ليالٍ بطعمِ الحكاية
خاص ألف
2012-07-23
ونرحلُ إلى الجنون . فلم يعدْ أمامنا سواه ، كي نحتمي به من واقعٍ يجعلنا في مرمى الألم ،سنتركُ لعقلنا إجازة مفتوحة . كي يستطيع لا وعينا أن يستوعب الحدث . بعضُ الذين يمتعهم رؤية الدماء تتدفّق . يتصايحون أمام الفضائيات ، ثم يرحلون إلى الفنادق المضويّة يعانقون بعضهم البعض .
ونحنُ ! من نحنُ ؟
لا أعرف من نحنُ . لا ضرورةَ أن أعرف كي لايعود عقلي من إجازته . فقط تحضرني حكاية . أرويها لكم قبلَ النوم .
كان يا مكان في قديم الزمان . كانَ لي جدّة تعيشُ في قرية من قرى الشام على أيام المغول .
هربت جدتي منهم . وبقي جدي في القريةِ . قتل على أيديهم .
لمّا أتاها خبر وفاته .
غنت :
يا طير خبرني عن أهلي بالشام
تراني ما شفتهم من خمس سنين
رجعت الهم أسبوع واحد .
ما لحقت شوف ضيعتنا
ولا قبرأمي ، ولا حارتنا.
ياطير بتذكر سهراتنا عطراف النهر
كنت ساعتها تنام فوق شجرتنا
قولتك في بتمك شي خبر عاجل
قول : رح ضب شنايتي وسافر
ما بقا بعمري كتير
موحرزانة أبقى مهاجر
. . .
ياطير أبكي على أهلي اللي ماتو
تراني ما نسيتهم
حكايتهم بحكيها ل حالي
ومواويلهم بغنيها طول الليالي
هذا الحزن ليش مو تاركنا؟
يكفي بقى. بدنا نعيش لحظة فرح
ناطرة خبر عاجل منكم احبابي
تراها شنتايتي ورا الباب ها
متنطره خبر منكم .
إلها ناطرة. أيام وليالي
وبتقول بكرة السفر . بكرة السفر
أكيد بكرة رح أجيكم ؟
ناطرة خبر عاجل منكم.
يا الغوالي
. . .
ياحسرتي ياشام . . ضعتي .وضعنا معك
هدا الولد ما يفهم . ضيّعك
وعيونك نشفت . . مابقا فيها دمع
حتى أنت وحزينة. ما أجملك !
هدا العجي مومصدق أنو قلوبنا كلها إلك
انهارك السبعة غارت بالأرض
خايفة تفيض بدمعها وتلوعك
ياشام . ابكي على مهلك .
وخليني أبكي معك.
راجعتلك بكرة . رح بوس ترابك
وصلي على بوابك . وقول :
الشام رجعت شامة الدنيا
وردها ملون ، ونهرها مقدس
كلّه بالدم ارتوى
وتعمدو قدام معبدك
. . .
يا شام. ليش الزعل .
يا ما مر عالشام ويلات
لا تزعلي . نحنا معك .
ياويلو يلي موجعك
وياويل قلبي من الحزن .
ياويلتي .
مين العم يفجعك؟
توفيت جدتي . لم تستطع أن تزور الشأم . بعد وفاتها بشهر. خرج المغول مدحورين .
أرغبُ أن أضيف إلى أغنية جدتي بعض الكلمات:
نيالك ياستي .
على أيامك كان ياسمين وزهر
على أيامي
ما كان بالشام إلا القهر
والأرض اللي تربينا فيها عمر
نشفت دموعها ، وعز عليها مطر
حتى نشف النهر
وصارت ريحته متل اللي
ماإجاه الصيف من دهر
ليش شو بقا با الشّام غير الحزن ؟
مارح كمّل الغنيّة لأني عم أبكي
لماذا أبكي ؟
أبكي لأن الشام طردتني يوماً
مشى سكانها ورائي . قذفوني بالحجارة .
وضعتُ ثيابي في فمي . غادرتُ إلى فضاء عرف أنني أستحقّ الكثير
رحل الفقرُ ، ولا زالَ القهرُ عالقاً بين المسافة التي تفصل بين قلبي ودمشق
والمسافةُ طويلة .
إلى متى ستطول المسافة ، ومتى ألتقي بها
سأزورها مرّة واحدة . كي أعاتبها .
كي أقول لها : أريد حقّّي
لا لن أعاتبها . فقط سأزورها أشم رائحة ترابها . ثم أودعها إلى الأبد . فهي لم تحتضن ألمي. كانت قاسية . سامحتها . ففي عيون الشباب الذين أعادوها . رأيتُ حقي يعادُ إلي . خسرتُ معها حقاً، وخسروا حياة .
قدّستها الدماءُ الطاهرة .يمكننا أن نحجّ إليها . . .
08-أيار-2021
04-تموز-2020 | |
19-كانون الثاني-2019 | |
10-كانون الأول-2015 | |
19-تشرين الثاني-2015 | |
05-تشرين الأول-2015 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |