هي العقيدة وأنا الإنسان
خاص ألف
2012-11-18
((كل قشرة تبوح بشيء وتستر أشياء )) نيتشه.
من هذا المعنى أفهم تعبير التضليل الفكري الذي ينخرط تحت تسمية ((العقيدة))، والتي تكوّن بشكلها الخارجي مسافة ثابتة لا تنزاح عن مسار واحد لليقين وتجعل الفكر مؤطراً تحت رؤية معينة للواقع بكافة حيثياته، مما يجعل السابقة أي العقيدة عرضة للخدر ، خدر الحواس ، خدر التوجهات و كذلك الممارسات الاجتماعية الحقيقة ،لأنها ستعمل طوعاً على تفعيل السقوط بالثغرات بين الصواب وبين الخطأ معمقة الفجوة بين الطرفين ، فتارة تراها تشد الحبل إلى النعم المحض، باتجاه اللا النافية لكل ما ينفي نعمها ، إلى أن تغدو مع التكرار حبيسة التسمية مجمدة الملمس ، وأكثر تذبذباً في آراء مستقطبيها حتى في عقائدهم .وهنا يقودنا كعقائديين إلى اتباع أساليب جمة لنفي هذا الاحتلال الفكري ورفع ثقله عن كاهل الأرواح ،وإلى كسر هذه القيود الواهية ثائرين مستعصمين هائمين وتواقين إلى كل لون لرأي حر وروح حرة ومعتقد حر . وهنا يأتي الدور الأعظم إلى كسر التضليل باتباع مناهج الشك والسؤال محطمين كل أصنام الأساطير نابذاً الواحد فينا كل تلك المعايير التي تزن الآخر بأوزان الطول والعرض والثبات ، وتصكه بصك النوع الواحد رافضة له المغايرة والاختلاف مدرجة العنوانين لتسمية المرء تحت عبارات التخوين والإلحاد والكفر والتكفير.
لتخرج إلى النور مفردة الانسيابية وهي الترجمة الأصلية لكل قوانين والية وحركة أطياف الحقيقة والتي تحرض الواقع بدورها إلى اختلاف مؤشراته ليغير هو الآخر من ثباته الصرف إلى نسبيته ، فالواقع ماهو إلا روح حية تتألم وتفرح وتغضب تعيش المجون ، تقع في المطبات التي تستدعي حرية الحواس ومراجعة وسائل التعبير وإعادة صياغة عقائد العقيدة ذاتها ، تلبية لاحتياجاته ، فتنصهر كل التأويلات والاجتهادات والتفسيرات في بوتقة واحدة نطلق عليها نحن البشر(الثورات)
الثورة بتعريفها المتواضع:
ماهي إلا مرآة عاكسة لأوجه الحقيقية ، وصحوة من فكر نائم ، وتغيير لرتم وأوزان القوافي ، وكسر لأبواب مغلقة على ذواتها ، وتغيير لمنهجية أنظمة تحكم مجتمعات وفق خوارزمية واضحة مكبلة إلى أن تغدو مع تواليها الممنهج نسخة أخرى للعقيدة
فكل نظام وما أعنيه بالنظام ليس المعنى الذي ينطوي تحت تعبير السلطة ،فالنظام أياً كان سواء بشكله سياسياً أو اجتماعيا أو دينياً قائم على أسس زمنية وفلسفية وثقافية ثابتة ، ومع تراكمه الزمني الذي يرتدي ثوباً واحداً يصبح رثاً مهترئاً بحاجة لتبديل وخاصة إذا كان هذا النظام أو العقيدة غير قادر على بناء واستقطاب التحديث الزمني والجوهري لكافة الاحتياجات والمتغيرات الزمانية والمكانية لأفراده وعناصره،مما يؤدي إلى إحداث القطيعة الأخلاقية أولاً والروحية ثانياً بين أسسه وبين أفراد جيله ، مما يحرف عقائده عن أداء دورها التفاعلي الإيجابي، وهذا ما يقودنا بالحتمية إلى شكلين متصارعين نتيجة الثورة على العقيدة والرغبة بتغير الأنظمة، أولهما الفكر المنفتح وثانيهما التدين العقائدي ، نقيضان بين التحريم والسماح ، بين الثبات والمنع ،بين التجديد والنقد ، ليتمخض عن صراعهما كل أشكال الإجبار والحرب ليفرض كل طرف فكره على الآخر منادياً أنا الحقيقة فاتبعوني صارخاً :
يا أيها الآخر إما أن تكون مثلي أو أقتلك (الاستماع للجديد يجرح الآذن ويصعب عليها سماعه)
وهنا يغرق الإله بينهما ببحر من الدماء ، شاهراً الآخر بوجه قلب الآخر سلاحاً فتاك عله يصيبه بالعمق للتنتهك حرمة العصفور والطفل والحجر بهذه الأمواج الدموية.
وفي حربهما المجنونة يخرج الفن كمفرز طبيعي كونه يعنى بتجسيد الواقع ويصور الحقيقة بعرْيها مرتباً شغفه في ترتيب الأحداث وصياغة الأوضاع بطريقة تعنى بالذات والنفس الإنسانية مصوراً إياها في ظلمها وعنائها بفرحها وبؤسها منتظراً أن يقدم حلاً جميلاً لهذه الصراعات ، إلا أن البعض ممن قد يكرس الفن إضافة لكافة الأسلحة المستخدمة في ساحات العراك كأداة حادة ممنهجة تقتل وتكذب وتغفر تارة عازفاً على إيقاع الدين والعقيدة مضخماً الحرب ذاتها ، أما الراقي منه أي الفن فانه يوثق التاريخ بكافة أبوابه بمصداقية أعلى من حدّ ذاتها من الحدث بمرجعية وحدها الرؤيا والإحساس.
ولكن دوماً هناك مانسميه دفاع نفسي تمارسه الطبيعة والفن والحياة حيال الموت مولدة رادعاً ما يهب كل طرف فتواه لتصير بالنهاية التغيير المحض على الرغم مما مرّ من دمار مؤلم وانحدار مضني أفرزت نتائجه بالذبح تارة وإلغاء للفن كوجه لله مرات أخرى.
لتصفق الحياة بقوة للإنسان ذاته الذي أسقط كل القناعات وارتدى قناع الحب وهتف لموسيقى الجمال و ولسيمفونية الأرواح الحرة ، ليبقى وحده الإنسان فقط الإنسان وتتغيب منافسته العقيدة.
08-أيار-2021
20-تموز-2013 | |
26-حزيران-2013 | |
فيلم آلام المسيح (The passion of the christ) إدانة للعنف وتجسيد للصراع العقائدي الإيدولوجي |
15-حزيران-2013 |
06-حزيران-2013 | |
11-نيسان-2013 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |