يقين .. من قاع الصدى
خاص ألف
2012-09-28
أمّا وقد انكفأت الأضواء، وخفتت العيون المحدّقة من حولك، تكوّر على نفسك في العتمة، اخلع عنك أدوارك.. وأشرق..!!
تمجّد في كيانك، مفعماً بكلّ انكسارات الروح..
كن مفرغاً تماماً...
كخرابة لم يعد يعشّش فيها حتّى الغراب..
كن خاوياً ...
محمّلاً بخسارات المدن والوطن والأحبّة، بلا طقوس ,بلا صخب, بلا عزلة المطهر الّتي اعتدت أن تمنحها لروحك..
كن وحيداً ..
كسروة في وجه ريح..امتشق علوّك... ولاتنحن ِ صوبهم ..ولو بحجّة الاشتياق ..
.....
أروِ.. أروِ... أروِ... حتّى وإن كنت تموت عطشاً..
وأبكِ كثيراً..
حتّى آخر زفرات الرّوح، لأنّ ثمّة عطشٌ في أرواح محيطة، فاتك الوقت و لم تروه...
وانسَ...
أنك تقضي نحباً صامتاً دون أن تدرك طعم الارتواء..
كن خاوياً..
خاوٍ تصفر بك الريح ، كدير في قمّة لا يصلها حتّى الرّهبان..
...
تمدّد ..
تمدّد في خذلانك.. وقل:
مخذولٌ أنا ككلام السّلام في كتب السّماء، وهي مرميّة تعفّرها الحرب والدّماء..
تكلّل بوجعك...
كن صامتاً وعميقاً كبئر..
يرمون شكواهم في قاعك وينسونها للأبد, بينما تبقى وحدك ..
منصتاً لارتطام الصّوت بجدران الرّوح، ساعياً نحو قاع, وأنت البئر الهجينة لاقاع لك, لاقاع بك ...
مذ تحرّرت منها خوفاً عليهم من ارتداد الصّدى ..
....
واعترف ..
وحيدٌ أنت ..فاعترف ...
وحيدٌ في عتمة بئرك ولا دلو ينتشلك, سقطتَ بأعماقك ذات غياب, يوم أسرفت في ارتجال النّور فتهاويت في العتمة,
تحرّر..
تحرّر من الأصابع و الأيدي... والضّجيج..
مكسورٌ أنت... فاعترف..
ولكن لاتدع اعترافك ثغرةً لأصابع تعبث بتكوينك ..
ففخّار الرّوح هشٌّ، ولايرمّمه سوى نور دافئ بعيييييد..... وحر..
فخّار الرّوح رقيق يرسم تشكيل بهائه بنفسه, ويذووووب... يتفتت إذا ماعبث بصلصاله سواك, ولو بداعي الحب..
فتجلّى ...
و أشرق ...!!
....
أمّا وقد انكفأت الأضواء، وخفتت العيون المحدّقة من حولك، تكوّر على نفسك في العتمة، اخلع عنك أدوارك ...وأشرق ..!!
تكوّر على نفسك، حاول أن تستعيد ذاكرة الجنين, حين كنت سؤالاً سابحاً في هلام الوجود..
وتساءل...
تساءل:بم اختلجت روحُك حتّى تململت في عتمة الرّحم الآمن، راكلاً بوّابة النّور بعد اكتمال الكون بداخلك؟!
بم اختلج الرّحم حتّى لفظك، وخرجت مسحوباً نحو عالم صاخب مزدحم..؟؟؟!!!
عالم من ضجيج.. رسمُ دخولِه مثل رسم الخروج من حدود الوطن...
صراخٌ هستيري, وروحٌ تشهق دون سبب ملموس.... !
تساءل:أيّ شتاتٍ هذا الّذي كُتب على جبينك موحّداً الأضداد والتّناقضات فيك.. لتعترف؟؟!!
لتعترف بيقين الوجود وتترفّع عن الخيارات...
أيّ قدر أن تكون شبّاك اعترافٍ لكلّ روح عرفتك, وألّا يكون لنزق روحك شبّاكُ بوحٍ سوى المدى؟؟!!
أيّ فضّة تلك الّتي نُثرت على روحكَ فأصبحتَ مرآة الجميع، إنّما محرومٌ من رؤية نفسك ؟؟!!
أيّها المانح نفسك دوماً...
كفّ عن مراقبة الوجوه وهي تفيض نوراً بك..
وتساءل ..
...
مبعثرٌ أنت على عتبات الأحبّاء والأصدقاء والوطن, لا تملك منك إلّا الفتات...
في كلّ شيء بعض منك, فأوصهِم أن يداروا هذا البعض منك بصمت..
واطلب منهم - حين يقرع جرس التجلّي - ألّا يثيروا ضجيجاً...
أن يبتسموا, بجلال ..
أن يردوا لك بعضاً من نفسك ..
وأن يرموا يقيناً صغيراً في تربة الرّوح, لعلّك تزهر يوماً من قلب هذا الرّفات.
08-أيار-2021
21-تشرين الثاني-2012 | |
13-تشرين الثاني-2012 | |
06-تشرين الثاني-2012 | |
30-تشرين الأول-2012 | |
23-تشرين الأول-2012 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |