زواجُ السّوريات
خاص ألف
2012-09-04
ندّعي أنّنا أصحابُ حضارةٍ عمرها آلاف السنين، ولا نناقشُ الحاضر إلا من خلالِ كلماتٍ تبدو عالية النّبرة . نعجبُ بها لأنّنا لازلنا ننتمي بداخلنا إلى النظام في طريقة التّفكير. ولا نحلّل الأمورجيداً ، وهذا سببُ ذلك الضجيجِ بين الكثير من السوريين الذين يتجاوزون دماء الشّهداء بامتطائهم الموجة!
الوضع في سورية اليوم تساوت به المرأة مع الرجل في القتل . سورية شهيدة، والشهداء حقوقهم في السّماء ومع العدالة الإلهية . مع هذا لا بدّ من وضع زواج السوريات قيد الدرس. ولديّ دراسة موثّقة في هذا الشأن .
قبلَ سنوات . غصّت المواقع اليسارية والنسائية المسموح بها من قبل الدولة من أجل تسلية النّاس وإمتاعهم، والقول أن سورية مليئة بالنضال، بالحديث عن حقوق المرأة . ففي كلّنا شركاء، ومرصد نساء سورية، وموقع عشتار. وغيرهم كانت تزيّن الصفحات الأولى بكلمة " لا لجريمة الشرف مثلاً " وما أكثر اللاءات التي لا تغني ولا تسمن من جوع . فقد قالوا: لا لقانون الأحوال الشخصية، وفي أحد تعليقاتي على الموضوع قلتُ على سبيل الطرفة : أنتم السوريون لا تعرفون أن تقولوا سوى لا . قولوا مرة واحدة :نعم !
تحدّث بعض المحامين في سورية منذ عدة سنوات عن زواج السّوريات، وكيف أصبح للزواج من الغرباء سماسرة في دمشق وحلب والمدن السورية الأخرى . حيث يتم الزواج على مهر معين ثم يتم الطلاق .
في سورية ماقبل الثّورة : زواج المتعة والعرفي، وزواج نهاية الأسبوع، وزواج فرند، السماسرة مقيمون في دمشق، والعرسان من كل أنحاء الوطن العربي ممن أتوا لقضاء إجازة الصيف .حيث يتمّ الطلاق بعد الإجازة .وأحياناً تصدر الفتاة لعجوز في السعودية . وهذه الدراسات قام بها محامون من سورية حينه.
الزواج في حقيقته مأساة .داخل سورية أو خارجها . وفي الخليج تسعى الكثير الفتيات المتعلّمات اللواتي ترغبن في التحرر من الفقر في الارتباط بشخص خليجيّ مواطن . حيث أنّ أمور الحياة تصبح أفضل.
محاميات . مهندسات . طبيبات . تزوجن من مواطن عادي لا يحمل أي كفاءة، ولا حتى مال. كزوجة ثانية أو ثالثة، فقط من أجل الاستمرار في العمل والإقامة هذا بالنسبة للإمارات، أما السعودية فيتزوجوا قاصرات من سورية، وإحدى النساء السوريات التي تعمل مدربة سواقة في الشارقة . زوجت ابنتها زوجه ثانية إلى سعودي مدمن مخدرات، وهي تزوجت مصري زواجاً عرفياً وهو الزواج الثاني لها .وستتزوج حالياً من أخ زوج ابنتها، وهي حادثة طبيعية تتمّ تحتَ غطاء السترِ والحاجةِ والشّرع .
والموضوع عام ليس هو خاص بالخليجيين . بل بجميع العرب .
قبل أن تصلَ سورية إلى الثورة كان هناك انحدارٌ في القيم على كلّ المستويات، وبخاصة بين " النّخب " في دمشق، فكانت ثورة من أجل الخبز والكرامة، والكرامة تعني استعادة القيم .
قبلَ أيّام قرأت على الفيس بوك تعليقاً للإعلامي "توفيق حلاق " قال من خلاله بما معناه : أنه يرفض أن يكون الزواج حلّ للمأساة السورية . أعجبَ السوريون بما كتب، وأغلبهم شاركه هذه الكتابة .
أرغبُ أن أعطي فكرة عن الموضوع : بين الفينة والأخرى يأتي فلسطينيون بقوائم لأسماء نساء الشهداء، ويطلبون المساهمة في التخفيف من المعاناة وتزويج زوجات الشهداء لخليجيين أو عرب . زوجة ثانية، أو ثالثة، ويتمّ تبني المشروع، وهذا مايحدث الآن . السوريون هم الذين اقترحوا زواج السوريات من أجل حمايتهن .
السؤال : هل كل السوريون فعلوا ذلك ؟
بالطبع لا . لكنّه الجوع والفقر، وقد فعلوه بنية حسنة !
هل الموضوع يحمل الإهانة دائماً ؟
توجهتُ بهذا السؤال لمحامٍ إماراتي . أمّه مصرية . كانت زوجة رابعة . قال :
"أمتنّ لها لأنها تزوجت أبي. أليس أفضل من أن تنجب أطفالاً ترميهم للشّارع "
لست معه في الرأي . هو لم يشعر بمأساتها ربما !
عندما أهين الشعب السوري وأفقرَ . فقد النساء والرّجال كرامتهم . كانت المرأة ضحية هي وأطفالها، واليوم ندفع الثمن من دماء السوريين . ومن أعراضهم .والمآساة في الزواج نقلها بعض المحامين منذ سنوات، لكن هناك طبقة لم تذق طعم الجوع .وعندما ضاقت الحياة بها في الداخل . طارت إلى الخارج لتغرّد على تويتر وفيسبوك بكلماتٍ نعتقدها ثورية، ونشاركها جميعاً، لكنها في الحقيقة هي أصوات انفعالية من الماضي لا تعالج جوهر الموضوع، فقط تضفي عليه صفة جمالية، وتسجّل صاحبه تحت اسم : "أصحاب الرأي "
08-أيار-2021
04-تموز-2020 | |
19-كانون الثاني-2019 | |
10-كانون الأول-2015 | |
19-تشرين الثاني-2015 | |
05-تشرين الأول-2015 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |