لأرى إن كنتُ قد تراجعتُ في الفكرِ أم لا .
كنتُ أقرأ آراءأصدقائي على السكايب ، ومن خلالها أقرأ ملامح وجوههم دون أن أراها . إحدى صديقاتي شنّت حرباً شعواء على الخليج . لا أعرف لماذا ؟ ووصفتهم بالكسل وعدم الفهم . واتّهمت كل من يعمل فيه بالخيانة ، لا أدخل في تلك النقاشات استمعت لها فقط .
لم أستغرب كلامها . فهي تتمتّع بالجنسية السويدية ، وتعيش على الضمان الاجتماعي ، بينما من يعمل في الخليج يبدأ يومه في الخامسة صباحاً وينهيه في الثامنة مساء .هي مرتاحة في حياتها !
صديقي في دمشق وهو يساري " علماني " قال : هي المؤامرة ، وأنتِ كعلمانية عليك أن تكوني ضدها .
قلتُ له مازحة : تقصد أن طائفتي ليست سنية .
قالَ: فليكن علينا أن نمنعَهم كي لا يبيدونا .
سألته : هل أؤيد قتل الأطفال مثلاً ؟
قال: لا تسمعي كلامهم . كلّها مؤامرة من قطر .
لا أعرضُ ما جرى لأقول من كان على صواب ، أو على خطأ . فقط لأقول : نحنُ كما نحنُ في العالم الحقيقي والافتراضي . لا نرغبُ في تغيير ثقافتنا . نبيح إبادة الخصم ، ولو كان لا يملك حجراً لضربنا .نغضّ الطرفَ عن الذّبح والاغتصاب . فقط لأنّنا نؤمن بالعلمانية التي تنبعث منها رائحة الطائفية .
يوجد علمانيون في سورية مثل رياض الترك والكثير غيره ، يقولون رأيهم بصراحة في الأحداث . لديهم حسّ إنساني عالي وأنا لستُ منهم ، وتوجد أحزاب علمانية في الحراك في الشارع .
أعود للحديث عن النّت . هو عالم افتراضي يشبه العالم الطبيعي ، وهؤلاء الذين يتذاكون بادعائهم أنّهم يملكون الحقيقة . جعلوه يتذاكى مثلهم . لا يتجرؤون على المواجهة المنطقية . يشنون هجماتهم من خلف حجاب الكمبيوتر . لا يجيدون لغة الحوار . فقط في كلامهم تخوين وإلغاء .
عقوبتي أستحقُّّها . فالحديث الذي سمعته البارحة . هو حديث سمعته بطريقة أو أخرى منذ طفولتي . الثورة المعلوماتية عند البعض هو أن تحوّل الانترنت . من جهازٍ أنتَ تلقّنه المعلومة . إلى قاذفٍ للكلمات . ينطق بما تقول . إنّه : "الشاطر . نت "
08-أيار-2021
04-تموز-2020 | |
19-كانون الثاني-2019 | |
10-كانون الأول-2015 | |
19-تشرين الثاني-2015 | |
05-تشرين الأول-2015 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |