شخصياتٌ مهترئةٌ
خاص ألف
2012-06-18
كلُّ شيءٍ مصيرُه الفناء .يصبحُ عتيقاً مهترئاً تملؤه الثقوبُ ،أو يأكلُه العتُّ من التخزين .ثمّ يرحلُ مع أوّل عاصفةٍ إلى غير رجعة . وبينما المدنُ تقصفُ والناسُ تموتُ شوياً أو سلقاً . يزدادُ عدد الشخصيات المهترئة التي ترغبُ بالزواج من الثورة ، كي تعيدَ شبابها . غير مدركة أنّ العطّار لا يصلح ما أفسده الزمن . بعضُهم مُقعدٌ من التخمّة حيثُ كانَ في الماضي يجمع المستحيلات بين يديه، ويتقدّم الصفوف في الزريبة ، ويكونُ المعبّر عن رأي الاسطبل بامتياز . ، وبينما كنّا نحومُ حولَ الزريبة طمعاً في الحصولِ على لقمة العيش . هو من أغلقَ أمَامنا الأبواب . تهدّمت الزريبةُ . بات هذا المهترئ عارٍ عن الصحةِ ، والصدق . جمعَ بعض منتجاتها . مرّغ وجهه بها كي يصبح في أوج الشباب ، وأنتج أدباً وفناً إصطبلياً بامتياز !
لماذا تضعُ يدك على رأسك ؟ اطمئن . لن أنافسك على شيء . لم تعد الزريبة تروقني . لم تشركْني فيها . لذلك سأفنى بطريقتي التي قد تخلّد بعض هفواتي الجنونية حولك، والتي لعنتُك فيها ألف مرّة . كونك ملعوناً على كلّ الأحوال .
في الأدب الزرائبي ، وكذلك الفنّ التابع له ، وحتى العلم . عليك أن تحافظ على حضورك الحيواني المميّز . وعلينا أن نقرّ أنّك كنتَ فحلاً داخل الزريبة التي غادرها كل الحمير والأحصنة إلى مكان آخر . غادرتَ خلفهم . رفعتَ رايتك . كتبتَ عليها أنّك بطلٌ مغوار ، حزنَ الحمارُ لأنّك تجاوزتَ عليه ولم تشركه في قراركَ . رأسُه الكبيرُ ينذرُ بمعرفةٍ تزيدُ عن كلّ أشعارك . تحدّثَ عن الصبر شعراً بصوته . كان حقيقياً . ربما تتعلّم منه الصبر قبل أن تهربَ من زريبةٍ جادت عليك . إلى زريبة أخرى فيها كلّ مكونات الأولى الفرق في اللباس . ففي الأولى لبست ثوب وحيد القرن ، وفي الثانية ستكون ذكر النحل .
صديقي العزيز . أعرفُ أنّك تبحث عنّي . لم تلمحْني عندما كنتَ أمام الإصطبلِ تتحدّث بلغة أهله . مرّرتُ من هناك . بصقتُ على الأرض عندما أتت إلى أنفي رائحةُ الروث الطري . هذه الرائحةُ التي شكّلت ثوبك المزركش بورود الربيع . اعتزلتُ الحياة بسببكَ تحتَ نخلة . أكلتُ من الرطبِ ، وبينما كانتِ الأرض تكسبني رائحتها . نزلت الأمطار . غسلت روحي ، وفاحت مني رائحة الطيوب . غادرتُ مع نسماتٍ رقيقةٍ مملوءة بالحنين إلى غير رجعة .
أراك تبحث عنّي في كلّ مكانٍ . ترغبُ في مصادرةِ ثوبي الفقير الذي أهدتني إيّاه السنابل في مواسم الحصاد . المعبق برائحة التراب .تضع يدك على رأسك وأنتَ محتارٌ عمّن أتكّلم . أتحدّث عنك أيها الفارسُ على طاولةٍ مملوءةٍ بفاجراتِ الإصطبلِ . تكرعون كؤوس النبيذ التي صنعتها من أجلِ أن أشفي بقليلٍ من الخمر قلبَ العليل ، وبينما كنتم تشربونها . انتشيتم وسقطتم . بقيتم نائمين في الزريبة حتى اليوم .
سيعودُ كرمي لي . أعصرُه . أخمّرُه ، وعندما يمضي ألف عام . أضعه على العشاء الأخير لكلّ القديسين ، وتظهرُ المجدلية قرب المسيح . تحملُ سرّ الأنثى . وتحتفظُ بالكأس المقدّسة . أغادرُ المكان ، لألقي نظرة عليكم وأنتم تقتلون أنفسكم كالاسخريوطي . إنّي عاجزة عن القتلِ ، لا أؤمن به . ولا أستطيع فعله . فقط أرغبُ أن أعرف : هل هناك فرق بين الزريبةِ والإصطبلِ؟ . التبس عليّ المعنى فقط !
08-أيار-2021
04-تموز-2020 | |
19-كانون الثاني-2019 | |
10-كانون الأول-2015 | |
19-تشرين الثاني-2015 | |
05-تشرين الأول-2015 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |