حاجزُ الخوف
خاص ألف
2012-08-26
سأسمحُ لنفسي بالحلمِ . أن نصبحَ كالأطفال نحبُّ بعضنا بعضاً .
عندما قال رياض الترك : " لقد كسر الشعب السوري حاجز الخوف "كان مدركاً لما يقول . تحدّث ببساطة عن العالم السفلي ، وبمتهى الشفافية على "أنّ السجنَ لم يغادرْ داخلَه لحظة ". لقد سجنَ الرجلُ بسبب رأيّه ، ولم يكنِ الأمر بإرادته أن يبقى أو أن يخرج من السجن ، فتقديمُ التنازلات ليس أمراً سهلاً ، وربما لا يستطيعُ فعله . هو فعلاً لم يفعله .ولم يفعل شيئاً آخر أهم من هذا . هو أنه لم يدعِ إلى تشكيل حكومة لملء الفراغ في خال سقوط النظام كما فعل المالح . هو يعتبر أنه حرٌّ مسؤول عن كلمته ، ولا أعتقد أنّ أحداً يعارضُ وصوله إلى السلطة . لكنّ الكبارَ يتواضعون دائماً .
. لا أتحدّثُ عن رياض الترك لأنّني أنتمي إلى حزبه . بالعكس تماماً . لا أنتمي إلى هذا الحزب وليس في نيتي الانتماء إليه و لا أعرفُ عن الرّجل سوى مايعرفه السوريون : أنه شيوعي اختلف برأيه عن الشيوعيين في الجبهة . رفعَ عنه الغطاءُ فكان مصيره ومصيرُ بعض رفاقه السجن .
هل كل ما يدعى " جماعة رياض الترك " عاشوا المعاناةَ نفسها ؟
بالطبع لا . فبيوتُ بعضهم عامرةٌ . على رأس موائدهم ضبّاط أمنيون يتناقشون في الأمور السياسية ويشربون أنخاب بعضهم البعض . وكذلك في أحزاب الجبهة . بعض الأفراد سجنوا لأن قياداتهم رفعت عنهم الغطاء . وأكبر مثالٍ على المقولة أنّ الطيب تيزيني . لم يسجن مع أنه من جماعة رياض الترك ، مع احترامي له .
كُسرَ حاجزُ الخوف . كلّ السوريون معارضة وموالاة يدركون أنّ الفقرَ قد ضرب أطنابه بينهم . كانوا يخجلون من فقرهم . كسرَ حاجز الخجل من الفقر .
في المدنِ المنكوبة والأحياءِ المقصوفة بالمدافع وصواريخ الطائرات. يموتُ الفقراء في أكوام . بينما يسخرُ العالم من دمائهم معتبراً أنّ وجودَهم لا يغيّرُ في المعادلة طالما أنّ جيوبهم فارغة . . قلة من الأغنياء قضوا لأسبابٍ شخصية بينهم وبين بعض الفئات التي تحقدُ عليهم ، وما أكثر الذين يحقدون عليهم !
الشّعبُ السّوري الفقيرُ يشرب من نفس الكأس سواء كان موقعه هنا أو هناك . وإذا كانت خلية الأزمة التي قتلتْ تمثِّلُ القمّة في الحكم والمال ، فإنّ هؤلاء الجنود الذين لا يجرؤون على فعل شيء . يموتون إما بطلقة من الخلفِ أو الأمام .
ذهب صدّام وأبناؤه . من بقي من أفراد عائلته يعيش عيشة الملوك خارج العراق ، وأصحابه وحزبه متنفذون . جمعوا أموالهم وقفزوا من المركب وهم اليوم إمّا مشاركون في حكومة المالكي ، أو لهم شركات ضخمة في القانون والطب والاقتصاد في الخليج والغرب، وكلّ دول العالمِ ، فالعالمُ يفتح ذراعيه لمن يملك المال .
طالتِ الثورةُ السوريةُ كثيراً ، وبدأتِ الشّعارات التي ظهرت في البدء تتلاشى أمام شعاراتٍ طائفيةٍ لا نعرفُ من المسؤول عنها ، فما مصلحة الثورة في أن يكون الشهيد المسيحيّ قد أعلن إسلامه قبل موته ؟
وما أدرانا أن ذلك قد تمّ فعلاً ؟
أليس من الأفضل أن لا تروجوا لهذه الشّائعات ؟
بدأت المخاوفُ تعودُ . فلا نحن قادرون على استيعابِ لماذا يتمّ القصفُ بالطائرات والمدافع ، و لا نعرف من يحكم سورية اليوم بعد ان مات أغلب المسؤولين فيها ، ولسنا قادرين على السكوت على من يطلب حكم الشريعةِ ، فما من أجل هذا أيدنا الثورة . وليس من أجلها هتف الشباب "مسلم ومسيحي واحد "" أو عربي وكردي واحد"
بالنسبة لي ل . كنتُ أطمحُ بطرحٍ حول الدولة المدنية الحقيقية ، والتي تعطي النساء حقوقاً حقيقية . أقلّها حرية الزواج وحرية العقيدة ، ومنح الجنسية للزوج والأبناء ، والحضانة الكاملة للأطفال .
هل ستحقق هذه الثورة بعد كل هذه التّضحيات طموح السوريين ؟
أم علينا أن نستعدّ لحربٍ تكفيريةٍ تستبدلُ الدكتاتورية بأخرى ؟
أليس من حقنا أن نتخوف من الطروحات الطائفية التي تظهر حتى على صفحات بعض التنسيفيات والصفحات كصفحة عبد الباسط السّاروت مثلاً !
08-أيار-2021
04-تموز-2020 | |
19-كانون الثاني-2019 | |
10-كانون الأول-2015 | |
19-تشرين الثاني-2015 | |
05-تشرين الأول-2015 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |