"سوريا.. درب الهداية"
خاص ألف
2012-11-21
لم يعد الصّراع يبدي خجلاً في نثر أوراقه هنا وهناك، محيلاً المنطقة لبؤرة مشتعلة.
ربّما ليتقاسم مردة الاستبداد الأدوار مشتّتين تركيز النّاس عن قضاياها، لأنّهم يدركون أن لقوانين لعبة "الدومينو" انعكاساً على أوضاعهم، هم الّذين لم يعودوا أكثر من "أحجار" ينهار جميعها بانهيار أحدها.
لكنّ السّحر ينقلب على سحرته، وفيما يختلف بين حين وآخر من يتصدّر الواجهة في النّكبة والتّضحيات. يأتي الألم بصورته الجديدة ليبقى واحداً، وليرسّخ المعاناة ذاتها والاستبداد ذاته.
حراك يغلي ويخفت في الأردن ليسمعنا أصواتاً منسيّة ومحجور عليها في زوايا المملكة وجمودها.
لبنان.. الّذي يتلقى قذائف وصراعات المحيط، ويهتزّ على صدى كلّ جدال أو خلاف في الجوار.
ومصر الّتي ترفض أن تصبح سجينة ما آلت إليه ثورتها من مآل لا يختلف عما كان.
وغزّة الّتي انبرت لتدفع بدمها فاتورة الكرامة العربية المهدورة المباعة والمساوم عليها دائماً وأبداً.
وسوريا .. سوريا الّتي ترزح تحت ظلمها وظلامها وظلماتها. وفي كلّ تلك الرّقعة مواطن واحد، وقهر واحد، وطبعاً مستبد واحد. وإن تغيّرت الانتماءات والهراوات والتّسميات والحجج.
جاءت غزّة من بعد سوريا واستمرارية لها لتريق كل ما لم يراق بعد من الحدّ الكاسر لإنسانيّة مرّغت بالدّم والدّمار،
علّها تضعها علامة على جبين هذا العالم وقادته الّذين انبروا بالشّجب والتّنديد والتّنابز بالألقاب والملاسنات، كأنّ إلصاق لقب "النعجة" بأحد دون آخر، سيحرّر القدس أو ينقذ ولو طفلاً واحداً من الحقد المصهور الّذي يخترق جسده في سوريا أو في غزّة. وينسى الجميع أنّهم كلّهم "نعاج" أمام تلك الطّفولة وأمام شتات هذي الشّعوب وحقوقها المهدورة حتّى ولو اختلفت انتماءاتهم.
وتتنافس أرقام الضّحايا بين سوريا وغزّة صعوداً،أرقام القتلى والشّهداء والأطفال والنّساء والمشرّدين.
تتنافس البيوت الّتي باتت ركاماً على الالتصاق بأرضها،هبوطاً،وتنسى الضّحيّة وجع أنّها باتت بلا بيت،بعد أن جرّبت الخسارة الأقسى، أنّها ومنذ زمن سحيق باتت بلا وطن..!!
لا يحقّ لأحد تجريم شعب بأيّة تهمة، ولا يسكت الصّاروخ شعوباً خسرت الأغلى لتربح ما هو أرفع من كل ربح وخسارة.
لكنّها الشّعوب وحدها من تحمل مسؤولية صيانة صرختها، من المتطرفين ومن التّجار ومن مستغلي المواقف.
تلك الصّرخة الّتي دفعت الأرواح والدّماء ثمناً لها والّتي يجب أن تبقى محروسة بشعلة من لهب لا ينطفئ لكي يدرك أيّ لصّ ليل يتسلّل في غفلة من وجع النّاس وغليانها، ظانّاً أن بإمكانه سرقة الشّعلة والوهج، أنّ هالة النّار والنّور لابدّ باقية.
شعلة تشعّ من المنافي والمهاجر والمخيّمات، من الّداخل الهادر بالغليان، من التّضحيات والخسارات، من الألم.
ومن الحقّ والتّاريخ الذي لابدّ سيكتب.
من أصحابه الحقيقين لا من ملتحقيه ومشتريه ومتطرّفيه،ولا من مبتكري الإمارة والخلافة والّين هم امتداد لمن يدير الفتن والحروب.
يهبّ الجميع على سوريا في دوّامة عابرة، ولا يبقون، من لا يعرف تاريخ حجر واحد في الشّام القديمة، لا يعرف شيئاً عن تاريخ الشّام.
شامنا الّتي لن تكون إلا للجميع، لأنّها لم تكن يوماً إلا للجميع وما نزيف الشّام اليوم إلّا لتطرد من دمها قيحاً حاول أن يتسلّل لجسدها.. فلفظته.
دمشق الرّيحان والياسمين والنّارنج والحريّة، لن تستبدل دمها بعمامة ولا تطرّف ولا بمستبد، ولن تكون إلّا ذاتها.
Donald
2015-10-14
That's really thikinng of the highest order
08-أيار-2021
21-تشرين الثاني-2012 | |
13-تشرين الثاني-2012 | |
06-تشرين الثاني-2012 | |
30-تشرين الأول-2012 | |
23-تشرين الأول-2012 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |