لكل السوريين .. لكل السوريين ..!!!
خاص ألف
2012-10-30
"أوقفوا القتل...
نريد أن نبني وطناً....
لكــــــــــــــــــــــــــــلّ السّوريّين"
...................................
أوّل ما يقوله قائل مهاجماً هذه العبارة..:
"طيب بالله.. سمحلي بهالسّؤال: ليش إيمتا ياعيني ما كانت سوريا... لكلّ السوريّين؟!"
وقد يهاجمها صوت آخر.. دون أن يكلّف نفسه عناء ترك المجال للإجابة
أو حتّى طرح رأيه كتساؤل - ولو تهكّماً- ..فيجيب بحزم مطلق:
"حبيبي... سوريا من يوم يومها.. لكلّ السّوريّين.. ماكانت بيوم غير هيك..
إلّا من بعد ما خرّبتوها.. وصار في طائفيّة.. وسلاح... واللّه يستر ما تتقسّم البلد كمان...
وبتقلّي كلّ السّوريّين؟!"
.................................
لست الآن في وارد اقتراح إجابات أو الدّخول في أمثلة تجسّد ردود فعل المجتمع سيكولوجيّاً
ولست أقدّم مادّة لمناقشة الوعي المجتمعي التّراكمي الّذي قادنا لسماع هذا النّوع من الرّدود
والسّجالات.. في لحظة مفصليّة يطفو بها وطن كامل على نهر من الدّم.... !!!
لكنّني أريد أن أتوقّف عند هذا الشّعار دون سواه.. :
لماذا يسبّب شعار يبدأ بعبارة " أوقفوا القتل" ذعراً ورعباً ويستدعي التعرّض له
بالهراوات والاعتقالات والملاحقات؟
لماذا... يواجه هذا الشّعار فوراً بردود فعل عدوانيّة... سواء لفظيّة أو بحجّة النقاش؟
علماً أنّه لم يذكر "قتل من" .. ولم يسمّي "الطّرف القاتل"
بل اكتفى برفض القتل على الأرض السوريّة
أيّاً يكن الطّرف، أو الهدف، أو المبرّرات.
لماذا يُغيّب تماماً حَمَلة هذا الشّعار عن المشهد السّوري..
وهم غالبيتهم من الشّباب المدني المفكّر الواعي؟
لماذا تسبّب كلمة "كلّ السوريّين" هياجاً و ذعراً... كأنّها تشمل في جوانبها صنفاً فضائيّاً من السوريّين..
لا نريد أن نعترف بسوريّته وأحقيّته في الوجود و المشاركة؟
ولماذا تسبّب اعتصاماتها احتقاناً وعنفاً يفوق كل أشكال الاحتجاج الّتي ربّما تفوقها صخباً؟!
بالرّغم من أنّها مجرد اعتصامات صامتة... غير صاخبة حتّى بألوانها...
اعتصامات صمتها مدوٍّ و مؤثّر.. لدرجة تثير حنق المدفعيّة و نرجسيّتها...وتثير شهيّة السّجون
والأقبية!!
...............................
أيضاً لن أمنح نفسي حقّ الإجابة...
بعض التساؤلات .. ممرّات أرحب من الأجوبة.
هي دعوة سلميّة تبدو مفرطة في مثاليّتها في وقت نغرق فيه بدمائنا،
في وقت إحدى أقوى لغاته هي لغة السّلاح، قبلنا ذلك أم رفضناه
في وقت ثمة فيه من يقدّم روحه فداء لسوريّا... محطّماً كل معايير الخسارة مادام هدفه أن نكسب سوريا جميعاً.
دعوة سلميّة قد تكون مجحفة في حقّ الدّماء الّتي روت تراب سوريا،
لكنّها قطعاً ليست مجحفة إذا كانت معبراً لحقن المزيد من الدّماء.
وليكون الدّم الّذي سال حتّى الآن قربان معموديّة سوريا الّتي تتّسع لنا جميعاً
والّتي تبنى بالاتساع و النّضج والخبرة والحب، بالوعي و العلم،
وبرصيد من الألم كالّذي مرّ بنا.. يحمينا من تكراره.
سوريا...
التّي تخفق في دمنا ونبضنا و جراحنا...
تخفق في عنفوان شبابنا.. وكبريائنا.. في ثقافتنا وبساطتنا وتنوّعنا..
هي سوريا لأنّ قدرها أن تكون لكلّ السّوريّين... لكلّ السّوريّين... لكلّ السوريّين
سوريا الّتي لم تصل لهذا الحجم من الدّمار والخراب.. إلا لأنّ يداً عبثت بفسيفسائها..
وحاولت أن تجعلها لوناً واحداً..
سوريا الّتي تتلوّى الآن في بحر دمها...
لعلّنا نتعلم عبرة الزّمن المنحوت في ترابها... كنقوش في معابد غابرة..
تكتب بدمنا ودمها... صارخة لعلّ صوتها يصلنا...:
"أنّ لا واحد فوق أرضي... سوى دمكم... ودمي...
الدمّ السوري واحد..لا يفرقه دين و لا طائفة ولا فكر ولا عقيدة...
عدا دمكم... كلّ تشابه جريمة..
كلّ قسرٍ على التّشابه جريمة...
كلّ رفض للآخر جريمة... كلّ تطرّف.. كلّ إقصاء... كلّ تحيّز.. جريمة.."
سوريا.. تقف هنا...
في صميم الجغرافيا والزّمن...
وتنادي بكل كبرياء الأبجديّة...
" أوقفوا القتل.... نريييييييييييييييد أن نبني وطناً...لكـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل... السوريّين.... "
08-أيار-2021
21-تشرين الثاني-2012 | |
13-تشرين الثاني-2012 | |
06-تشرين الثاني-2012 | |
30-تشرين الأول-2012 | |
23-تشرين الأول-2012 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |