دع عنك.. "صوتك"..!!
2012-11-06
"أمّا وقد بدأت رائحة العنف والدّم تنتشر من فوهة مسدّسات ورشّاشات الأجهزة الأمنيّة للجم أنفاس يطالب أصحابها بالحريّة..
فلننتبه إلى أنّ أكثر ما يقهر الظّلم والعنف والهمجيّة ويخرس أنفاس المسدّس والرّشاش..
اتّباع أساليب السّلم والسّلوك الحضاري تجاه كل من تسوّل له نفسه قمع حريّة الشّعوب حتّى لو استخدم أعتى الأسلحة..
لأنّ ذلك يؤكّد أحقيّة الشّعب المسالم الحضاري المدني في قيادة مستقبله بديلاً عن الثّعالب والثّعابين وسافكي الدّماء..
كذلك فإن أخطر منزلق ينزلق إليه الشّعب السّوري، ويؤدّي إلى شلّ إرادته وتحطيم أحلامه وتطلعاته خطاب طائفي يحتكر إنجازاً ما لنفسه،
أيّاً كان نوع هذا الإنجاز..
فكلّنا أبناء طائفة واحدة هي طائفة الشّعب السّوري..فليتداول الثّعالب والثّعابين وسافكي الدّماء خطابهم الطّائفي
أمّا إرادة الشّعب ولسان حال حريته وطموحه تأبى مثل هذا الخطاب..
وطموحه يأبى مثل هذا الخطاب.."
- ضاهر عيطة -
كان هذا النّداء في 19- آذار - 2011 ...
استبصر صاحب هذه السّطور مستقبل ما يجري في سوريّا.. و أطلقها دعوةً لتصان الغاية من خلال صحّة انتقاء الوسيلة..
حذّر منذ البداية من منزلق التّنازل عن السّلميّة.. وتسلّل الطائفيّة للرّوح السّوريّة...
وكان من الكثيرين الّذين يدافعون عن هذا الموقف..
كانَ من الّذين كانوا كثيرين وباتوا يتحوّلون لقلة بعدما تنازل جزءٌ منهم عن خيار السّلمية أمام ضغط آلة السّلاح وقهرها..
أو بعدما لوحق من لا يزال يتمسّك بسلميّته.. فصار إمّا في المهجر أو في المعتقل..
- ضاهر عيطة - الآن في المعتقل...دون أن نعرف سبب التّوقيف!!!
....
"ضاهر عيطة"...روائي وكاتب ومخرج مسرحي وكاتب سيناريو، فاز بجائزة أفضل نص مسرحي موجّه للأطفال في مسابقة التّأليف المسرحي الّتي تقيمها "الهيئة العربيّة للمسرح" في الشّارقة عن نصّه "براءة بحار".
ومن أعماله رواية "لحظة العشق الأخيرة" ومسرحية "رقص من النّجوم" و"حرّاس البيئة" وسواها.
هو موظّف في مكتبة المعهد العالي للفنون المسرحيّة...
رجل ملتزم بعمله...
لا يتأخّر عن موعده مذ عرفناه طلّاباً في المعهد..يصل في موعده تماماً على كرسيه المتحرّك..
لا يستفيض في حديث ولا يترك مجالاً لثرثرة...
شخص ائتمن على صمت المكتبة وهدوئها... وكان ينبهنا دائماً بحسم وجديّة إذا ماعلت همساتنا في قاعة المكتبة..
كأنه يحرص على أن يعلو صوت الكتب وسطورها...على كل صوت آخر..
والسّؤال الأهم لماذا هوالآن معتقل؟؟؟
بماذا يمكن أن يشكّل خطراً.. أو يحمل تهمة.. وهو الملازم كرسيه.. المحلّق بفكره..؟؟!!
.....
"ضاهر عيطة" ليس أوّل اسم يعتقل أو يلاحق من حملة فكر الثّورة وممارسيها بالفكرة والمفهوم...
فقبله "حسين مرعي"... و "عدنان زراعي"... وكثر كثر سنظلمهم لو بدأنا بالعد والتسمية دون ذكرهم...
هؤلاء ليس لهم أيّ تماس مع السّلاح أو التّجييش أو الطّائفيّة... لا بالممارسة ولا بالدّعوة إلى تلك الأدوات..
بل هم من أوّل وأشد رافضي هذه الدّعوات والمحذّرين منها...
هم من دعاة المدنيّة... الّذين يمثّلون هويّة حقيقيّة لما نحتاجه كصورة عن السّوريّين.. خاصّة في ظرف كالّذي تمر به الهويّة السّوريّة..
هم أوّل من رفعوا الصّوت بمحاذير الآتي كي لا تتوه سوريا في شتات العاصفة..
هم الضّمان الوحيد ليكون لسوريا من يمثّل تعدديتها و نضجها... ولينقذ صورتها من التّعصب والجريمة التّي آلت إليها
هم الصوت رغم قلّة تمثيله في الشّارع.. لكنّه الرّاية والدّليل..
وحاجتنا إليهم الآن أكثر من السّابق...
حاجة سوريا كلّها لهم.. وليس حاجة طرف محدّد ضد آخر..
....
هم الآن في السّجون..
ونحن في سجن السّؤال الّذي لا يهدأ...
أيّ مصير لسوريا.. بعد أن تجرّد من هويّتها... ومن حملة هويّتها الحقيقيين؟؟..
و أي مستقبل و هي تترك نهباً للتفجيرات في شوارعها، والدّمار في انسانيتها
تحرق فيها الأجساد، و يقطّع البشر، وتنتهك الحرمات...
يترك المجرم طليقاً بينما يُطارَد الفكر و يُعتقَل ..
كأن كلّ شيء يلاحقك مذعوراً ..ليقول لك.. :
ما بحوزتك يفزعنا لأنه أخطر من كل الأسلحة ..
فدع عنك "صوتك" ..!!!
08-أيار-2021
21-تشرين الثاني-2012 | |
13-تشرين الثاني-2012 | |
06-تشرين الثاني-2012 | |
30-تشرين الأول-2012 | |
23-تشرين الأول-2012 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |